الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف من مظاهر جائحة فيروس كرونا المستجد

جواد الديوان

2020 / 6 / 10
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


عبر التاريخ، الازمات الصحية تسلط الاضواء على عدم المساواة، وتساهم في ظهور وزيادة في الاضطرابات الداخلية. ومنها انتشار العنف بكل انواعه (القتل والانتحار والسرقة والخطف وغيرها)، وفي العراق، تنقل وسائل الاعلام والمواقع الاجتماعية يوميا جرائم عنيفة (اب يقتل ابنه في يوم زفافه، وقتل سيدتين في البنوك في الشارع امام السابلة، وقتل موظف في ساحة ... وغيرها).
وتسبب الجائحة عدم الاستقرار في البلدان، وربما انهيار السلام بين القوى العظمى في العالم ومظاهر التوتر بين الولايات المتحدة والصين مثال. ولنتذكر التوتر في ليبيا وسوريا واليمن وكذلك العراق.
ومن مظاهر الجائحة ازدياد اضطهاد الدولة، كرد فعل على الاضطرابات وفي العراق الامثلة واضحة، كما برزت في الولايات المتحدة في رد فعلها على الاحتجاجات الاخيرة (قضية مقتل فلويد على ايدي رجال الشرطة)، وكذلك ارتفاع حوادث الارهاب والامثلة كثيرة. كما ان الحوادث الشخصية كثيرة، تدفعها افكار سياسية ومن امثلتها ما يحدث في محافظات العراق. وظهرت تقارير كثيرة في العالم تشير الى استمرار وتضاعف العنف في العالم كله.
نزوح السكان من مظاهر العنف وتصاعده (وما حصل في العراق يؤكد هذه الظاهرة)، وتعززت الانقسامات الاجتماعية، ومظاهرها كثيرة (تضخم التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة الامريكية وما نتج عنها من احتجاجات)، وما يكتب في الفيس بوك من مشاعر العراقيين في مسائل التمييز! ولا اود ان ذكر امثلة عليها.
وفي الدول التي لم تتوضح فيها الانظمة ديمقراطية كاملة او ديكتاتورية واضحة، وتسمى اليوم ديمقراطية جزئية (anocratic)، وفي وقت الجائحة تميل للاصطفاف مع الديكتاتورية، كما حصل في العديد من الدول (صربيا وفنزولا ومصر وغيرها). وتبدو جائحة فيروس كرونا المستجد فرصة للسلطة لممارسة الاضطهاد وكذلك ظهور التمييز في المجتمع.
اجراءات احتواء فيروس كورونا المستجد وتطبيقها بالقوة، تعطي غطاء وشرعية لقمع السلطة واضطهادها. كما تزيد الاجراءات من مظالم المجاميع، وتسبب تاكل الثقة بين المجتمع ومؤسسات السلطة، فتزداد الاضطرابات وحصل هذا في السعودية وباكستان والعراق (الاتهامات المتبادلة بين السلطة والمجتمع حول الالتزام بالاجراءات) وغيرها. ولازال الصراع والنزاع حول اجراءات الاحتواء في كل البلدان تقريبا.
وتستمر الصعوبات الاقتصادية (توقف الاعمال وحرمان البعض من ممارسة اعماله، وانخفاض اسعار النفط وغيرها) وتقوض الامن والاستقرار في البلدان تراجع الاقتصاد وانكماشه) فتزداد احتمال بروز العنف السياسي وعدم الاستقرار. ومن الامثلة، الاغلاق اي منع التجول والحجر سبب الاضطراب الاجتماعي في بيروت (لبنان) وبغداد (العراق) ومومباي (الهند) وغيرها الكثير من المدن. ولا يغيب عن البال اليمن وليبيا ومصر.
جائحة فيروس كرونا المستجد دفعت المجتمعات الى انشقاقات وضعف للدولة، وقدمت فرصة للفصائل المسلحة لبناء قوة ينتج عنها مظالم جديدة، وخاصة بعد استجابتها لحاجات الناس من غذاء مثلا فتضاف شرعية لها. ومن الامثلة ظهور داعش في العراق وشن حملات لمواجهتها بعد اعلان نصر الدولة عليها قبل سنوات.!
الانكماش الاقتصادي وتراجع الديمقراطية وفقدان الثقة في المؤسسات الحكومية والزيادة الواضحة في اكباش الفداء (التضحية بالبعض لتغطية اشكاليات) عوامل خطورة لزيادة في العنف السياسي، وهذا ما شاهده ووثقه باحثون سياسيون. وبدلا من الفرصة للحكومة والمجتمع في التقاط الانفاس والتفكير في بناء سلم اجتماعي، فان الجائحة تستوجب اليقظة والحذر، فتتعب العقول والاجسام، ويتاثر رد فعل السلطة والمجتمع! ويسود العنف.
الوقاية من المرض والاستجابة للعنف السياسي يحتاج الى ادوات واتجاهات جديدة. والجائحة اصابت الكثير من المفكرين بالدهشة! فتاثر الانتاج الفكري، والموجة الجديدة من العنف السياسي واضحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة