الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم لابد أن ينتهي كما الأمس ..

سالم اسماعيل نوركه

2020 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


كان الأمس لابد له أن ينتهي ذلك الذي لم يبقى فيه شيء لَمْ يبتزهُ الألم والوجعْ بظلمهِ وقسوتهِ وكُنّا فيه مثل الغريق .. من الطبيعي أن لا نخشى مِنَ البَلل وقَدْ أنتهى بماكنة ماحقة بكل ما فِيهِ وَبَقِيَّ تبعاته تُطارد يومُنا لأننا حين خرجنا منه بمصائبهِ أمطرنا اليوم الذي أوتي به بتلك الماكنة مصائب أَشَد وأقوى .. كُنَّا بالأمس نبحثُ عن سَلّة نَضَعْ( النفايات ) فِيهِ فجاءت لنا تلك التي عبرت القارات ( بنفايات ) الديمقراطية حَوَّلتْ أجلكم الله حياتنا برمَتها إلى( مزبلة ) لأنَّ ذلك الأمس لَمْ نهدمه بأرادتنا والفلسفةُ تقول لا ينمو شيء إلا بهدم شيء فجاءت لنا تلك القوة الغاشمة بقومٍ جهالة بشقائنا ينعَمُون وقالت لَنّا بيديهم نبني لكم جنات الخلود تلك كانت أولى الوعود الكاذبة وتلتها حفنات من تلك الوعود وما طلبنا العزَّ في لَظّى وخُدْعنا هُتاف القوم بالوطن وكانوا في السرِّ غير القوم في العَلَنِّ كما يقول شاعرنا معروف الرصافي ..أولائك الذين جاءت بهم (زعيمة) الديمقراطية في العالم أكثرهم شرعوا بالركض حولة السلطة ومغانمها ولم يكونوا حول الوطن .. الكثير منهم حجز مكان له في الدرك الأسفل من النار وهي تقول لهم هل من مزيد .. وكأنَّ بهم وصلوا إلى اتفاق معنا بنوده قولوا ما تشتهون ونفعل ما نشتهي .. مثلما فال ذلك ملك بروسيا مؤسس ألمانيا 1712-1786 ( لقد أنتهيت أنا وشعبي إلى اتفاق يرضينا جميعاً ، يقولون ما يشتهون وافعل ما أشتهي .).
كأنَّ بعد 2003 ذهب الثائر للنوم للراحةً من ويلات السنين وأستيقظ المتخاذلون القادمون مع ( العمدة ) من خلف الحدود من نومهم بكل نشاط ليُسْتَلموا السلطة و( مأساة العالم الذي نعيش فيه تكمن في أن السلطة كثيراً ما تستقر في أيدي العاجزين ) 1
الذين وصلوا إليها من بوابات الديمقراطية العفنة بالدجل والتهريج والنفاق فأصبحت ( الأرجل ) المكسورة تحت قبة البرلمان والتي أرادت أن تتعالج بجورب من الحرير عيوبها ..ركبت السلطة عَميَّت عيونهم بدولارات النفط المتدفق وجلبوا الفقر والمرض والجهل وأماتوا في النفوس كل شعور وطني لولا فتية آمنوا بربهم فهتفوا نريد وطن وآمنوا بأن مع النقد تأتي العافية وغيابه مرض وهبوا بالنقد إيماناً منهم بأن الأوطان التي لا تقبل النقد تترهل .. أدوف هتلر يقول :( عندما تقود الحكومة الشعب الى الخراب بشتى الوسائل والإمكانيات يصبح عصيان كل فرد من أفراد الشعب حقاً من الحقوق ، بل واجباً وطنياً .)2
أفنوا من عمرنا 17 سنة بوعود كاذبة أذكركم بذلك الذي قال قبل عدد من السنين بأننا سنصدر الكهرباء لليوم نٓحنُ نستوردها واختفى عن الأنظار كما اختفى غيره وهم كثر ذهبوا حيث ذهبت المبالغ التي أستولوا عليها من قوت الشعب .
والخلاصة إن السكة( البرلمان ) والقطار ( الحكومات ما بعد 2003) لا تفضي إلا إلى المزيد من الخراب والدمار والأمر يحتاج أن يكون هذا اليوم من الماضي وتطوى تلك الصفحات التي لم تجلب لنا غير المآسي وتركتم الشعب أن يواجه كورونا بدون سلاح نعم المال سلاح والسبيل هو أما أن تعودوا الى الشعب وتكفروا عن ذنوبكم وتطلبوا مغفرة منه وتعيدوا له الثروات التي نهبت تسترده من أين لك هذا !؟ ، أو ( إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة ..فلابد أن يستجيب القدر..ولابد لليل أن ينجلي ..ولابد للقيد أن ينكسر )3سنصل بحماقاتكم إلى الشعور بالحقد على كل شيء خربتموه .. وقالوا لنا الاستعمار تنهب ثروات الشعوب وانتم ابضاً نهبتم ثرواتنا فأنتم تمارسون دور الاستعمار وعدو همجي وكما يقول تشي جيفارا : (إن الشعب الذي لا يشعر بالحقد لا يمكنه أن يهزم عدواً همجياً.)4
..........
1- جورج برنادشو
1856-1950 كاتب ، كاتب مسرحي، صحافي .
2- أدوف هتلر
مجرم حرب ، رجل دولة
3- أبو القاسم الشابي .
شاعر تونسي
الميلاد 1909الوفاة 1934
4-الثائر تشي جيفارا
أرجنتيني كوبي
ميلاد1928 الوفاة 1967 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ