الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة قتل جورج فلويد وموقف العراقيين من جماعة ترمب منها والجريمة في اميركا

علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)

2020 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


كنت اشاهد (سي أن أن) او كما كان حسني مبارك يقول (سي أنّي أن) عندما ظهر وزير الدفاع الاميركي مارك أسبر ليعلن رفضه لإستخدام الجيش ضد المتظاهرين وكرر استخدام الولاء للدستور (جملة تستخدم ضد ترمب) وتنصل من تصرفاته لعدم علمه المسبق ببرنامج ترمب التصويري. اول ما تبادر لذهني ان ترامب سيفصله من الوظيفة اذا فاز بولاية ثانية وربما قبل ذلك. هذه اول مرة ارى وزير دفاع اميركي يعلن معارضته علنا لسياسة رئيسه ولم يتوقف عند ذلك بل اقر بوجود عنصرية حقيقية في اميركا ويجب معالجتها مرة واحدة نهائيا. بالطبع لديه عدد كبير من السود في الجيش الاميركي وعليه مراعاة شعورهم لكني اعتقد انه صادق في هذا المجال دون ان يعني ذلك محبتي له او ما تتطلبه منه وظيفته.
صباح اليوم سمعت عن تويت لوزير الدفاع السابق ماتيس الذي شجب وانتقد فيه ترمب. كما اعلن عدة جنرالات ومنهم ثلاثة رؤوساء سابقين لهيئة الاركان المشتركة والقائد الحالي لسلاح الجو الاميركي عن معارضتهم لإستخدام الجيش في فض الاعتصامات والمظاهرات ضد عنف الشرطة. وحتى موظفين من المخابرات المركزية نشروا انتقادتهم لترمب في مقالات صحفية ومقابلات تلفزيونية. معظم هؤلاء ليسوا يساريين بل جمهوريين من اقصى يمين حزبهم وهم ينزعون النعال ويضربون ترمب على رأسه. الذي استغربه هو صمت جماعة ترمب من الاميركيين العراقيين. هل معقول ان يكونوا اكثر عنصرية من غالبية الشعب الاميركي ويصطفوا مع عصابات كو كلكس كلان وما شابه؟ هل نسوا انهم مهاجرون جدد بينما دفع ويدفع السود الاميركيون ثمن عبوديتهم للجنس الابيض؟ يا من تعب يا من شِگى يا من على الحاضر لگى. عجيب غريب عصبية العرب التي تهاجر معهم عبر القارات. نسى العراقيون الاميركيون انهم ايضا اقسموا بولائهم وحمايتهم للدستور عندما حصلوا على الجنسية الاميركية.
يقول البعض ان قسوة الشرطة في اميركا مع السود هي بسبب ارتفاع نسبة الجريمة وبالذات الجريمة المسلّحة بينهم وفي هذا بعض الصحة. ومع ان القسوة والعنف المفرط لا تعني ابدا حل المشكلة بل على العكس تؤدي الى تفاقمها فضلا عن الرفض الاخلاقي والقانوني لأي عمل تستخدم فيه الشرطة العنف وخصوصا العنف المفرط مثل استخدامه الاجرامي الذي ادى الى قتل جورج فلويد.
السؤال الاهم لماذا هذه النسبة المرتفعة من الجرائم بين السود في اميركا؟ المواطن الاميركي على العموم لا يؤمن بالتضامن الاجتماعي على عكس المواطن الاوربي. التضامن الاجتماعي يعني ضرائبا عالية يتم من خلالها إعادة توزيع الدخل بشكل يضمن السلم الاجتماعي من خلال انظمة الرعاية الاجتماعية والتأمينات الصحية. هذا لا يعني ان الجريمة ستختفي بل تعني ان نسبتها اقل بكثير وعنفها شبه مختفي.
المواطن الاوربي على العموم يفكّر بالفقراء (الفقر في اوربا امر نسبي) في بلده ومستعد لدفع الضرائب العالية لمساعدة الفقراء. في اوربا يعيش ذوي الدخل المحدود والعاطلين عن العمل تحت هذه الانظمة حياة كريمة تتوفر لهم من خلالها حتى السفر في اجازات خارج بلدانهم وتتاح لابنائهم وبناتهم الالتحاق بالجامعات لأن اجور الدراسة اما معدومة او قليلة الكلفة والمساعدات المالية متوفرة لهم على اي حال.
على عكس هذا المواطن الاميركي يقول انه يعمل ويجهد في عمله ولا يرغب في ان يعطي امواله لمن يسميه بالكسلة وإن عليهم ان يعملوا ويجهدوا مثله. الخطأ في مثل هذا التفكير ان فرص التقدم المالي والمهني والتعليمي ليست متاحة للكل خصوصا اذا كانوا من السود حيث نسبة الفقر عالية بينهم. المثل الهولندي يقول ان (دفع الثمن) يأتي من الطول او من العرض. اذا لم تكن تضامنيا وتقيم انظمة الرعاية الاجتماعية والصحية فالنتيجة هي ارتفاع نسبة الجريمة والجريمة العنيفة. هذا ليس تبريرا وإنما تحليلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة