الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة: طِفلُ المُخيّم

عبد اللطيف الكابر
(Abdelatif El Kabir)

2020 / 6 / 7
الادب والفن


قلتُ:
مَالِنَظرَةٍ منكَسِرةٍ مَالِعَينٍ مِن غَمٍّ تَذوبُ؟
مَا لِوَجهِكَ الشّاحِبِ زَخرَفَتْهُ النُّدوبُ ؟
أَلَك في الخِيَامِ قَرابةٌ إليهَا تَؤوبُ ؟
أصَبيٌّ أنتَ يَا طِفلُ أم أَشيَبٌ مَغلوبُ؟

قَال:
لِي تِسعٌ و ذِكرى و هَمٌّ مَحقُوبُ
كَان لي في القَريَةِ أحبَابٌ و مَاعِزٌ حَلوبُ
كان لي ظِلٌّ ومُستَقبَلٌ مَكتوبُ
دارٌ و دِيَارٌ أقطَعُهَا و أجوبُ
فَالتَوَت شَمسِي وقَضَى الأبُ المَحبوبُ
نَاراً و غَازاً أمطَرَتِ السّمَاءُ الأَلُوبُ
بِالمَوتِ والأغرَابِ عجَّتِ الدّروبُ
ظَلامٌ فِي الأرضِ له في السّمَاء سُروبُ
بَغَى الكَلبِيُّ والكِلابُ لمّا ثارَتِ الشُّعوبُ
فبَانت سيُوفٌ عَن أسيَافِهِم تَنوبُ
أكوَامُ شَعبِي و دَمُ النَّاسِ مَسكوبُ
فَاتَّخَذنَا السّبيلَ فِي الخَواءِ و نحنُ سُروبُ
قَسْراً سَيّدي مَا شِيمَتنَا الهُرُوبُ
عَلى أَوبَةِ البَحرِ ابتَلعَ شمسَ أمّي الغُروبُ
لا آصِرةٌ لِي لا خُبزٌ لا مَاءٌ شَروبُ
لا دارٌ لِي لا إسمٌ وظِلّي مَرعُوبُ
لَكِنّي عَن هَوَى وطَنِي لا أتُوبُ.

قُلتُ:
أنتَ الرّبَّانُ ونَحن مَركَبٌ مَثقوبُ
جَاءَ الدَّسيسُ دَسِيساً وأصَابَنَا الشُّجُوبُ
لَبَنُ الأرضِ مَسكُوبٌ و سُنبُلُهَا مَنهُوبُ
إنجَلى النُّور إنَّ الوَطَنَ مَنكوبُ
وتَجَلّت خَفَافِيشٌ لِسَمائِه تَجوبُ
تَخمَدُ حَربٌ لِتستَعِرّ حُروبُ
بَانَ الوَهَنُ مِنَّا و تَجَلَّت عُيوبُ
أبُوسُ نَعلكَ سَيّدي وعَن جُبنِي أتُوبُ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل