الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم وغداً يا قفاص العصر (ترامب)

عبدالقادربشيربيرداود

2020 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تتوالى التراجعات الصعبة، والانهزامات المريرة التي تلاحق الإدارة الأميركية المتمثلة بالرئيس ترامب أمام جائحة كورونا طبياً، الأزمات كانهيار المال والاقتصاد، والانتكاسات السياسية والإنسانية بارتفاع وتيرة الاعتداءات التي أخذت طابع الكراهية والتحريض؛ تماشياً مع المناخ السياسي الحالي الذي يشهد سقوط وانهيار القيم الإنسانية، وسيادة روح الوحشية والبربرية برغم تفوقهم في مجالات التكنولوجيا وعالم الفضاء.
خير شاهد على كلامنا، تلك الاشتباكات التي حدثت في الأسبوع الماضي أثناء مسيرة نظمها أنصار تفوق ذوي البشرة البيضاء في ولاية (فرجينيا) الأميركية، والتي تعد واحدة من أعنف مشاهد الكراهية والعنصرية البغيضة؛ لتنذر بحسب تصوراتي الشخصية بعواقب وخيمة، وسلوكيات مخالفة لدستور البلاد، وتوترات وانحرافات جسيمة تشمل كل الولايات الأميركية، لاسترجاع كامل الحقوق المسلوبة لذوي البشرة السمراء من الأميركيين الأصليين.
أمام هذا التصعيد الدراماتيكي المرعب، نرى حالة من التخبط قد بدت واضحة في تصريحات وقرارات وتصرفات ترامب، وفق مجموعة من المعطيات الواقعية؛ بدءً من قيامه بتهديد المحتجين باستخدام الجيش ضدهم، ووصفه المظاهرت بالدنيئة المفجعة، والمتظاهرين بالمندسين السيئين، والاستخفاف بهم بنوع من الكبر، والتعالي على مطالبهم المشروعة، وموافقته على قتلهم بدم بارد، ليضع نفسه في موقف لا يحسد عليه، وهذا يذكرنا ببعض الدكتاتوريين في العالم العربي من الذين تعاملوا مع شعوبهم بقسوة ووجهوا الاتهامات لهم، وكأن الرئيس ترامب اليوم يحكم دولة من دول العالم الثالث إن صح التعبير.
هنا نسال الرئيس ترامب؛ بماذا كان ينصح القادة والرؤساء أثناء الثورات والحراك الشعبي؟ فمما لا شك فيه، وكما هو موثق، كان دائم الإلحاح على احترام المتظاهرين، وتلبية مطاليبهم الإنسانية المشروعة، وعدم التضييق على حرية التعبير والرأي، ومعاملتهم وفق المعايير الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان. ولكن أين هو الآن من تلك النصائح الذهبية، وقد عصفت بأميركا رياح المظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة؟ للأسف؛ لقد انقلبت الطاولة رأسا على عقب يا ترامب.
من هذا المنطلق أذكِّر كل الأحرار أصحاب المبادئ في العالم، بأن الحقيقة التي كنتم تخشون قولها بسبب بطش وكالة الاستخبارات الأميركية، والملاحقات والتصفيات السياسية من قبل أجهزة المخابرات لكم، قد تكشَّفت اليوم، لذلك أعلنوها وبكل جرأة أمام الرأي العام العالمي، وافضحوا ترامب وجلاوزته قادة الشر والإرهاب في العالم، كي لا يحاولوا مرة أخرى ركوب الموجات الشعبية، واستغلال تعابير الشارع في محاولة يائسة لدغدغة مشاعر الجماهير الغاضبة في كل مكان، واستغلالها كذريعة سياسية خبيثة مكشوفة سلفاً.
كواجب إنساني أناشد العقلاء من الساسة الأميركيين أن يوحدوا جهودهم، ويعقدوا التحالفات الرشيدة لأنهاء هذه الحقبة المظلمة من حكم قفاص العصر، مهلك الحرث والنسل بغير وجه حق؛ ترامب الأرعن. وان يضعوا اليد على كل ما اختلط من الأوراق قبل أن يضعكم هذا المعتوه بمكره وخبثة ولؤمه أمام مستقبل مجهول، تلوح فيه سيناريوهات مثيرة للقلق والذعر؛ كالمشكلات العرقية التي سوف تتراكم مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية التي ستزداد اتساعاً يوما بعد آخر، لتكون في النهاية بركاناً يلتهم اليابس والأخضر على حد سواء... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال