الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيادة من الخلف تحاول إسقاط ترامب

طارق الهوا

2020 / 6 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


منذ اللحظة التي صعد فيها نجم دونالد ترامب بعد الاستخفاف به وبقدراته، بدأ الحزب الديمقراطي شن حملة لا هوادة فيها عليه ليمنع انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، ومنذ اللحظة التي أُعلن فيها فوزه بدأت محاولات قانونية لعزله بشكل محموم مدعوم مالياً وإعلامياً، مرة بتهمة مساعدة الروس له ليفوز في الانتخابات، ومرة بتجاوزه بنود الدستور، وغيرها من أمور لم تثبت صحة أياً منها، لكنها أذت مخططات الرئيس لإعادة هيكلة أميركا بشكل أفضل، وشوهت صورته عالمياً.
ما يحدث منذ اللحظة التي قتل فيها شرطي لص بسبب الاسراف في استخدام القوة، بدأت عملية استثمار هذا الحادث بشكل تخريبي لقطع الطريق على ترامب للفوز بولاية ثانية، أمام مرشح باهت لا يعرف ماذا يقول أو أين يقف أحياناً، ومُتهم بالأدلة والقرائن هو وابنه باستغلال النفوذ والتربّح، لأنه شخصية هامشية لا قوة لها أو كاريزما وتصلح لتنفيذ شعار حسين أوباما "التغيير"، الذي وضع جذوره في المجتمع الاميركي، بتنمية "الاستياء عميق الجذور" عند الأقليات خصوصاً ذات الجذور الافريقية، وكل ما فعله حسين أوباما وهو رئيس وبعد انتهاء رئاسته يؤكد أن التغيير المطلوب هو استثمار الجاليات لقلب الطاولة في وجه حضارة الرجل الأبيض الذي بنى أميركا، خطوة بخطوة حتى تصل الامور إلى نهايتها، بواسطة أناس لا يدرون فعلا كيف يدمرون ما صنعوا.
اللوثة الجماعية المبرمجة التي حدثت عقب مقتل جورج فلويد غير مبررة، فالرجل كما قلتُ آنفا مجرد لص كان يحاول الهرب من الشرطة، واستخدم أحد عناصرها الإفراط في استعمال القوة ضده فمات، وهي جريمة يتم التقاضي فيها في المحاكم، ولا علاقة لها إطلاقاً بإنسان أبيض أو أسود أو أصفر، فطالما استخدمت الشرطة الاميركية العنف ضد العرق الأسيوي والعرق الأبيض والعرق اللاتيني وغيرهم، لأن مشكلة رجال الشرطة في اميركا تكمن في تعاملهم مع مجتمع مسلّح وامكانية قتلهم وهم ينفذون القانون.
ورغم ذلك حدثت شرارة الشغب الذي قاده مراهقون، واستجابت له ألوف من 140 مدينة من حوالي 35000 مدينة أميركية، لكن هذه الألوف خرجت عما كان مُفترض أن تفعله وهو طلب القصاص الفوري في المحاكم من ضابط الشرطة، إلى المطالبة بإلغاء الشرطة في اميركا وحرق محلات ومؤسسات الناس، والاعتداء على هيبة الدولة الفيدرالية بمحاولة الهجوم على البيت الأبيض وإضرام النار فيه أو قذفه بالحجارة، كما حرقوا بنايات فيدرالية أو قذفوها بالحجارة. وهذا يُفسر احجام قيادة الجيش الاميركي على النزول في الشارع، لأن عناصره يستحيل وقوفها مكتوفة الأيادي أمام من يطلق عليها الرصاص، ويستحيل أن يطلب البنتاغون منهم ضبط النفس إذا قتل المتظاهرون أفرادا منهم.
الاعتداء على هيبة الدولة ومقر رئيسها ومؤسساتها وبناياتها وشرطتها ومحاكمها وجيشها؟!
ألاّ يذكرك أيها القارىء هذا السيناريو بالربيع العربي وقيادة حسين أوباما له من الخلف لتمكين الراديكاليين المسلمين من الحكم؟
هذا ما يحدث في أميركا بعد مقتل جورج فلويد تماماً، و الغليان فاقد الصواب في الشارع الاميركي مرجّح ألاّ يهدأ حتى نهاية الانتخابات الاميركية يوم 3 تشرين الثاني القادم، فكما أختلقوا فبركات قانونية سيختلقون مشاكسات أمنية وسيستدعون من التاريخ روايات عن تفرقة عنصرية، فالمطلوب أساساً ليس القصاص من ضابط الشرطة القاتل، أو طلبهم المريب بإلغاء الشرطة من أميركا، بل إسقاط الرئيس ترامب، لتتهاوى بدورها كل مشاريعه بالانسحاب العسكري الاميركي التام من كل أنحاء العالم، ومقاومة الارهابيين واغتيال قادتهم، وإعادة التفكير في قوانين الهجرة التي خرّبت هيكلية المجتمع الاميركي (وكل مجتمعات الغرب بشكل عام) وعدم خلق ملاذات آمنة للإرهابيين المُطارَدين في الدول العربية والاسلامية داخل أميركا، وإعادة سيطرة الصناعة على الاقتصاد الأميركي بدلا من هيمنة صناعة المال.
المثلث الذي يقف وراء إسقاط ترامب هو الدولة العميقة التي تطبع الدولار (الحكومة الفيدرالية لا تطبع الدولار بل البنوك!) والحزب الديمقراطي وأنصاره وفرع الخلافة الاسلامية الاميركي ومندوبيها أمثال حسين أوباما وسراج وهّاب وإلهان عمر ورشيدة طليب.
ما يحدث في الولايات المتحدة خدعة بصرية ظاهرها المطالبة بحقوق السود والأقليات، وباطنها تأليب الرأي العام ضد الرئيس ترامب لمنع انتخابه مرة ثانية، كخوطة أولى لإنهاء سيطرة الجنس الأبيض (60% من تعداد السكان) في الولايات المتحدة.

للموضوع بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا