الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسمي كورونا

علي أحماد

2020 / 6 / 6
كتابات ساخرة


اسمي كورونا .. أو كوفيد- 19 ، أنا الوباء والجائحة فاختاروا ما شئتم من الأسماء ... فيروس قاتل أسكن صدور البشر وأتغذى على خلايا الرئتين وأتكاثر. ينقلني بعضكم لبعض بالعطس والسعال ( الرذاذ المتطاير ) وأنتعش باختلاطكم وأنشر الوهن والحمى في أبدانكم وأنكمش بتباعدكم . من ووهان الصين بدأت العدوى انتقالا من الخفاش أو الأفعى . استطعت أن أتعدى الحدود وأتخطى سور الصين العظيم ضيفا ثقيل الظل - يفر منه المرء هلعا وجزعا - على البلدان في كل أرجاء المعمور ، فلا ولن أحتاج جواز السفر ولا حقائب ولا إذنا من سلطات الجمارك وخفر السواحل فقد تكفل البعض بنقلي عبر الجو والبحر في خله وترحاله . دقيق لا أرى سوى بالمجهر من عائلة الفيروسات التاجية ، ومن التاج منحتموني اسما صار على كل لسان رمزا للخوف والهلع وللقتل والفتك . أعدت اليكم ذكريات مؤلمة عن أوبئة وجوائح خلفت الضحايا بالملايين ومنها الطاعون والكوليرا كما الملاريا وإيبولا وأسماء علمية سميتموها أنتم وآباؤكم . حذر الموت أغلقتم الحدود ومنعتم الإختلاط بينكم في المقهى والحمام ، ومنحتم إجازة للمدارس والمعاهد والجامعات و خلت المساجد والجوامع والبيع من المصلين والمؤمنين ووضعتم المتاريس على الطرقات تحت الحراسة المشددة للجيش والشرطة . منكم من حسبني عقابا تنزل بابن آدم من السماء لكثرة ذنوبه ومعاصيه وبعده عن الطريق المستقيم . كشفت أكاذيب وألاعيب ترامب وأبكيت الرئيس الإيطالي سليل القياصرة والأباطرة من الرومان رضعاء الثعلبة وأرغمت بوريس جونسون من المملكة المتحدة على لزوم الحجر . قرابين آدمية لن تكفيني منها الملايين . انتقلت الى عمامة الفقيه وكمامة الطبيب وبذلة العسكري ومعول الفلاح ومطرقة العامل إناثا وذكورا . جبت القارات شبحا قاهرا لسلطان البشر ، ونشرت الذعر في بقاع المعمور فاجتمع الخلق لصنع دواء لقتلي . تسابق العلماء في المختبرات جشعا وطمعا من كبرى الشركات في تكديس الأموال من مأساة الإنسان . الحق أني أخشى العلم والعلماء وأطمئن الى من ينشر الإشاعة والدعاية للدجل والجهل . هنيئا لمن غلب الحكمة وسعى الى السلامة وتجنب الفتنة . زعم البعض أني من علامات الساعة ومن جنود الله . ركع المتجبرون تحت جبروتي فلم ينفعهم الدولار ولا الجنيه ، فسعى المسؤولون الى جمع التبرعات التي لن ينال منها الفقراء سوى الفتات ... تقتنى المعدات وتصنع المعقمات والمطهرات لغسل الأيدي وقد حق غسل القلوب من الأحقاد والضغائن . استهنتم بي أول الأمر وها أنتم تجنون الأمر . لي كل الحظ في سرعة الإنتشار في ظل العولمة وتكنولوجيا العصر . أجدادي ( من مختلف الأوبئة ) سافروا في البر بالحمير والبعير فانحسر الإنتشار في الديار ومن وقتها تقرر الحجر ...الزموا بيوتكم حتى لا أزوركم .. فمن دخل بيته فهو آمن ...فلعلكم تتغلبون علي لأبقى ذكرى للأحفاد على امتداد الأجيال .
من البيت بميدلت 28/03/2020

________________________________________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??