الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسلسل الاحتلال لاينتهي

رديف شاكر الداغستاني

2006 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



تستمر فصول المسلسل الاميركي في العراق وفق ما رسمته الدوائر الامبريالية وشركاتها المتعددة الجنسية والقاضية بتحويل العراق الجديد الى نقطة في رسم الخريطة السياسية الجديدة للمنطقة بعد انهيار النظام العربي لاقامة الشرق الاوسط الكبير كقاعدة هامة وستراتيجية لتكريس النظام الدولي الجديد بقيادة الراسمالية المتوحشة التي تعمل تحت اسم العولمة .
تقتضي المصالح الامبريالية زيادة انتاج البترول في العراق حيث لا يقدم اليوم للسوق الراسمالية سوى ثلث طاقته الانتاجية وذلك لتفادي اشتعال الاسعار وهو الامر الذي يحتاج الى اعادة تعمير البنية التحتية لانتاجه وتحديثها . كما لا بد من الغاء الامتيازات التي منحتها حكومة صدام الى الشركات الفرنسية والروسية وتسعى واشنطن لضمان حصة الاسد لنفسها في استغلال البترول العراقي . وبالاضافة الى ذلك هناك السوق الهائلة لاعادة اعمار العراق البلد الذي دمر تدميرا شاملا .
وهذا هو الرهان الحقيقي للولايات المتحدة للسيطرة على احتياطات البترول العالمية كورقة رابحة في الهيمنة الكونية التي تمارسها ازاء منافسيها المحتملين بما في ذلك الدول الصناعية التابعة لها اي اوربا الغربية واليابان التي تعتمد على بترول منطقة الخليج اكثر من الولايات المتحدة نفسها .
**
وعلي الصعيد المحلي ، فان التجاذبات والصراعات السياسية التي توجهها الولايات المتحدة تسير نحو المحافظة على استمرار التدهور الامني بسبب التغاضي عن القوى الارهابية من بقايا النظام الساقط الذين تلبسوا اليوم بلبوس الدين والطائفية ، وعدم قيام القوى السياسية بوظيفتها المطلوبة في معالجة ازلام النظام السابق وانشغالها بالتنافس على المناصب والمنافع وممالئة المحتل والسير في ركاب سياسته .
لقد حدد حزبنا موقفه الواضح من الاحتلال وتعرية سياسته واهدافه وحاجته التكتيكية للارهاب والارهاب المضاد ، وممارسته للارهاب العسكري ضد السكان المدنيين تناغما مع الارهاب الصدامي والعالمي في تجاذب يتوافق مع ما وصلت اليه اجندته في العملية الجراحية الداعية زورا الى نشر الحريات الديمقراطية .
ان العميات العسكرية اليومية للمحتل ضد السكان المدنيين مستمرة وبشكل استفزازي كقتل المارة في الشوارع العامة . كذلك انتهاك حرمة العراقيات في مناطق عديدة ودون اي مبرر سوى ان المحتلين يريدون التاكيد على ان بلدكم محتل ونحن الذين نحكمكم . بينما يعمل الارهاب بدراية تامة من المحتل الذي وفر له الغطاء العسكري والسياسي حين امتنع عن اتخاذ اي اجراء ضد ازلام النظام الساقط الذين يقودون العمليات الارهابية اليوم . وكان هذا المحتل تارة يشد واخرى يرخي الحبل حسب المراحل المدروسة والمرسومة بدقة وخيوط اللعبة الساسية بين يديه.
لقد اخبر الاميركان بصورة سافرة من انتخبوا العضوية الجمعية الوطنية ، عليكم ان تنتخبوا اعضاءؤ مجلس الرئاسة ورئيس الوزراء وفق تعليماتنا ( المحاصصية ) وتعملوا حسب ارادتنا فهذه حدود الديمقراطية التي جئنا بها اليكم وهذه حصتكم الممنوحة من الاستقلال المزيف .
ان الجماهير بدأت تفقد صبرها وتنتظر دون جدوى من انتخبتهم ان يعملوا ما يعجزون عن الاتيان به وهو توفير الامن والاستقرار لان هذين المطلبين يدخلان ضمن الخط الاحمر الاميركي والذي يشمل ايضا محاكمة مجرمي النظام البعثي واعدامهم وكذلك الضرب على ايدي عناصر العصابات الارهابية . وهذان المطلبان يرفضهما الاميركان وقد ابدى السيد رئيس الجمهورية الجديد حرجه - كمحامي فقط :- من الموافقة على اعدام صدام حسين .
ولم يتحرج السيد الطالباني حين يتحدث عن تضحيات الشعب العراقي وحركته الوطنية و(( ينسى)) تضحيات حزب الشهداء الذين رووا التربة العراقية بدمائهم الزكية وكأن شخصيات خالدة مثل فهد وزكي بسيم وسلام عادل وجمال الحيدري وهاشم الالوسي واحمد الحلاق ومتي هندي هندو وخالد احمد زكي وسواهم يمكن ان تمحى من الذاكرة العراقية . لكننا ندرك الخلفية الشوفينية التي ينطلق منها الرئيس (( العراقي جدا )) الجديد والدوافع الانية الانتهازية التي توجه تحركه السياسي متناسيا انه كان في يوم ما (( ماركسيا ماويا )) لاحتواء اليسار الكردستاني وضربه بلا رحمه كما تم فعلا . اما اليوم فهو يسعى جاهدا لتجزئة العراق حتى دون الفوز باستقلال كردستان انطلاقا من مقولته الشهيرة ( ان كنا غير قادرين على البناء فعلينا ان نهدم ).
ان شوفينية الطالباني لا تختلف قيد انملة عن شوفينية صدام حسين وهما في نهاية المطاف من معدن واحد ومكلفون بدور متشابه ولكن الالوان مختلفة . ونقول بان الشيوعيين العراقيين لا يحتاجون الى تزكية من احد الا ان موقفه هذا يكشف مدى اللعبة التي يسير بها هو وزملاؤه الاخرون مع المحتل ضد شعبنا ووطننا ومحاولة تهميش الفكر الثوري ومنع تاثيره في هذه المرحلة القلقة . ولكن هيهات ان تنال منا اراجيف اعداء الشيوعية ومقولاتهم التي عفى عليها الزمن وهزمتها الحياة في سير احداثها وتطوراتها من قبيل الافكار المستوردة او الشيوعية كفر والحاد ، تلك الالحان البائسه التي تنعق بها البرجوازيه الرثة حينما يغدو موقفها حرجا ويشار لها بالشبهات والتعاون مع المحتل ضد مصلحة الشعب والوطن .
يدرك شعبنا يوما بعد اخر اهداف المخطط الامبريالي المحبوك لاستعباده ونهب ثرواته . ولن يحظى المتعاونون مع المحتل من الفئة المعولمة مزدوجة الجنسية برضا ابناء شعبنا الذين تتكشف لهم الحقائق اكثر فاكثر وتتوضح لهم صورة العراق الكسيح الذي تريد ان تقيمه الولايات المتحدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه