الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جماهير التيار الصدري/بين ثقافتين اثنتين/قراءة في الوعي الاجتماعي / الثانية

عبد جاسم الساعدي

2020 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


جماهير التيار الصدري/بين ثقافتين اثنتين قراءة في الوعي الاجتماعي/الثانية
تلوح في أفق الكتابة وتداعياتها قراءة حال الوعي الاجتماعي بين مدرستين ومرحلتين، كانت الأولى لتلك الجماهير الغفيرة المشبعة بالحيوية والشباب والمبادرة، لم تكن المدة كافية لرسالة وأهداف ثورة تموز ١٩٥٨ لينجز ما كان يرجى لعمله وانتشال الجماهيرمن العوز والفقر والمرض والأمية والتخلف، لكن الوعي الشعبي العام منح المدينة الباسلة الالق والحضور والمشاركة في التظاهرات الثورية الصاخبة على انقلاب شباط ١٩٦٣.
تواجهنا أسئلة صارمة لقراءة مستويات الوعي بين تلك المرحلة والمراحل اللاحقة وبخاصة مضاعفات الحرب العراقية الإيرانية العام ١٩٨٠، وطبيعة نظام القمع البعثي طوال٣٥ عاما من القهر والإذلال ومحاولانهم لعزل المدينة عن بغداد واخضاعها لهيمنة منظماتهم فيها، ولا يخفى على أحد بأن البعثيين وضعوا قيادات بعثية وعسكرية لقمع اصوات التحرر. يذكر ان أشد مجرمي البعث كانوا يشددون إجراءات المراقبة والاعتقال والتعذيب وعرف الجلاد سمير الشيخلي وعصابته في محاولات قهر المدينة. وظهرت آراء طائفية بغيضة لعزل المدينة ومنع الصلات مع بغداد.
فكلمة الشروك والشروكية مفردات يتناغمون بها للنيل من جماهير المدينة .فظهرت حركات تمرد على النظام وأجرى سلسلة من أساليب البطش والتنكيل والاعدامات.
لا أظن أن مدينة في العراق قد واجهت تحديات الوعي والانتماء مثل مدينة الثورة، واعتبرتها أطراف سياسية أخرى بأن وجودها في بغداد يشكل عبئا على نظام حكمهم السياسي، فواجهت العنف وملاحقة الشباب ليل نهار للتطوع والالتحاق بالعسكرية وفي الجيش العراقي والانتماء لمنظماته الحزبية.
مدينة الأربعة ملايين مع الأسف لم تشهد يومآ حركة إصلاح وتنمية ومشروعات عمل فبقيت تعاني من الأمية وتدني مستويات التعليم حتى بلغت نسبة المتسربين فيها نسبة ٧٥ % والأمية ٨٠% بمعنى أنها مدينة منزوعة التعليم والمعرفة واطفال مشردون يتسكعون في الأسواق والشوارع وصاروا عرضة الابتزاز ومافيات الغش والفساد.
مدينة الثورة التي حرمت منذ وجودها إلى اليوم من المعاني الإنسانية والعمل وتحولت بفعل أساليب القهر والقمع والظلم اليومي إلى بؤر الكراهية والتوتر والغضب والنساء لا يقل حالهن بؤسا عن الشباب في ممارسات العنف المنزلي وتعدد الزوجات والزواج بالقاصرات التي أصبحت ظاهرة اجتماعية مؤلمة.
تصوروا لو ظهرت في العراق قوى اجتماعية عالية الإنتماء والمسؤولية وذات رؤى وبرامج سياسية واقتصادية وتنموية ليست ذات انتماءات طائفية أو عرقية أو نزعات شخصية مريضة وفي عراق يتمتع بخبرات وموارد عالية. السؤال كيف ستتعامل مع
مدينة الأربعة ملايين غالبيتهم من الشباب؟
وتصوروا لو كانت مدينة الثورة ذات انتماء لإحدى الدول الاوربية؟
اكيد ستنهض مشروعات استراتيجية عملاقة ذات أبعاد علمية وإحصاءات تبدأ من فك الاكتظاظ السكاني في الدار الواحدة وتنشىء متنزهات وحدائق ورياض أطفال وتبني عشرة آلاف مدرسة. وترعى الاطفال والشباب وتعالج حال الأمية وتسرب التلاميذ وتحول المدينة إلى برامج تدريب وتأهيل الشباب ومهارات تؤهل الجميع إلى العمل والكرامة كما فعلت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية كما كانت تسمى البوليتكنيك.
مدينة الثورة اليوم مدينة الحرمات وتفشي الأمراض والبؤس الاجتماعي والخوف وهيمنة مافيات الفساد والغش والسلاح والتهديد..
ترى من ينفذ هذه المدينة المنكوبة حقا؟
هل يمكن أن تظهر قوى اجتماعية عالية الإنتماء والمسؤولية وتعالج هذا البؤس؟
قراءتنا وبحسب متابعتنا لقيادة التيارالصدري لا يبدو أنهم معنيون بالحال المتهالك،
لأنهم لا يعنيهم من الوضع سوى الجانب الطائفي والسياسي في مواجهة الخصوم وان لغة الأنا والقيادة ذات أبعاد لفظية لا صلة لها بإعادة الكرامة الإنسانية والعز والانتماء إلى وطن تخربه ليل نهار عصابات السلطة يضاف إلى ذلك بأن التيارالصدريومبليشياته الأخرى لم تعد أعدادا ثقافيا وفكريا وعمليا ولم تظهر جماعات من هؤلاء حتى الآن لتمارس دورها فى النقد وإبداء الرأي كأنهم خارج الانتماء الوطني.
فالتيار الصدري اليوم بحاجة الى تطهير منتسبيه من عصابات السرقة والمافيات المسلحة والتي تبوات السلطات وغطست بمستنقع الفساد/لا ينفع معها جرة اذن،/هناك قضاء وقوانين.
لهذا ستبقى المدينة الشامخة التي كنا نستلهم منها الشموخ والتحدي تحت هذا الوعي الذي لا يبني مدرسة ولا مشفى ولا يحرر إنسانا من أعباء الحياة جماهير المدينة مدعوة لتنظيم نفسها من جديد والالتحاق الانتفاضات الشباب بصورة سلمية..
تحية لأبطال الإنتفاضة أينما كانوا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24