الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسمار الأخير في نعش الديمقراطية التركية

عمار عرب

2020 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الخطوة الأخيرة من إنقلاب أردوغان على الديمقراطية التركية وعلمانيتها -التي كانت سببا مباشرا في بناء تركيا الحديثة- كانت في تشريع ميليشيا ما يسمى ب "حراس الليل" المراد بها أن تكون في المستقبل تجربة شبيهة ب "الحرس الثوري الإيراني" -الذي حفظ الحكم الديني لإيران كل هذه المدة- كي يبقى حزب أردوغان حاكما إلى الأبد دون أن يعكر صفوه أحد.
سبق هذا التشريع طبعا حملة إعتقالات تعسفية في صفوف الجيش تحت نفس الحجة السمجة وهي الإنتماء لجماعة "فتح الله غولن" التي هي مجرد حجة ممجوجة لإعتقال المعارضين لحكم المتأسلمين ..
وكما هي العقلية العثمانية لأجدادهم فلا يجد العثمانيون الجدد حلا لمشاكل الإقتصاد الذي تدهور بسبب تصرفاتهم الإستئصالية و تلطخ سمعتهم عالميا إلا في غزو بلدان أخرى وسرقة خيراتها كما هو الحال في ليبيا وسوريا وحتى قطر التي باتت تضخ لهم المليارات صاغرة لدعم الليرة التركية كي لا تبقى وحيدة في مواجهة جيرانها المتربصين بها .. ولولا هذه السرقات لإنكشف ما فعل حكم الإسلامويون من ضرر بالغ على إقتصادهم المتهاوي .
ولمن يسأل لماذا يرفض العلمانيون العرب أي مشاركة لأحزاب إسلاموية في الحكم ؟ نحيله إلى تصرفات هذه الأحزاب بعد إستلامها السلطة ك حماس وإنقلابها المخزي في غزة بحجج واهية .. و حزب العدالة والتنمية و إنقلابه السافر على العلمانية ومقوماتها في تركيا .. و حتى في مصر حيث ساهمت ممارسات حكم فترة الإخوان القصيرة إلى تدمير الديمقراطية والسلم الأهلي تماما والعودة إلى حقبة حكم الجيش بإعتبارها أسلم الخيارات المتاحة حاليا للأسف .. فالأحزاب الإسلامية تريد الديمقراطية مطية فقط للوصول للحكم وعدم تركه بعدها بحجة أن الحاكمية لله وأن الإسلام دين ودولة ، مما لا نسمعه أثناء الإنتخابات من شعارات .. وهذه الأدبيات ملزمة دينيا لهم فهي ليست مجرد ادبيات وهم ليسوا مخيرين في عدم إعتناقها وتطبيقها .
البعض يطرح مغالطة منطقية بقوله إن الأحزاب الأوروبية تحمل أسماء مسيحية أيضا وهذا صحيح إلا أنها لا تحمل من المسيحية إلا فلوكلوريتها ورمزيتها ليس إلا وهذا معروف للقاصي والداني وهم ليسوا مقيدون بمباديء وإيديولوجيات شمولية مدمرة كالحاكمية و الإسلام دين ودولة .. الخ
لا أمل في أن تجلب الأحزاب الإسلامية إزدهارا ديمقراطيا لأي دولة بل على العكس من يريد أن يدمر ديمقراطيته الناشئة تماما فليسمح لهذه الأحزاب التي تتاجر بإسم الله بممارسة نشاطها السياسي و ليقرأ الفاتحة بطريقه على روح العلمانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو