الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض أنوثة... ليرانا الوطن

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2020 / 6 / 7
الادب والفن


عادة أسقي السنونوات العائدات من المشتى
لأخفف عنهن التعب
وفجاءة المشي في خارطة الوطن
ولأنهن يذكرنني برحلة عائشة عبر البحر
عادة أجلس إلى أول سنونوة واصلة
وأتساءل عن دور الرب في الهجرات
أو إن كانت له رغبة فيها
لأنها لا ترشد أعمى إلى طريق البحر
ولا تساعد شاعراً على النجاة من نفسه
هل تهاجر السنونوات منجاة من نفسها
أم من القدر؟

أين تذهب نظرتي عندما لا تقع عليك؟
أين يكون العراق عندما لا أفكر فيه
أو أترك حجابه الحاجز
لتجارب البَقْرْ التي يتدرب عليها أبنائه؟
كيف سيكون لون دم البحر
عندما تعبره عائشة؟
ماذا سأحكي، لأبنائي الذين لم أنجبهم،
وأنا لا أملك خرافة وطنية واحدة
تمنحني امتياز لقب مواطن؟
أ لهذا السبب يكرهني المواطنون
الذين يتصدرون واجهات الصحف اليومية؟

دعونا نتكلم بشيء أكثر فائدة من وطن
كأن نتكلم عن الدمى التي تنتجها المصانع
ولا تشعر بالحاجة إلى الإنتماء إلى وطن
هي لا تحتاج الكلام
لأنها لا تملك هموماً وطنية
دعونا نتكلم عن بائعات الهوى
لأنهن لا يجدن الوقت لقراءة الصحف اليومية
وبالتالي لا يجدن مبرراً كبيراً
لإتهام الوطن بالعقوق
دعونا نتكلم عن أشياء بعيدة
غيبية أو غبية، كي نتجنب المرور بأزقة الوطن
ونضطر للحديث عن الغبار والتراب
الذي قد يُعَتِّم رؤية السنونوات
أو يغير لون دم البحر
لأني أنتظر وصول عائشة
عائشة صغيرة
تقرأ الشعر وقصص حب السنونوات المهاجرات فقط
لتتعلم كيف تمنح الوطن أنوثة
لا يضل من بعدها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال