الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم تَعد المدافن آمنة

جلال جاف

2020 / 6 / 5
الادب والفن


ينتهي الى فراغاتِه بكل مايَحمِلُهُ من لعنِة الأنهار لِينتَشِلَ نفسَهُ من متاهاتِ العابرين ..
فعليك الطّير كَما الصّبح في نومه القشّي ..
عليكَ لَعنة القرى الغارقةِ في غيّ الضباب والكلُّ غارقٌ في ردهة ضيّقةٍ من ضوءِ الرمال ..
لا عليك فأنت نائمٌ في نفسٍكَ منذ أن غادرَتِ الجِمالُ أرضَ الماء فتوَكَلَتْ على الضّواري ..
لا عليكَ أيها الرّجل المُنكّرُ في مكانِك , المُنكَرُ في شَرف القبائلِ التائهة في الحانات منذ عهد الحجر وهي تعبدُ الطين والافخاذ والخيام المتعهٍّرةُ في ريحِ البراري ..
عليكَ لعنةُ النّهود المبتورة بالسّنابل , فلا أحدَ يواسيكَ في مِحنَة الأوائل .. لا أحد يُلبِسك رداء النّمور في زمن القطط .. كُن نفسكَ او مت ضاحكاً في الحديد حتى مَطلع القيامة ..
لا عليك .. فانت هرّ لبسَ قناع الليل مبتكراً لُعبة الرجال ..
فأنت لم تَعد من كائنات الماء ولا من كائنات البر ..
فالماءُ تَوَحّلَ بلِحيَتِكَ القديمة ولم تَعد تخالف قِدَم الهواء ولم يَعد أنفك القبائليّ مخيفاً ولم تَعد مضمونةً في مواسِمِ الأعياد .. فالمشاركون كثيرون .. ولم يَعد العبورُ إلى المدافنِ آمناً ..
مت وحدَكَ في الأحكام النحاسيّة .. مت وحدَك بقيودٍ لم تَعد صالحةً في الساحات ..
مت وإرتعد بكفالة الأرواح .. أيها الكاسدُ في تِجارة الرجال ..
فالمعركة لازالت قائمة في الدفوف والاناشيد ..
والعابرون كالأوائل يعبرون الجبال ..
......
الشاعر الأزرق جلال جاف
كندا / 6/6/2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته