الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة

جدعون ليفي

2020 / 6 / 5
القضية الفلسطينية



المستوطنون دائما مستاؤون حتى لو ضموا الضفة الشرقية، فهم سيطالبون بالمزيد. والمشكلة هي مثل أي منظمة اجرامية هي مع من يسمح بوجودها، ومن يسمح بذلك هو نحن الاسرائيليون جميعا*

المستوطنون غير راضين. يقولون إنه ينمو لديهم اليأس. لقاءهم مع رئيس الحكومة أول أمس وُصف بأنه عاطفي جدا. والقلب تفطّر. كيف يفعلون شيئا كهذا لهم؟ ألم يتحملوا ما يكفي؟ خطة الضم ليست جيدة بما فيه الكفاية بالنسبة لهم. 19 مستوطنة يمكن أن تكون في الخارج. ماذا يعني في الخارج؟ خارج الأرض التي كلها لهم. خارج دولة الشعب اليهودي. وماذا سيكون على سكانها ذوي القيم؟ إلى أين سيتم اخلاؤهم؟ كارثة وطنية ستحدث. والقلب تحطم إلى شظايا.



لقد أحسن بنيامين نتنياهو صنعا عندما سارع إلى استقبالهم في لقاء مستعجل، ووعدهم أيضا بأن الضم سيكون دون أي صلة بخطة ترامب؛ عن دولة فلسطينية لا يوجد بالطبع ما سيتم التحدث عنه. ومع ذلك، هناك يأس. ومن أكثر حالات اليأس تبريرا، إذا لم يكن أكثرها. فقط ذوي القلوب الفظة لن يفهموا ما يعتمل في قلوبنا، التي ستتحطم.

لا يوجد رئيس حكومة لن يستقبلهم ويلتقي معهم في لقاءات مستعجلة. لا يوجد قطاع في المجتمع كانت في أذن رئيس الحكومة، أي رئيس حكومة، مصغية اليه مثلهم. فهم يشكلون الرعب على مقر رئيس الحكومة منذ أجيال.

لا توجد مجموعة قوة كل الأروقة مفتوحة أمامها بهذا الشكل. ما هي البطالة، الفقر، العنف، العنصرية، الوباء، ضائقة الصحة، السكن والتعليم أمام الضم. قلائل رؤساء الحكومة، وبالتأكيد ليس نتنياهو، الذين خطر ببالهم استقبال وفد ممن يعارضون المستوطنات. ربما هم أيضا في حالة يأس؟ ربما يكون يأسهم هذا مستعجل؟ ربما تكون الاخطار التي سيشيرون اليها أكثر خطورة من مصير النار المقدسة؟



صورة إيقونية التقطت في الاسبوع الماضي تحكي كل القصة: مجموعة من الرجال الأشداء يجلسون في دائرة، عدد منهم ينتعلون الصنادل وعدد ينتعلون أحذية طويلة، ومعظمهم يعتمرون القلنسوات المنسوجة، وأحدهم يرتدي سترة، المافيا تقوم بعملية، رجال العصابات يتناقشون حول الاموال المسروقة.

خارطة مفرودة على الأرضية الخشبية أمامهم، عيونهم محدقة فيها. معظم المناطق ملونة باللون الوردي فيها. هذه هي خارطة الاحتلال. إنه استعمار الـ 2020، كتب شخص ما في تويتر، حوار رؤساء المستوطنين بشأن الضم.

مستقبلهم لم يظهر في أي يوم من الأيام اكثر وردية، بالضبط مثل المناطق على الخارطة، لكنهم في حالة يأس. هكذا يتصرفون دائما. يعبرون عن يأسهم. القوزاق المسروق، الذي هو غير راض دائما. هذه شهوة الاحتلال وجشع العقارات الذي لم يشبع في أي وقت. مع تلاعبهم الساخر والمستمر هناك يأس. هذه أم كل الاعيبهم: اليأس.



على مدى خمسين سنة كانوا مستائين من جميع حكومات اسرائيل، ويقومون بابتزازها بدرجة متساوية تقريبا. اليأس يساعدهم، وقلائل جدا رؤساء الحكومة الذين لم يخضعوا لهم. والآن جاء دور نتنياهو.

هذه الصورة هي أيضا صورة الابرتهايد النقي. المزارعون البيض يوزعون جلد الدب الذي ليس لهم. معظم سكان المناطق الوردية لم يسألوا عن رغباتهم، وحتى هذا لا يسمونه ابرتهايد حسب الدعاية الاسرائيلية.

هل يوجد دليل أكثر وضوحا على الابرتهايد من هذه الصورة؟ أين هم الفلسطينيون؟ أليسوا من بني البشر؟ رؤساء منظمة الجريمة الأكبر والاقوى في الدولة يجلسون ويناقشون مصير سرقتهم. هم يوزعون أنفسهم في مناورة نموذجية بين المعتدلين والمتطرفين وكأنه يوجد فرق بينهم، بالضبط مثلما يوزعون لدينا هنا المستوطنات بين قانونية وغير قانونية وكأنه يوجد فرق بينها، وكأنها ليست جميعها اجرامية.

إلى اللقاء مع رئيس الحكومة لم يتم استدعاء الجيدين، هؤلاء هم الاكثر استعدادا للموافقة على ضم ترامب. الآن يجب ارضاء المتطرفين، الذين لا يشعرون بأن الضم هو جيد لهم. وأن الضفة الغربية سيتم ضمها وسكانها سيتم طردهم إلى كل صوب.

هم سيشتاقون إلى الخيار الثاني وسيعبرون عن اليأس. وعندما سيتم ضم الضفة الشرقية، هم سيرغبون في ضم أراض أخرى، وسيطلبون الالتقاء بشكل مستعجل مع رئيس الحكومة وسيعبرون عن الاستياء. وهم سيستاؤون أيضا عندما ستمتد بلادهم من النيل وحتى الفرات.

يجب علينا عدم لومهم. فمثل أي منظمة اجرامية، المشكلة هي مع من يسمح بوجودها. هؤلاء هم نحن. جميع الاسرائيليين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هنري بنرمان الاساس
ابراهيم الثلجي ( 2020 / 6 / 5 - 11:49 )
سيد جدعون انت تعلم جذور المشروع الاستعماري بقيادة هنري بنرمان رئيس المعسكر الاستعماري والذي خرجت عنه وثيقة باسمه كانت شهادة ميلاد إسرائيل الاصلية كدولة تقطع العالم الإسلامي بين ثلاث قارات اسيا وأوروبا وافريقيا لاستدامة النهب الاستعماري للمنطقة الغنية لاكبر قدر كمي وزمني ممكن
مؤتمر كامبل بنرمان، هو مؤتمر انعقد في لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين بهدف إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن. وقدم فكرة المشروع لحزب الأحرار البريطاني الحاكم في ذلك الوقت.[1] وضم الدول الاستعمارية في ذاك الوقت وهي: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا. وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموها -وثيقة كامبل- نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. وهو أخطر مؤتمر حصل لتدمير الأمة العربية خاصة ( الإسلامية عامة) وكان هدفه إسقاط النهضة وعدم استقرار المنطقة
ولقد استغل الانجليز خرافات العهد القديم لجعل فقراء اليهود وقودا لصراع لا ينتهي لجمع المال للملا منهم وبالشراكة مع الانجليكانية المجرمة قاتلة كل الشعوب

اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة