الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا شرف بين اللصوص

جمال عبد الفتاح

2020 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


على مدار الايام الثلاثة الاخيرة لم تتوقف الاحتجاجات الغاضبة فى مدينة مينيابوليس واربعة مدن امريكية اخرى . وصل الأمر الى محاصرة قسم البوليس الخاص بالمنطقة التى قتل فيها جورج فلويد الامريكى الاسود على يد شرطى أبيض ، وقام آلاف المحتجون بحرق قسم الشرطة وعدد من المبانى القريبة منه والاستيلاء على السلع من عدد من متاجر المدينة احتجاجا على عنصرية الشرطة البيضاء ضد السود ومن يجوعونهم . وردت شرطة المدينة بالاستخدام الواسع لقنابل الغاز وعمليات توقيف وحشية واعتقال المئات بما فيهم طاقم شبكة سى ان ان ، واللافت ان مراسلها كان امريكيا اسودا ايضا .
وهذا يعكس صورة نمطية للاسلوب الممنهج لتعامل الشرطة البيضاء العنصرى مع الامريكيين من اصول افريقية والملونين عموما لعقود طويلة ، وكثيرا ما تكررت حوادث القتل هذه كسلوك عنصرى فى اغلبية المدن الأمريكية وتنتشر الممارسات العنصرية فى القضاء والسجون والعديد من المؤسسات الامريكية الأخرى .
وجاء التلكؤ الواضح فى عملية القبض على الشرطى القاتل لمدة 3 أيام لتفضح حقيقة تعاطف ترامب مع جورج فلويد الذى اظهره بعد مشاهدته لفديو عملية القتل الوحشية ، كما جاءت تويتته العنصرية على تويتر والتى وصف فيها المحتجين بالرعاع ، واوامره للحرس الوطنى باطلاق النار على من اسماهم بقطاع الطرق " المتظاهرين " كاشفة لحقيقة مواقفه العنصرية ، وحرصه على الملكية الخاصة أكثر من حرصة على حياة البشر !. انه فى حقيقة الامر تحريض على العنف ضد السود ومن يتعاطف معهم ، وتركيز على سيادة العرق الابيض . . رسائل الى قاعدته الانتخابية من اليمين المتطرف والانجيليين والصهاينة الامريكان .
وما ان وضع تويتر تحذيرا على تويتة ترامب لكونها تتعارض مع قواعد عمل تويتر ، تدعم خطاب الكراهية وتمجيد العنف حتى انبرى ترامب لمهاجمة شركات تويتر وفيسبوك تحت زعم تدخلها فى حرية مستخدميها واصدر امرا بتعديل قانون الاتصالات الأمريكى. وحقيقة الامر ان ترامب كسلطوى عنصرى يهاجم الصحافة والفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعى لأنه يريدها فقط أن تكون جنودا فى معركته الانتخابية القادمة بعد ان وصلت شعبيته الى الحضيض .
ومهما يكن من شئ ، فان شركات التواصل الاجتماعى من تويتر الى فيسبوك وانستجرام ويوتيوب الخ ليست اكثر من شركات رأسمالية احتكارية ضخمة هدفها الاول الربح ومصالح النظام الرأسمالى العالمى والهيمنة على الشعوب قبل اى شئ آخر ، وانها عندما تختلف مع ترامب رئيس اكبر بلدان النظام الرأسمالى ليس له من معنى إلا إنه " لا شرف بين اللصوص " عند الاختلاف . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص