الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيش الابيض يلغي سمة الدخول لكورونا

مؤيد جبار رسن
باحث

2020 / 6 / 12
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


في ظل الازمات الشمولية المهمة والخطرة نجد الطبيب تحول من شيء الى شيء آخر من صحفي الى سياسي وناشط سلمي وهكذا باستمرار, مندداً بتحذيره الإنساني من خطورة فايروس كورونا، الذي يجتاح العالم من دون تأشيرة !، هذا هو حال الطبيب العراقي الذي اعتبرت السلطات مهمته لا تقل خطورة وضراوة من مقاتلة داعش محاولاً أن لا يعطي فايروس كورونا تأشيرة الدخول الى أي إنسان، ويقاتلون معاً هذا الوحش بغية السيطرة عليه في خط الصد الاول, من هنا بدأت قصة الطبيب الإنسان مع وحش القرن ، ليسقط بعده عشرات الأطباء على جبهات المشافي مع سبق الإصرار الإنساني! وهنا يمكن ان نتساءل كيف كان لهذا الطبيب أو غيره أن يتغلب على نفسه ليعرض حياته للخطر بغية الحفاظ على حياة الآخر في مواجهة واحدة؟ كيف استمد الطبيب قوته وحوله ما حوله من زعر وهول وخوف؟ وما العوائق التي واجهت الأطباء على اختلاف بلادهم وانتماءاتهم أثناء محاورة الوحش كورونا؟ وما القواسم المشتركة بين هؤلاء الأطباء حول العالم؟.
والجواب هنا تنبع من الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها وهي لا يمكن لطبيب في العالم أن يفصل الإنسان الذي يسكن داخله عن المهنة التي يمارسها، وعليه فالصراع الذاتي دائم الحضور بين الطبيب وبين هذا الفايروس اللعين بغية التغلب عليه بشتى الوسائل , وفي حالة من اللاوعي حين يهم الطبيب بمعالجة مرضى الأمراض المعدية، سرعان ما تتجسد صورة عائلته وأطفاله أمام عينيه، سائلاً نفسه كيف لي أن أعانقهم عند المساء؟ ماذا علي أن أفعل كي أتهرب من عفوية ولدي وقبلاته التي يغزوني بها عادة عندما أدخل إلى منزلي؟ وفي حالة من اللاوعي أيضاً تذهب كل هذه الهواجس والوساوس القسرية، لنكبر الله وندخل صلاتنا الطبية، وفي هذه اللحظة بالذات يغيب كل العالم ليبقى رضا الله، والمريض بآهاته هو الحاضر الوحيد.
كما أن لا تقتصر تداعيات الأزمة الصحية على الإجهاد الذي يعاني منه أفراد الطواقم الطبية، من أجل العناية وتقديم اللازم للمصابين المعزولين، الذين ينقسمون إلى قسمين: مصابين تظهر عليهم أعراض المرض، وآخرين لا تظهر عليهم الأعراض، إذ يحرمهم هذا العبء من الاستراحة والحياة الطبيعية، كما يفرض تداعيات نفسية تتمثل بالقلق الذي يتولد من التفكير بإجراءات الوقاية والحذر أثناء التعامل مع المرضى أو المشتبه في إصابتهم، خوفاً من الإصابة ونقلها لأسرهم، هذا ما يحدث مع الاطباء ومنهم العراقيين، رغم خبرتهم الطويلة في الخدمة الطبية على مدى الاعوام، إلا أن التوتر الذي تفرضه الظروف أثر عليه حتى بات يعيش وسط قلق دائِم من خروج الفيروس عن السيطرة, وأكثر ما يخشاه الطبيب هو انتقال العدوى للأطباء، جراء مخالطتهم للمصابين بشكل مباشر لا حاجز بينهم الا أجسام واقية لا يمكن الوثوق بها ثقة تامة ، ومرضى آخرين يترددون على المشفى، إذ من الممكن أن يكون أحدهم مصابا دون أن يكتشف إصابته، وإذا تم الشك أصابته احدهم، سيعزل 14 يومًا بينَ القلق والانتظار، موضحا أن الأخصائيين الموكلة إليهم مهمة الإشراف على الكادر الطبي غالبيتهم في الخمسينيات من عمرهم، وهي الفئة التي قد تتأثر بالفيروس بشكل أكبر، ما يتطلب مزيداً من الحذر.
ورغم كل هذا الحذر إلا أن تم اصابة العديد من الاصباء وتوفي بعضهم وهم يقاتلون هذا الوحش الكاسر في غرف العزل مثل اصابة البيولوجية الاختصاص (سالي طالب) والعاملة في مختبر البيولوجي الجزيئي في مدينة الطب لفحوصات فايروس كورونا بالفايروس اثناء تأدية الواجب ومعها ستة اصابه داخل المختبر كما توفي الدكتور (ياسين كاظم) اختصاصي الجملة العصبية في مستشفى الخالص العام في محافظة ديالى نتيجة لأصابته بفايروس كورونا المستجد بعد صراع مع الفايروس المخادع , وبعد تزايد الإصابات بفيروس كورونا (كوفيد19) والان اغلب الملاكات خارج الخدمة منهم من يرقد في مراكز الحجر الصحي ومنهم من يرقد في المنازل مع أصابته حتى عوائلهم , ولا يوجد تحرك جدي لجميع مسؤولي وزارة الصحة من أجل توفير أفضل الرعاية لتلك الملاكات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة