الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة الشباب/إشكالية الحضور الثقافي لدعم الانتفاضة/ الثالثة

عبد جاسم الساعدي

2020 / 6 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لا شك أن انتفاضة الشباب والحراك الثوري يعد فعلا ثقافيا وفكريا وسياسيا ومعرفيا لأنه يشكل انتقالة من حال الترصد والمراقبة والشعور المتنامي بالوجع الطبقي والاجتماعي على مستوى الأفراد إلى العمل الجمعي. أنه يفجر طاقات وعي جديدة، وتتبلور فضاءات جديدة على مستوى اللقاءات وإبداء الرأي والحوار. فالثقافة بهذا المعنى تعني التحرر من كوابيس ثقيلة ومتراكمة وتفتح آفاقا جديدة للحوار وإنتاج وعي ثوري يقاوم كل أشكال الاستبداد والغطرسة والعنف.
فالتظاهر بحد ذاته فعل ثقافي، يتسع لطاقات وأفكار جديدة ورؤى في التعبير والمواجهة، بخاصة اذا كانت ذات طابع سلمي، بمعنى تنتعش الحركة وتبدي مواقف متجددة إزاء قوى وجماعات وميليشيات مسلحة ومنظمة، لأنها في صميم صراعات وذات دعم مالي واقليمي/بخاصة إيران التي ما انفكت تفكر بوضع العراق تحت سطوتها فتعبث بكل الحياة المدنية والإنسانية وتقاوم كل أشكال التحرر من نفوذها، فنحن إزاء ثقافتين اثنتين، ثقافة الحرية والتحرر من سطوة وعقد الجماعات المسلحة، التي لا ترى المحيط حولها الا من خلال أسلحتها وعنف اللغة والمواجهة وألمباشرة اليومية لمتابعة ذوي الأفكار الحرة. أنهم يميلون في هذه الحال إلى تجمعات هي أقرب إلى مفاهيم القبيلة.
فالتظاهر بمعناه الثقافي صوت آخر يدعو إلى استقلال البلاد والعناية بمستقبل الشباب بإعادة بناء جديد. وان كان صعبا في ظل هذا الحجم من الإرهاب المنظم.
وأظهر الوعي والتظاهر حجم التحديات التي تشتغل عليها مافيات الفساد والغش.
لذا أكدت الأيام مع الأسف بوجود عصابات سرقة وابتزاز وخطف الاطفال وتوفير الأموال من خلال انضمامها إلى الميليشيات الموالية لإيران.
إنها خلاصة هذا التراكم من الجهل والأمية والتخلف والبطالة والتشرد، ولهذا تواجهنا بين الحين والآخر عصابات لمشردين يجري القبض عليهم بين الحين والآخر.
فالتظاهر الذي امتد من الشباب المتمرد قهرا وضنكا إلى محيط اجتماعي في المدينة والقرية وفي المحافل الاجتماعية، صار يعبر عن أزمة اجتماعية ذات أبعاد ثقافية والمتطورة في مستوى القصيدة الشعبية والتضامن الاجتماعي وانتقلت من الشباب إلى الكبار والى العوائل والمجالس الشعبية، يتابعون شعارات الإنتفاضة ومدى جدواها ومناقشة سبل تطويرها ومواجهة التحديات التي نواجهها. أنه صراع كما ذكرنا بين ثقافتين اثنتين/الثقافة المدنية والإنسانية والنقدية لتغيير مجتمع أوغلت قوى التخلف والهمجية والعنف لتدمير مشروعات التغيير والإصلاح.
لهذا تجد تلك الشعارات، انبثقت من حقيقة رادعة في مدى طغيان النظام السياسي الغاشم(باسم الدين باكونا الحرامية، فصارت تجد في الشارع وفي حافلات النقل والمحيط الاجتماعي يرددون شعارات مماثلة، ما يعني بأن النظام السياسي الطائفي بأشكاله فقد مبرر وجوده وأنه يلفظ أنفاسه الفاسدة.
لهذا يمكن القول بأن انتفاصة أكتوبر ٢٠١٩ ،لازالت متقدة تهدد عروش الطغيان على الرغم من أوجه الصراعات والأساليب التي تستخدمها عصابات القهر .
فلابد أن ندرك بأن الإنتفاضة الباسلة بما قدمته من تضحيات عالية باستشهاد ٧٠٠ شاب مناضل وإصابة آلاف الجرحى وفق قرارات حكومية واستخدام عشرات الضباط الأسلحة لقمع انتفاضة الشباب السلمية سيلحق اوزار الجريمة على أسماء ومافيات مدربة
وبدا أن السلطات تغير أساليب العنف والتعذيب والاعتداءات على المتظاهرين بين الحين والآخر، كما استخدمت عصابات التشرد والمافيات المدربة.
يضعنا الحال أمام واقع جديد ذلك أن الانتفاضة بعمقها الشعبي واتساعها على مستوى الوسط والجنوب لم يتحقق أوقات مختلفة ليس كتابة نص مهما كان نوعه اذا لم يلامس هموم المجتمع ومعاناته. وليس بعيدا عنا بأن الجيل الأول والثاني كانوا مندمجبن مع المجتمع في كتابة القصة والرواية والمسرحية والفنون التشكيلية لأنهم يشكلون بسرورالانتماء العضوي لجماهير العراق وتلك الأعمال كانت مستلة من عمق الحياة والتواصل
معها...
وستظل الفعاليات الثقافية والسياسية بحاجة الى جماعات ضغط ذات مبادرات متنوعة وقادرة بأن تكون ذات إهتمام كبير بالشأن العام وعلى درجة من التنظيم والثبات وتسعى على نطاق واسع للتاثير في الرأي العام .واتجهت جماعات الضغط للإستفادة من طفرة التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي


.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه




.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر