الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في سِياق النقاش الدائر حول حَل “الدولة الديمقراطية العَلمانية في فِلسطين كلها“8

عبد الرحمن البيطار

2020 / 6 / 10
القضية الفلسطينية


كنتُ أتساءل …
هل كان السُّلطان عبد الحميد الذي اٌعتلى ” عَرْش ” الإمبرطورية العُثمانية في ٣١ آب من العام ١٨٧٦ ، عُنصرياً مُعادياً لليهود ، أو للسامية عندما أصدر فرماناً في العام ١٨٨٢ يَقضي بالسّماح لليهود بالهجرة والتنقل والإستيطان في كافة مقاطعات الإمبرطورية العثمانية باٌستثناء فِلسطين ، شريطة أن يُصبح هؤلاء من مواطني الدولة العُثمانية ؟.
لا ، لَمْ يكن السُّلطان عبد الحميد مُعادياً “لليهود” أو ” للسامية ” ، وإن إستثناءه لفلسطين من المَناطق التي سَمح لليهود بالهجرة إليها ، لا يَعود لأن له موقف مُعادي من اليَهود .
يتبين ذلك من جوابه على سؤال ؛ لِمَ اٌستثناء فِلسطين من المَرْسوم السلطاني ؟، حينها قال بما مَفاده بأنَّ السّماح لليهود بهِجْرة مفتوحة الى فِلسطين من شأنه أن يُفضي إلى قلب المُعادلة الديمغرافية في فِلسطين وتَحويل سُكّان البِلاد الأصليين إلى أقلية ، وإلى إنشاء حُكومة يَهودية فيها.
يُفْهَم ذلِكَ على أرضية المَعلومة التي تَقول بأنَّ عدد اليَهود من مواطني بلدان العالَم في قاراته الأوروبية والأسيوية والإفريقية والأمريكيتين وأستراليا في ذلك الوَقت كان يُراوح حولَ مَنْسوب الـ(١١) مليون نسمة، وأنَّ عَدَد سُكّان فِلسطين في الوقتِ نفسه لَمْ يَكُن يتجاوز في العام ١٨٨٢ مَنْسوب الـ(٥٠٠،٠٠٠) نسمة.
وهو نفسه، أي السُّلطان عبد الحميد ، رأى بأم عَينيه كيف لَجَئت رومانيا ، وهي البلد الذي كان جُزْءاً من أراضي الإمبرطورية حتى آذار من العام ١٨٧٨، أقول ، كيف لجئت رومانيا ، بعد أربعة سنوات فَقَط من إنفكاكها عن الدولة العُثمانية إلى تشكيل ” لُجنة مركزية ” من ممثلي (٣٢) جمعية يَهودية ،وأنها أعلنتْ ” أنّها لَنْ تُساعد اليَهود على الهِجرة فَقَط ، وإنما ستُساعدهم على إقامة ‘مملكة في فِلسطين ‘ أيضاً “.
ولَمْ يَكُن السُّلطان عبد الحميد أيضاً مُعارضاً لزيارة الحُجّاج أو السوّاح اليَهود الى القُدْس ، ولكنه كان مُعارضا لأنْ يَتخذوها مقراً لهم .
وكما بَيّنا ، فإنَّ الهزائم التي لَحِقَت بالإمبراطورية بعد تبوأه عَرْش إمبرطورية مُفلِسة ، والإنهيار المتواصل في بُنى الدولة العُثمانية ،قد أفقدت المَراسيم السُّلطانية التي أصدرها قُوّة التنفيذ ، ورأينا كيف أنَّ الهِجرة اليَهودية إلى فِلسطين قد استمرت في عهده، ولَم تتوقف أبداً، كما استمرت عَملية نَقل مُلكية الأراضي الفلسطينية إلى المُهاجرين اليَهود ، وبِناء المُسْتوطنات اليَهودية عليها.
سُؤالين أطرحهما الآن :
• هل كان هُناك هِجرة يَهودية الى فِلسطين –أي إلى ذلك الجزء من أراضي الدولة العُثمانية في ذلك الوَقت –، قبل حادثة إغتيال قيصر روسيا في آذار ١٨٨١؟ و هل تم بناء مُستوطنات فيها قَبل حادثة الإغتيال تِلك ؟ و
• هل كان هُناك رُدود فعل فلسطينية أو غَيرها تحتج على مُشاركة السُّلطة العُثمانية في فِلسطين أو على غَضِّ نَظَرَها عن عَمليات إنتقال مُلكية الأراضي للمهاجرين اليهود عن طريق مَزادات بيع الأراضي التي كانَتْ تُنَظِّمها تِلكَ السلطات لتحصيل الضَّرائب ، وتحتج كذلك على عمليات بناء المُستوطنات على الأراضي المُصادَرة أو المُباعة؟
قِبَل أن اتناول السؤالين المذكورين أعلاه مُحاولاً تقديم إجابة عليهما، فقد وَقَعَ بيدي وأنا أتصفح الچوچل على هذه الصورة لوثيقة عن ذلك النّوع من المَزادات التي كانَتْ تحصُل في فِلسطين إبان الحُكْم العُثماني لها :




الوثيقة تنطق بذاتها .
هذا ما سأحاول الإجابة عليه في هذه اليومية .

في العام ١٨٧٨، أقْدَمَ ، هذه المَرّة ، يَهودٌ أُصوليون مُتدينيون مُقيمون في القُدْس ، بشِراء قِطعة أرض كبيرة من أراضي قَرْية “ملبس” التي تقع شمال شرق يافا بالقُرْب من نهر العوجا ، وقاموا في ذات العام بوضع حجر الأساس لمستوطنة ” بتاح تكفا ” ( وتعني بالعربية بداية أو فتحة الأمل )
، وحَمَلت “المستوطنة” أيضاً إسم “إم هاموشاڤوت”، و كذلك إسم ” اليشوف القديم “.

ما معنى كلمة ” اليشوف القَديم “؟.
” يشوف ” بالعِبْرِيّة تَعني ” إستيطان “.

في يوم ٍما من العام ١٨٠٨ ، بَدَأَ نحو (٥٠٠) يهودي من مواطني ليتوانيا وروسيا البَيضاء رحلة هِجْرة طَويلة ومُضْنِية إلى فِلسطين ، مُتّجهين صَوْبَ القُدْس بقَصد الإستيطان فيها ، وكانوا مُتأَثّرين بما تنبأ به “الحِبْر إلياهو شلومو زالمان” -الذي عاش ما بين عامي ١٧٢٠ و ١٧٩٧ في مدينة فيلما في ليتوانيا- عن قُرْب ظهور “الماشيح“، وأنَّ ظُهوره سيكون في فِلسطين في العام ١٨٤٠ ،وقد أدَّت تِلكَ “النبوءة ” إلى هِجْرة آلالاف اليَهود من مواطني البلدان الاوروبية، والعربية كذلك ،الى فِلسطين ، وقد اٌكتسبَ هؤلاء إسم “اليشوف القُدامى” او قُدامى اليهود المُستوطنين في فِلسطين .

وتَتالتْ بعد ذلك العام هِجرات أُخرى من يهود البلدان الأوروبية الى فِلسطين ، وبها اٌرتفع عدد اليَهود في فِلسطين بمن فيهم مُهاجِري ” اليشوف القدامى ” الى نحو (٢٥) ألفاً في العام ١٨٨٠ أو حوله. وكان هؤلاء يَقضون وَقتهم فيها في دراسة التوراة، ويعيشون على المَعونات الخارجية المُقَدَّمة لهم من اليهود من مواطني بُلدان العالم خارج فِلسطين.
ولأنَّ مَنٍ أُسَّس هذه المُستوطنة هُم من مُواطني الدولة العُثمانية من يَهود “القُدْس” أو من المُقيمين فيها بحماية القنصليات الأجنبية ، أي من “اليشوف القَديم ” فقد أطلق عليها هؤلاء إسم ” اليشوف القَديم “.

أمّا “اليشوف الجدد” ، فهو اصطلاح دَرَج إستعماله في أوساط اليَهود بعد العام ١٨٨٠ ، وَإِنْ كان بعضهم يُطلق هذا الإسم على اليهود الذين بدأ ” مونتيفيوري ” يَبني لهم مَساكن خارج أسوار البلدة القديمة في القُدْس خلال ستينيات القرن التاسع عشر.
كُنّا قد تحدثنا في يومية يوم الخميس تاريخ ٢٨ أيار ٢٠٢٠ عن أنَّ “موشي مونتيفيوري” ، الثري اليَهودي قد تَفَرَّغ مُنذُ العام ١٨٢٤ على خدمة القضايا اليَهودية في العالَم ، وعلى الأخص في أراضي الوِلايات العُثمانية ، وأنه زار فِلسطين سبعة مرات قِبَل وفاته في العام ١٨٨٥.

في زيارته الرّابعة الى فِلسطين في مُنتصف العام ١٨٥٥ ، يَقول الباحث العربي الفلسطيني المُبْدع ” صبري جريس ” في كِتابه ” تاريخ الصهبوتية ” أن مونتيفيوري تَمكّن من الحُصول من السُّلطان عبد المجيد على ” فرمان ( مرسوم ) ” سَمحَ له بموجبه شِراء مَساحة من الأرض في القُدْس ، خارج أسوار المدينة” ،وقد حَدَّدَ الفرمان ان التصريح هو لإقامة مُستشفى عليها فَقَط .

ولكن وبناءً ” على نَصيحة وُجهاء اليَهود في القُدْس الذين اقترحوا إقامة مساكن شعبية على تِلكَ الارض ، بدلاً من إقامة مُستشفى ، نظراً لاٌزدحام الحي الذي كان يَسكنه اليهود داخل السور” في البَلدة القديمة، فقد استجاب مونتيفيوري لهذه النصيحة ، وعَدَّلَ خُططه ، وباشَر َفي العام ١٨٥٩ ببناء المساكن الشعبية المطلوبة .

كانت تِلكَ مُخالَفة للمَرْسوم الذي أصدره السُّلطان والذي صَرَّح فيه لموشى مونتيفيوري إقامة مُستشفى . في ضوء ذلك، حاولت السلطات العُثمانية في القُدْس إيقاف أعمال البناء في الموقع المُخَصَّص.

عندها ، هَبَّ القُنصل البريطاني في القُدْس ،وتوسّل لدى حُكومته ” التي أوعزت الى سفيرها في اسطنبول بمعالجة المُشْكِلة” . وكان ذلك ، “وصدر على أثر ذلك أمرٌ يَسْمح باستمرار البناء “.

هذا الحي الذي بُني بتمويل “موشي مونتيفيوري” في العام ١٨٥٩، هو الحي الأول لليهود خارج أسوار البَلدة القديمة ، وقد عُرِفَ باٌسم حي ” يمين موشي” ، وأصبح نُواة الجُزء اليَهودي من مدينة القُدْس العَرَبية.

وكما أوضحنا في يومية سابقة ، فقد كان القُنصل البريطاني في يافا أيضاً قد تدخل لصالح المُهاجرين البهود ، واشترى بالنيابة عنهم ولصالحهم في مَطلع العام ١٨٨٢ أراضي فَلاّحي قَرْية ” عُيون قاره ” بالقُرْب من يافا ، بعد أن كانَتْ السلطات العُثمانية قد صادرتها من مالكيها من الفلاحين نظراً لتعسّرهم وفَشلهم في دفع الضرائب المُترتبة على ملكيتهم لتلك الأراضي.

وفِي الواقِعة أعلاه ، رأينا أيضا التّدخل الذي قام به القُنصل البريطاني ، هذه المَرّة في القُدْس ، لتأمين الإستمرار في بناء الحي اليَهودي الجديد في المدينة المقدسة خارج أسوار البَلدة القديمة .

ولكن ، ما هِيَ حكاية هؤلاء القناصل ؟
يَقول صبري جريس في كِتابه المُشار اليه أعلاه أن نشاط القُنصليات الألمانية والبريطانية والأمريكية والنمساوية وغيرها في القُدْس أسْفر خلال ذلك الوَقت من القَرْن التاسع عَشر ” عن اٌزدياد عدد اليهود الذين تَمتعوا بالحماية الأجنبية بحيث بلغ في مُنتصف الخمسينات ( من القَرْن التاسع عَشر ) ، نحو (٥٠٠٠) نسمة ، أي ما يقارب نِصْف عدد اليهود في فِلسطين آنداك – كان منهم (٣٠٠٠) يَهودي تَحْتَ الحماية النمساوية ، و ( ١٠٠٠) تَحْتَ حماية أمريكية ” ويُضيف بأن نشاط القناصل ” كان ملموساً بشكل خاص ” في مساعدة اليَهود على شِراء الاراضي في فِلسطين والإستيطان فيها ” إبّان الحُكم العُثماني ، مُستغلين حالة الضعف العام التي كانَتْ تعاني مِنها الدولة العُثمانية ( الرجل المَريض) في ذلك الوَقت.
يتضح مما ذَكَره ” صبري جريس” أعلاه أن عدد يَهود فِلسطين في الخمسينيات من القَرْن التاسع عَشر كان يُقدر بـنحو ” ١٠،٠٠٠” نسمة.
تِلكَ الأحداث حصلت في وقت حَدَثَت فيه الوقائع التالية ، والتمعن بها مُهم لإدارتك ماحصل في فِلسطين لاحقاً:
• في أواخر عَقْد الخمسينات من القَرْن التاسع عَشر ، أي في العام ١٨٥٩ ، إفْتُتِحَتْ للمِلاحة “قناة السويس” ، بعد أن كان قد بُدِأت أعمال حفرها في العام ١٨٤٩.
• وفِي بداية عَقْد الستينات من القَرْن التاسع عَشر أيضاً، أي في العام ١٨٦٠، بَدَأت بالتّشكل بصورة سِرِّية في أوساط العُثمانيين جَماعة ” تركيا الفتاة “.
• وفِي ذات العام ١٨٦٠، أصْدَرَ ” إرنست لآران” ، السكرتير الشخصي لنابليون الثالث كِتابه “مَسألة الشرق الجديد” وفيه ، دعا لإعادة بناء القومية اليهودية ، وشَدَّدَ على جُملة المكتسبات الإقتصادية التي ستتراكم لأوروبا في حال اٌستوطنَ اليَهود الأوروبيون في فِلسطين ، وثَمَّنَ بشِدّة “الشّعب اليَهودي” الذي ” سيفتح طُرُقاً رئيسية وفِرعِيّة جَديدة للحضارة الأوروبية “.

• وبعد عامين فَقَط من إصدار ذلك الكتاب ، وبالتحديد فِي العام ١٨٦٢ ، نَشَرَ الكاتب اليَهودي “موزيس هيس ” كِتابه “روما والقدس” ، وفيه طرح فكرته لحل المسألة اليَهودية من خلال تَحقيق ” الوحدة القومية ، وتقرير المصير ضِمن كُومونويلث يهودي مُستَقِل “، وفِي كِتابه ، خاطب ” موزيس هيس ” الرّأي العام الفرنسي قائلا :” أمَا زِلتم تُشككون بأنَّ فرنسا ستُساعد اليهود في إقامة مُستوطنات قد تمتد من السويس الى القُدْس ، ومن ضفاف الاردن الى شاطىء البحر المتوسط“؟! .

• وبَعْدَ عام آخر ، أي في العام ١٨٦٣، صدرت في القُدْس صحيفة عِبْرِيّة لأول مرة تولّى تحريرها ” يوئيل موشي سلومون ” .

• وبَعْدَ عامٍ آخر ، أي في العام ١٨٦٤ ، فَقَدَت الإمبرطورية العُثمانية السَّيطرة على لبنان ، بموجب ترتيبات وافق الباب العالي ( السُّلطان ) بموجبها على أنْ لا يَتَصرف في لبنان إلا بالتّشاور مع سِتّة دُوَل أوروبية ، هذا مع إحتفاظ روسيا وفرنسا بحق حِماية السُّكان الأورثوذكس بالنسبة لروسيا، والموارنة بالنسبة لفرنسا.
• وفِي العام ١٨٦٨، أرسلتْ ” جَمعية الأليانس الفرنسية ” أَحَد مُؤسيسيها “كارل نيطر” إلى فِلسطين ” لدراسة أوضاع اليَهود ” فيها . وأشار “نيطر” في التقرير الذي خرج به الى أن ” كل أؤلئك الذين زاروا فِلسطين من قَبْلي ، وَصَلوا بالإجماع الى نتيجة مَفادها أنه وبواسطة العَمَل في الأرض فَقَط ، يُمكن مُساعدة إخوتنا اليَهود” في فِلسطين. وفِي هذا الصدد ، اقترح نيطر إقامة ” مؤسسة جَديدة يُثَقّف فيها الجِّيل الجديد على العَمَل في الارض”. وافقت “جمعية الأليانس” على مقترح “نيطر” ، وقررت ” إقامة أول مدرسة زراعية في فِلسطين لتعليم ابناء اليَهود أُصول الزِّراعة الحديثة ، مُعلنة أنّها ستعمل أيضا على توطين أؤلئك الطلاب بعد تخرجهم على أراضٍ تشتريها لهذه الغاية “.
• وفِي العام ١٨٧٠، قامَت ” جَمْعِيّة ألاليانس” بالإتصال بالحكومة العُثمانية ” وتمكنت من الحُصول على فرمان ( مرسوم ) من السُّلطان عبد المجيد بتأجيرها (٢٦٠٠) دونم من الأراضي التي كان يفلحها أبناء قَرْية ” يازور ” العَرَبية الفلسطينية ، الواقِعة الى جنوب شَرقي يافا ، لاستعمالها لأغراض المدرسة ما دامت قائمة ، بعد أن أُعفِيَت من دفع رُسوم الإيجار للسنوات العشر الأولى”.
• وقد افتُتِحَت المدرسة في ذات العام ( ١٨٧٠) ، وكانت بذلك ” أول مدرسة زراعية يَهودية في فِلسطين “. أما اسمها ، فكان ” مكفيه يسرائيل ” ( رجاء إسرائيل ) ، وقد اختير من التوراه ، ولا تزال المدرسة قائِمة حتى تاريخه.

من الأهمية بمكان أنْ نَعرِف تماماً كيف بُنِيَ المَشروع الصّهيوني في فِلسطين إذا ما أردنا تفكيكه .
وبكلمات أُخرى ، فإن شعبنا لن يَتمكن من تفكيك هذا المَشروع اذا لَمْ نعرف كيف تم بِناءه، وَمِنْ ساهم في بِناءه.
أنا مَدينٌ جِدّاً جِدّاً جِدّاً بكثير من المعلومات لـ ” صبري جريس ” الذي توج بحثة العملاق بكتابه العظيم ” تاريخ الصّهيونية ” الذي صَدَرَت الطبعة الاولى مِنه في بيروت عن مركز الأبحاث في العام ١٩٧٧.

المُشكلة القديمة الحديثة والعميقة، أنَّ شعبنا يَمتلك طاقات هائِلة ، لكنَّ حركتنا الوطنية بكل فصلئلها بلا اٌستثناء ، يُفَضِّل قادتها الإعتماد على حَدْسهم وذكائهم الذاتي ، ومطالعاتهم الشخصيّة في إدارة شؤونِ صِراعٍ ، لَمْ تشٍهد البَشريّة مَثيلاً له –في تاريخها الطويل– في التعقيد .
أنشْأنا “مَرْكز ابحاث ” ( عَمِل به العملاق الباحث صبري جريس ، وغيرهم عشرات ) و ” مؤسسة دراسات ” ولَم يَتِم الإستفادة مِنها بتاتاً ، ولَم يَتِم تكليفها من القِيادة الفلسطينية مُنذُ تأسيسها في الستينات من القَرْن الماضي بإعداد دراسة واحدة بغرض استعمالها لاشتقاق برامج الصِّراع وسياساته.

مع ذلك ، فأنا متفائل ، والوَقت مَعنا شريطة العَمَل على تطوير استراتيجية نضال وطني عميقة وسليمة ، وإعادة تنظيم وتوجيه طاقات الشّعب العربي الفلسطيني ، وشُعوب بلداننا العَرَبية، والإنخراط في النِّضال بوعي وإدراك ورؤية شاملة صحيحة
سأكتفي في هذه اليومية بهذا القَدَر .
هل تسمحون لي بالإنصراف الآن ، فقد أرهقتني مادة هذه اليومية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو