الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتحدث -الطب النفسي- عن المثلية قاسم حسين صالح نموذجا

منظمة مجتمع الميم في العراق

2020 / 6 / 6
حقوق مثليي الجنس


عندما يتحدث "الطب النفسي" عن المثلية

قاسم حسين صالح نموذجا

لا أدرى قد أكون مخطئا، لكنني بدأت أحس ان الكل أصبح على شاكلة رجال الدين، فرجل الدين اليوم بات يتحدث بكل الأمور، وحديثه عند اتباعه هو الصدق بعينه، رغم تفككه وجهله بكل الأمور التي يتحدث بها، وقد يكون مقتدى الصدر نموذجا ممتازا للتفكك والسخرية والفجاجة عندما تسمعه، فلا تجد في كل كلامه أي شيء متطابق، بل انه يعيش من خلال حديثه حالة صبيانية؛ ولا ندري فقد بدأ الكثيرون –لا شعوريا- بتقليده، فالظاهر انه نموذج يمثل الشخصية السوبرمانية عند هؤلاء.

قاسم حسين صالح الذي كتب عن المثلية حلقتين في الحوار المتمدن، "المثلية الجنسية من منظوري العلم والدين"، يشبه الى حد قريب هذيانات بعض رجال الدين، فلو اخذنا المقطع من المقالة المسمى "موقف شخصي" وتمعنا بها جيدا فأننا سنكتشف انها تنسف المقالة بأجمعها، اي ان المقالة عن المثليين ما هي الا "تسفيط كلام" مثلما يقال.

يقال ان "الشخصي هو سياسي"، والدكتور صالح ختم مقالته بكلمة "موقف شخصي" أوضح فيه موقفه من المثلية، فهو قد ادانها بشكل صارخ، بالتالي فهو قد اتخذ موقفا عدائيا منها، دعونا نستمع لما قاله:

((لست مع المثلية الجنسية كممارسة لأن (ما بيها ذوق) ولأن شيوعها فيه خطورة بشرية تؤدي الى انخفاض عدد السكان على المدى الطويل، وتقتل سيكولوجيا امتداد ذكر الانسان بأنجاب من يخلد ذكره.. فيموت معنويا، وسيفقد الجنس متعته السيكولوجية، ويتحول الشعر الى التغزل بالغلمان، والعشق في الروايات الى هيام الرجل بغلام.. وسيكون الخاسر الأكبر فيها هو المرأة، لأنها ستفقد حب الرجل والانجاب وغريزة الأمومة)).

صالح، هنا، وفي هذه الكلمة، يوجز ويختصر كل رؤيته للمثلية، طيب، ان يقول أحد ما انه "ليس مع المثلية" فهذا من حقه، اما ان يعلل ذلك بكلمة فجة وفظة في ذات الوقت "ما بيها ذوق" فهنا نتوقف عندها كثيرا، انها تكشف عن ما يخبئه الشخص القائل، من ان هناك عدائية مضمرة تجاه مثليو الجنس، فكلمة "ذوق" تحيلنا الى ان المثلية الجنسية عند صالح هي عمل مخالف للحياة، وهي عمل مسيء جدا، و"شاذ"؛ ثم انه "صالح" يؤكد على عدائيته للمثليين بقوله ان "شيوعها فيه خطورة بشرية"، فهي في عرفه أخطر من إرهاب عصابات الإسلام السياسي وداعش، وهي أخطر من نووي ترامب وبوتين، وقد يكون قائد ميليشيا او نائب في البرلمان العراقي غير مثلي اهون على صالح من وجود انسان مسالم ومفكر وطبيب وعالم، لكنه مثلي، فهذا يشكل خطورة كبيرة على البشرية؛ لكن اين تكمن خطورة المثلي في عرف صالح؟ انها " تؤدي الى انخفاض عدد السكان". وكيف ذلك؟ لأنها تمنع الانجاب! هو ذا مفهوم صالح عن الانجاب، بل هو ذا مفهومه عن خطورة المثلية، انها تمنع الانجاب، لكننا لم نسمع مثل هذه الحجة في الدول التي تنشط فيها المثلية الجنسية بشكل كبير، ولم تذكر لنا الدوريات العلمية مثل هذه الحجة، خصوصا وان النظام الرأسمالي الذي يحكم العالم هو من أكثر المدافعين عن المالتوسية، وتقليل الانجاب وخفض عدد السكان.

ثم ان الذكورية والبطريركية وحتى العشائرية تكاد لا تفارق كل مقالة السيد صالح، فها هو يقول ((وتقتل سيكولوجيا امتداد ذكر الانسان بأنجاب من يخلد ذكره.. فيموت معنويا)) اليس هذا مفهوم عجائزي وديني، فهل يا ترى ان ارسطو عٌرف من خلال ذريته، او نيوتن او دارون او ماركس، انها مفاهيم عشائرية مغرقة في البدائية. ثم لماذا عند انتشار المثلية ستكون المرأة الخاسر الأكبر؟ في فهم صالح لأنها " ستفقد حب الرجل والانجاب وغريزة الامومة"، إذا جمعنا تلك الكلمات فإننا سنخرج بنتيجة واحدة هي ان المثلية شر ولابد من معالجة من يصاب بها، تلك هي خلاصة فلسفة قاسم حسين صالح حول المثلية، فهو يطالب رئيس الوزراء بالسماح للعلماء بدراستها وتقديم العلاج لها، لأنها ظواهر سلبية.

لقد عرفنا الدكتور قاسم حسين صالح رجل يطمح للسلطة في عراق ما بعد 2003، فقد ترشح كعضو مستقل لمجلس النواب في الانتخابات الماضية، وكان مريديه يوزعون بطاقات ترشحه في سوق المتنبي، وأيضا يحب الشهرة كثيرا، وبالعراقي يقال "يحب يطش"، ففي معرض بغداد الدولي للكتاب كان هو يجلس في أحد الاجنحة واحدهم كان ينادي بعناوين كتبه، وقد تكون مقالته هذه تحسب على ذات المنوال "الطشه".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس


.. Amnesty International explainer on our global crisis respons




.. فيديو يظهر اعتقال شابين فلسطينيين بعد الزعم بتسللهما إلى إحد


.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي




.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه