الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذات، والمدن الصامتة

جعفر كمال
شاعر وقاص وناقد

(تôôèô‏ ؤôéôم)

2020 / 6 / 11
الادب والفن


أصبَحَتْ المدن عاجزة عن تقديم الحياة الضرورية للإنسان، وجدتني أتصفّح الشوارع الشهيرة مثل البيكادلي، وأكسفورد، وأجور رود، وكنزوي، عن المرونة المشجعة للحوار النفسي، وبينما كنت أحدث البدائل بهذه الفكرة الكفيفة.. أو تلك المبصرة الضيقة، شجعت ذاتي أن أُمَرنُ التعايش المر على القبول بما نريد أو نرفض، وهو أن أبحث في الزوايا التي أصبحت يابسة عن عنوان يحرك قدرتي على التعايش، وهنا تذكرت "ريبو" ونظريته حول "الترابط" على ضوء عمليات الفرز والتصنيف الشخصي، كيف تتولد الانفعالات الشعورية في حين مجانسة الحلم المتناظر على ضوء ما يتمتع به المتخيل النوعي من اهتمامات في الشائع المعيون، لعصرنة تُوَلدُ حالاتها الإبداعية في السياق الحاصل في المهارة المعرفية، وجدتُ العقل وكأنه مخبوء في دوامة اللاشعور بين الافتراض المجازي، والمساحة الحسابية، حسبته تارة مخيباً للآمال كما نحاكمه في أنظمة العلوم الفلسفية، والأشكال، والأفكار التي نلتقي بها في المفهوم القدري اليومي.
وكما أن الأمور أصبحت معروفة بجوازها الرياضي، ونحن لم نلمس ذروة الهروب من بعضنا ضد بعضنا التي اعتدنا على أنها صحبة غنيمة وسليمة،، نقود ذاتنا إلى الشروحات الباطلة، والاختصارات الضيقة، وتلك ما أُعَرفها بمناظرة التحويل والتناسخ المتماثلة في فسيولوجية الطبائع الخاصة، الخائفة دوما في كل لحظة من انتقال الزائر الصامت إلى الشخص دون علمه بشئ منها، ترى هل أصبحت العلاقات الاجتماعية تقوم على تصنيف مسطح في التشابهات الجزئية؟ أم ندع الحكم تسوقه النظرة العرفانية، وتساءلت أين التشخيص في ثقافة الشعوب الأوروبية؟ ربما هو التعتيم على التجريدات الانفعالية من منظور المفهوم الديني المُحَدَد بواقع الفرد المترجم بوعيه المجرد على جدار الثقافات غير الإنسانية، ولا أعتقد بشئ غير هذا، خاصة في المفهوم الأحادي للصوفية التي ربما تجدد وقتها بخصوصية العبادة، من حيث أن تدخل إلى أعماق تناغم المفاهيم الوجودية، عبر تصانيف يكون فيها الاستدلال مضللا بين الرب وعبده، وهنا تكون الإدراكات الايمانية مسحوقة بأمر الطالب والمطلوب، بمعنى أن تلك الأحكام غير مكتسبة من البيئة المحيطة بالفرد، لأنها متغيرة بحكم بصريات طبائع المجتمع المحصورة في تفكير الفلسفة المعاصرة عند كارل ماركس، وولاس.
بعد ما يقارب خمسة ساعات وأنا أتجول في شوارع مدينة لندن الفارغة، اقرأ العنوانين المَيتَة إلاَّ من الجدران الغريبة الحزينة، وبعض الفضلات والقطط السائبة والباصات الفارغة، لا خيال قصصي أو شعري في رأسي سوى بعض محطات فارغة لا إشراق فيها، ولا فتيات يكشفن عن سيقانهن، ولا بارات لا مطاعم ولا مشروعات ولا عبثيات فطرية. فالواقع الافتراضي:- "كورونا" مسحوب منه الأمل والكيان الواقعي، نتحرك ونلهو ونكتب على ما يفرضه علينا الواقع أن نكون، حيث أصبحنا نتحرك بأزياء جديده يفرضها هذا الافتراضي، ونحن نتحسس أعضاءنا أن لا يلقحها الشيطان، نخافه برغبة منه، ونطيعه برغبة منا، دون مقاومة أو احتجاج، وقد يأتي يوم ويقول لنا سوف أترككم تتمنون زمن الطاعون، فأنا سيد هذا العصر.. سوف أجعل من القنبلة الذرية ومثيلاتها نفايات خجولة، انظروني في خيالكم الرقمي، لا صورة ولا حركة ولا صوت، بل أنا المعنى ونبوءة الموت آتيكم بصمت مطبق، وانتقل لضحايا آخرين برغبة وحب ولهو مني، أنتم خلقتموني لأسخر منكم، وأريح الدنيا من زهوكم التكنولوجي، أنا هو فانتازوما، وبديع الزمان، وأثانا سيوس، وسيمون رتير، وتيري كاسل، حتى أني أصبحتُ وسيط الأوهام والخداع المعنوي، أنا أُوقع الصورة المخيفة في العقل البشري، وليس لي ثأر مع الحيوان هكذا تكون استعارتي من منظورين متعارضين موجودين كما لو أنني فلم سينمائي طويل محاصر بالمرايا، والدخان، والهواء الاصطناعي، والأشباح النتنة، كنت في العقل الصيني والعقل الأمريكي، إذن أنا لقيط، والمثال الشخصي حقيقته أنا أُبلورُ المبادئ بأسم التسامي الإدراكي، لقد عجزتم عن مشاهدتي فكيف تلحقون بي الأذى؟ وأنا المختلف المستبد بكياني القائم بحد ذاته في الخلق والضرورة، احطمكم كما اشتهي، والغيكم كما أرى، فأنا المبصر بشهوتي أحسب الناس أن يقولوا آمنا بك، لتكونوا العميان بضعفكم، أراكم وليس ترونني.
ويتابع الصامت المخفي.. لست أدري أنا المُتخيَّل كم أكلت من البشر، لا التذ بالحيوان له رائحة العفن، تشجيني سلوى الموت، أرقص عبثياً وموسيقايْ دموع الأمهات والزوجات والآباء والأصدقاء، فأنا الدهشة يديمني التوحد وسلطة مخلوق لا يتظاهر بل أنا الصدمة المركزية، كوني أكلتُ من صنعني من الرؤساء، بشعاري الأقوى منهم، ومن السرطانات والبلهاريزيا، والطاعون، والسل، والجدري، والأيدز، فأنا زعيم الفايروسات ومولاهم بعمامتي، انحنوا أيها الأغبياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: خالد النبوي نجم اس


.. كل يوم - -هنيدي وحلمي ومحمد سعد-..الفنانة دينا فؤاد نفسها تم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -نجمة العمل الأولى