الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة تشرين/قراءة في مستويات الوعي وإشكالية التحديات/الأولى

عبد جاسم الساعدي

2020 / 6 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


انتفاضة تشرين/قراءة في مستويات الوعي وإشكالية التحديات/الأولى
سجلت انتفاضة اكتوبر/تشرين١ العام ٢٠١٩ الدخول إلى مرحلة وعي جديد ينبض بالشباب والحيوية أثر تراكمات القهر والعوز والشعور بالاذلال والحرمان. فالصفة الغالبة لتلك الانتفاضة منذ بدايتها وحتى الآن، تدفق الشباب بالانضمام إليها بكثافة لأنهم لأكثر تضررا وعزلة واهمالا. كما أنهم التحقوا بصورة طوعية من دون استئذان قبيلة أو حزب أو تجمع أو طائفة. هكذا استكملت عوامل الالتحاق بفعل الوعي نفسه.
أنه الوعي بالبعد الاجتماعي والطبقي والانتماء لوطن اذاقته جماعات وميليشيات ونظام سياسي غارق بالفساد والغش والجريمة وممارسة سياسة المحاصصات وتوزيع الغنائم كما هم وصفوها بأنهم تقاسموا الكعكة كما يشاؤون واهملوا عن قصد جماهير الكادحين الذين انتخبوهم بشعارات مذهبية .
ودخل الإعلام بالوثيقة والأرقام والأدلة إلى عمق الحياة الاجتماعية والمدنية بل صاروا لا يخجلون بمباهاتهم اليومية عن الملايين التي سرقوها وابتزوا لها الآخرين. ناهيك عن العصابات الميليشاوية المنظمة التي تتوزع على مؤسسات الدولة السرقة.
فالعراق مع الأسف تحول إلى مواخير دعارة وسرقة المال العام وابتذال.
لكن هذه الجماهير طوال سبعة عشر عاما تعاني الجوع والبؤس وتشرد الاطفال والحرمان. فنشات من جراء ذلك عصابات الجريمة والعنف والسرقة والابتزاز وتجارة المخدرات وخطف الاطفال وترويع المواطنين. فوجدوا ضالتهم عند الانتماء لبعض مافيات الأحزاب وميلبشياتها. وتم أخيرا بطريقة خجلى الكشف عن بعضها.
ومما له أهمية في هذا الشأن بأن جماهيرالكادحين بقيت وحدها تعاني من دون حماية ولم يتوفر رادع ديني بمعنى أن المرجعيات الدينية على تنوعها أهملت تلك الجماهير وبقيت تبحث عن مصادر تمويلها في الخمس وفي الوقفين/الشيعي والسني الذي لم يخضع يومآ لجردة حساب.
فالانتفاضة ذات عمق إجتماعي يتصل بالهم العام.
وكما لاحظنا وشاهدنا بأن انتفاضة العام ٢٠١١ كانت ذات عمق إجتماعي وتوتر حاد اتت بعد انتفاضة مصر في يناير العام نفسه. وتوفرت لي لحظة المشاركة في الاثنتين إذ كنت في القاهرة للمشاركة في مؤتمر اليونسكو وكانت جماهير مصر تنتظم في تظاهرات صاخبة من دون عنف.
الا أن حكومة المالكي مارست أبشع الأساليب المتخلفة لقمع الاحتجاجات. امتلأت بغداد بعشرات الناقلات من المحافظات لتخرب على الشباب تظاهراتهم فجندوا المرتزقة وزودوهم بالسلاح لمطاردة شباب الإنتفاضة.
سالت جماعة من وجوه خيرة، :هل تعلمون لماذا أنتم هنا؟ بصراحة وفروا لنا سيارات النقل ومصارف جيب وفنادق مريحة فكان يهمنا أن نزور ب بغداد....
نفهم من ذلك بأنه صراع حاد ليس بالإمكان أن تستسلم الزمر الحاكمة لتظاهرات شبابية. لكن هذا الصراع يتجدد يومآ بعد آخر لأنه أصبح في عمق الحياة اليومية في المقهى والبيت والشارع وتزايد الأدلة على عمق الجرح الذي يمس مشاعر واحاسيس الجماهير الغفيرة.
التي وجدت نفسها معطلة عن العمل وممارسة دورها في الحياة وتزج بها في صراعاتها وحروبها لحماية نظامها الفساد. فلا يبد وجود مبرر مهما كان صغيرا لتراجع الانتفاضة عن أهدافها. الا أن الواقع يفرض وجود آليات ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني والمنظمات الثقافية للدفاع عن الإنتفاضة ليل نهار على المستوى المحلي والدولي. غير أن بؤس هذه المنظمات وانشغالها لمنافعها الخاصة تركت الشباب يواجهون كل أساليب التصفية والغدر والقنص والهجوم المنظم ولم ترتفع الأصوات بشأن المجازر البشعة التي مارستها الميليشيات المسلحة الموالية لإيران .
ومن السخرية أن يصرح أحد الوزراء المسؤولين بأن تلك العمليات يمارسها طرف ثالث وكأننا في غابة .إذ تضم القيادات الأمنية والعسكرية ما يزيد عن مليوني منتسب.
ومن الغرائب المماثلة لحال العراق تحريض أحد أعضاء مجلس النواب اللبناني المنتسب إلى حزب الله بضرورة ملاحقة المتظاهرين اللبنانيين باستخدام السلاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي


.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه




.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر