الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطور مفهوم القلق العام

فوزية بن عبد الله

2020 / 6 / 6
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


لقد حازت تصنيفات فرويد حول القلق باهتمام معظم الباحثين على مدار القرن العشرين فلم يقتصر هذا الإهتمام حول مصطلح عصاب القلق الذي افسح الطريق لدراسة اعراض القلق وخاصة الجسدية منها ولكن كذلك أفكاره وملاحظاته المصاحبة لظهور عصاب القلق، فمفهوم القلق العام يرجع الى مفهوم فرويد ومصطلحه القلق الحر، ولقد اعتبر عصاب القلق كوحدة اكلينيكية الى غاية سنة 1964 اين قسمت كلاين، Klein عصاب القلق الى فئتين نوبات الهلع وتناذر القلق العام (Portman, 2009, p. 3 )، فلقد بينت الملاحظات العيادية لكلاين أن مضادات الإكتئاب تعطي نتيجة احسن مع نوبات الهلع، بينما البنزوديازيبين يعطي نتيجة احسن مع تناذر القلق العام. (Noyes &Hoehn-Saric, 1998, p. 37)
ولقد بقي مصطلح عصاب القلق مدرج في المرجعين الرئيسيين المستخدمين في المجال النفسي العيادي عالميا وهما الدليل التشخيصي الإحصائي للإضطرابات العقلية DSM، الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي والتصنيف الدولي للأمراض CIM، الصادر عن منظمة الصحة العالمية، ففي الطبعة السابعة لـ CIM سنة1955، ظهر مصطلح القلق " Anxiety " حيث صنفت اضطرابات القلق كجزء من فئة الإضطرابات العصابية.(Servant, 2007, p. 22). اما بالنسبة لـDSM فلقد حافظ في طبعته الأولى سنة 1952 والثانية سنة1968 على المفهوم الفرويدي لعصاب القلق، غير ان هذا المصطلح هجر تماما في الطبعة الثالثة.(Montgomery, 2010, p.1)، فلقد طرق على الطبعة الثالثة1980 عدة تعديلات، ليأخذ كل من نوبات الهلع واضطراب القلق العام مكان فئة عصاب القلق و بذلك ظهر اضطراب القلق العام لأول مرة ولكنه لم يظهر كاضطراب مستقل الا بعد سبع سنوات، أي في سنة 1987 مع صدور الطبعة الثالثة المراجعةDSM III-TR. (Hazlett-Stevens, 2008, p. 2)، ففي DSM III لم تكن معالم اضطراب القلق العام واضحة، وكانت الأعراض تنحصر في اعراض أربع فئات هي التوتر العضلي و النشاط الإعاشي العصبي الزائد واليقظة والترقب القلق، تظهر لدى الراشد الذي يبلغ 18 سنة فما فوق، وان تكون حاضرة على الأقل لمدة شهر وان لا تكون ناتجة عن اضطراب نفسي آخر، ثم تم مراجعة هذه المعالم في الطبعة المراجعة 1987 حيث ادخل المعلم A واعتبر ضروري لتشخيص اضطراب القلق العام ويتضمن الترقب القلق مع قلق زائد وهم غير مبرر باتجاه الوضعيات والأحداث الحياتية واليومية سواءا الشخصية أو العائلية أو المهنية أو الإجتماعية، كما تم تمديد مدة استمرار الأعراض من شهر الى 6 أشهر مع وجود 6 اعراض، ولقد صنف اضطراب القلق العام ضمن فئة اضطرابات القلق لتتوالى بعد ذلك التعديلات في الطبعات اللاحقة للدليل التشخيصي ففي الطبعة الرابعة DSM IV سنة 1995 ابقي على المعلم A اي وجود ترقب قلق مع التأكيد على استمراره اي على الأقل يوم ليومين، مع ظهور المعلم B وجود لدى العميل صعوبة في التحكم في قلقه والهم أو الانزعاج الزائد فيما يتعلق بالأحداث الحياتية، أما بخصوص الأعراض فهي ستة اعراض مع وجوب وجود 3 أعراض منها على الأقل، ام المعلم F فقد تضمن معايير التشخيص الفارقي أما المعلم D فيتمثل في وجود معاناة ذات دلالة اكلينيكية وتدهور في الوظيفة الإجتماعية والمهنية وفي نشاطات أخرى مهمة. (Boyer, 2005, pp. 9-11)
يبدو أن الباحثين لم يقتنعوا بعد بالتصنيفات الاكلينكية والنوزغرافية لاضطراب القلق العام وهذا يظهر جليا في تعرض هذه التصنيفات الى مراجعات متتالية في كل اصدار جديد لـDSM، وهذا رغم التخلي عن تسمية عصاب القلق، وفصل القلق العام عن باقي اضطرابات القلق الأخرى، ووضع معايير تشخيصية خاصة به، حيث تركز هذه المعايير على مفهومي الترقب "التوجس" والهم "الانزعاج" للدلالة على القلق العام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون