الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإحتفال بيوم البيئة العالمي تحت شعار- التنوع البيولوجي- في ظل تفشي فايروس كورونا وندرة المياه...؟؟؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2020 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يحتفل العالم أجمع وفي ظل جائحة كورونا المستجد بيوم البيئة العالمي في الخامس من حزيران الجاري هذا العام، وفي هذا العام يكون الإحتفال تحت شعار "التنوع البيولوجي" وما يُفهم من التنوع البيولوجي هو التنوع الكبير للنباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، وتنوع النظم البيئية (البحيرات والغابات، والصحاري والاراضي الزراعية) التي تستضيف أنواعًا متعددة من التفاعلات بين أعضائها من البشر والنباتات والحيوانات حيث تعدُ موارد التنوع البيولوجي هي الركائز الاساسية التي تبني عليها الحضارات الإنسانية، ولكن لم يدرٍ بخلد القائمين على الإحتفال بيوم البيئة العالمي في العام 2020 حين وضعوا " التنوع البيولوجي" شعاراً لهذا العام بان جائحة وباء كورونا المستجد التي إجتاحت المعمورة بأن معظم دول العالم ستطلب من مواطنيها الإلتزام بالعزل المنزلي منعاً لانتشار فيروس كورونا. ليكون لهذا الغياب الأثر الإيجابي على الحياة الإجتماعية للبشر، وكذلك على البيئة المحيطة بنا وعلى التنوع البيولوجي أيضا ً، فان بعض التغيرات التي طرأت هو ما نعيشه اليوم ولعل أزمة (كوفيد-19) قد بينت مدى إضرار الأنشطة البشرية بكوكب الأرض، فوفق دراسات حديثة، برز تعافي طبقة الأوزون تدريجيا منذ ظهور الوباء، لتراجع استخدام المواد الكيميائية، وانبعاثات الغازات الدفيئة ونقص حركة المواصلات الجوية والبرية والبحرية، والتقلص الحاد في سفر وتنقل الأفراد والنشاطات الاجتماعية والتجارية ، فبسبب الإجراءات المتخذة أثناء تفشي فايروس كورونا المستجد انخفضت نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة في مناطق كانت تعاني تصاعدها لتبلغ النسبة 25%، بسبب تباطؤ الإنتاج الصناعي وبقاء الناس في بيوتهم. لذا بدأ أثر جائحة فايروس كورونا -كوفيد19 على البيئة والمناخ بشكل ملموس ومنها التوازن البيئي والإيكولوجي في العام 2020. وعلى الرغم من ذلك ، فإن التفشي عرقل جهود دبلوماسية بيئية ، بما في ذلك التسبب في تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لعام 2020.
إنها دعوة جديدة من الطبيعة لإنارة العقول من جديد تجاه المستقبل؟. يبدو أن الأرض بصدد استرداد حقوقها، فالأرض هو الكوكب الذي يحمي ديمومة الإنسان منذ آلاف السنين، والإنسان هو المعنيُّ بخيرات هذا الكوكب وثراء موارده. وخاصة الموارد المائية التي تعدُ شريان الحياة في كوكبنا، حيث تعمل المياه على ربط النظام البيئي لكوكب الأرض وتحافظ على حياة جميع الكائنات الحية التي تعيش فيه، فضلاً عن الحفاظ على موائل النباتات والحيوانات والتي نتشارك معها الحياة على وجه الأرض، ولذلك؛ يتوجب علينا أن نولي أهمية بالغة لإدارة مصادر المياه واستدامتها بهدف ضمان قدرة جميع المجتمعات في كافة أنحاء العالم الحصول على مياه نظيفة وصحية. وكذلك الحفاظ على التوان البيئي لمكونات الأرض الاساسية بالإضافة الى المياه ، الهواء والتربة والغابات وغيرها، ولهذا يتوجب أن نخلق التوازن بين ما يحتاجه العالم من تطور حضري سريع الوتيرة، وبين الضغط الكبير الذي يسببه التوسع الحضري السريع، على مكونات النظم البيئة ومنها ما نملكه من احتياطي مائي والذي يتأثر سلباً بآثار التغير المناخي. علينا أن أن نسهم كحكومات وأفراد ومجتمعات والكيانات الأخرى من خلال تشريع وتطبيق التعليمات المتعلقة بالمياه والبيئة وتحسين كفاءة موارد الأرض في تحقيق أهداف ضمان مستقبل معيشة الأجيال القادمة باستدامة الإستخدام. تعتبر مشكلة الأمن المائي والغذائي متكاملة مع حماية التنوع البيولوجي عند عدم المساس بالطبيعة، وهذا يتطلب منا عمل جماعي مشترك ، وإحساس عالٍ بالمسؤولية، لأن الإدارة المستدامة للمياه ستساهم في الحفاظ على بيئة متوازنة كون التنوع البيولوجي ثروة عالمية ذي قيمة هائلة للأجيال القادمة وبالتالي تأمين مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة، بما في ذلك الصحة العامة. فقد ثبت أن فقدان التنوع البيولوجي يمكن أن يزيد من الأمراض الحيوانية المنشأ - الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر - بينما، من ناحية أخرى، إذا حافظنا على التنوع البيولوجي، فإنه يتيح أدوات ممتازة لمكافحة الأوبئة مثل تلك التي تسببها الفيروسات التاجية ( فايروس كورونا المستجد كوفيد19).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل