الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ما بعد كورونا مطابق لما قبلها ؟! 3_3

اثير حداد

2020 / 6 / 5
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


كما قبله، قبل فايرس كورونا او الجائحة، وعبر التاريخ البشري الممتد لـ 15 مليار سنة ماضية، اجتاحت الفايرسات هذا الجزء الصغير من الكون لمئات المرات، مخلفا ملايين الضحايا البشرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية . وفي كل مرة يخرج الانسان منتصراً على اعداء الحياة هذا ولكن بعد ان يدفع ثمنا غاليا مقابل ذلك الانتصار.
لنعد الى موضوع المقالة الختامية هذه. اجتاح فايرس كورونا العالم منذ اكثر من ستة اشهر مضت ولم يستثني لا غني ولا فقير، لا ابيض لا داكن لا اسمر، لا ذكر لا انثى . اما على صعيد الدول فلم يستثني الدول ذات المستويات العالية في التطور ولا المتخلفة ولا البين بين . لا يستثني المتحدث بالاسبانية او الانكليزية او العربية او الفرنسية. لم يستثني الدول التي طبقت الحظر او التي اعتمدت على حصانة القطيع "السويد مثلا".
ما اردت قوله هنا ان هذا الفايرس "اخذ البشر على حين غفله". ولماذا فشل النظام العالمي ، الامم المتحده ممثلة بالصحة الدولية، في الاستجابة السريعة لهذه الكارثة الانسانية ؟ .
والسؤال الاخر وبنفس المستوى من الاهمية ، اين كانت شركات الادوية ومراكز الابحاث ؟
والسؤال الذي يتقدم على السؤال بخصوص دور شركات الادوية هو: لماذا اصاب الشلل التام حكومات الدول امام اجتياح هذا الفايرس ؟، الولايات المتحدة على سبيل المثال وليس الحصر.
قبل الدخول في المتاهات هذا اشعر بواجب كبير تجاه العقل البشري للمثقف الانساني الذي اشار له البير كامو في رواية الطاعون، وكذلك لتصريحات بيل غيتس قبل اكثر من خمس سنوات حول احتمالية ظهور فايرس يؤدي بحياة 10 ملايين شخص.
السؤال التالي لا يقل اهمية عن الاسئلة السابقة. هل لطبيعة النظم السياسية دور في منع انتشار فايرس كورونا ؟ الاجواب وببساطة لا . فالصين شديدة المركزية و انطلق منها الفايرس. امريكا رحم النيولبرالزم اجتاحها الفايرس. اليمن الفقيره اجتاحها. الصين الملحدة وفرنسا صاحبة العلمانية المتطرفة وكذلك السعودية وايران والفاتيكان جلهم زارتهم كورونا دون فيزا.
وكي لا نبقى في هذا التيه من اعصار الاسئلة التي تقطن العقل نعود الى جوهر الموضوع : لماذا وقعت البشرية في هذه الازمة ؟
انه العجرفة البشرية و طمع الشركات وسعيها الحثيث نحو الربح والربح فقط. ولا يمكن اطلاقا انكار الجهل البشري و استخفافه بالعلم.
يقول العالم نيل تايسن "في سنتمتر خطي واحد من قولونك تعيش وتعمل حوالي (100 مليار) بكتيريا، أكثر عددا من البشر الذين عاشو على هذه الارض منذ وجودها، ولا يزال بعض البشر يعتقدون انهم المسيطرون على العالم". الانسان يسعى نحو السيطره على الطبيعة عبر العلم ، العلم المبني على الشكل.
خلال الثلاثين سنة الماضية اكتسح العالم مبدا النيولبرالزم، اي الخضوع لعوامل السوق بشكل مطلق. بمعنى اخر التخلي عن الكينزيه التي دعت الى تدخل الدولة في ضبط التوازنات السوقية. الا ان جشع الشركات في تحقيق اعلى الارباح جعلها تتخلى عن الجوانب الاقل ربحيتا في المجتمع، مما قلص من الاستثمارات في مجال الصحة العامة.
اما الجهل فهو المصيبة الاعظم، فهناك مجاميع لا تفهم ولا تريد ان تفهم مما ساعد في انتشار الوباء هذا.
واخيرا وليس اخراً، ظهر اثناء الازمة هذه اتجاه قومي قوي للانكفاء على الحدود السياسية للبلد المعني . مما يعني هشاشة التجارة الحرة العالمية, لتوضيح ذلك اضرب المثال التالي: منعت فيتنام تصدير مادة الرز وخزن الفائض منه للمستقبل. لو ان جميع الدول طبقت هذه السياسة في مجال انتاجها فمن اين ستحصل فيتنام على مادة القمح مثلا وعلى النفط لانتاج الطاقة.
ختاما اعتقد ان العالم سيكون افضل بنسبة بسيطة عما هو عليه حاليا، ولكن اعتقد اننا بحاجة عميقة للبحث عن احياء وتعميق الضمير البشري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة