الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام العربي الواقع والطموح

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2020 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الخطاب الإعلامي العربي اليوم أصبح بيد دول الخليج لأنه ممول من قبلها، السعودية استثمرت اموالا طائلة لتأسيس محطات فضائية الغرض منها ان لا تترك مجالا لمن يريد ان ينتقدها، القنوات الأخبارية (العربية، الجزيرة، وقنوات اخرى كثيرة) مملوكة لدول الخليج. بل حتى القنوات الفنية سواء المختصة بعرض الأفلام السينمائية او المختصة في البرامج المنوعة مثل (MBC) وقنوات أخرى منوعة.
ساهمت القنوات الاخبارية الخليجية وبشكل مدروس من تحويل بوصلة الصراع في المنطقة من صراع عربي صهيوني الى صراع سني شيعي لغرض احراق المنطقة وإيهام المواطن العربي ان عدوه هو الذي يتقاسم معه كل شيء اي شريكه في الوطن (المواطن الشيعي) بينما المذاهب الإسلامية جميعها كانت تتعايش بسلام.
كما ان الخطاب الإعلامي الخليجي عبر قناتي الجزيرة والعربية روج الى مشروع الكراهية بين الدول العربية ودفعت الأموال الطائلة لتحقيق هذا الهدف، حتى ان تلك القنوات اخيراً أجرت تصفية للعاملين معها وخاصة الإعلاميين الشيعة أجبرتهم على ترك العمل، لأنها رسمت في مخيلتها عدو افتراضي هو العدو (الشيعي) سواء كان هذا الشيعي عربي أم ايراني.
في الجانب الآخر مولت ايران عشرات الوسائل الفضائية لنشر المذهب الشيعي ونشر افكارها ومبادئ ثورتها. إلى انها ركزت جهودهاعلى القنوات الإخبارية مثل قناتي العالم والميادين وابتعدت عن القنوات المنوعة لتتفرغ إلى خطابها التعبوي. لكنها وبكل تأكيد لا تستطيع ان تنافس الإعلام العربي الممول خليجيا.
هناك قنوات فضائية اخرى كثيرة مدعومة من قبل ايران ومملوكة لأحزاب مشاركة في العملية السياسية العراقية. وهذه القنوات لم تستخدم بشكلها الصحيح بل باتت تروج لسياسة مالك القناة وتساهم ببث مواد فيها اساءة كبيرة للمذهب الشيعي بشكل كبيرة وللوحدة الوطنية وخطابها طائفي في أغلب الأحيان. إذا ما استثنينا قناة المنار التي وجهت خطابها ومنذ تأسيسها لخدمة المقاومة والصراع العربي الصهيوني.
هناك قنوات اخرى مملوكة لشخصيات عراقية مثيرة للجدل منها (دجلة، الرشيد، الشرقية، السومرية) خطابها متفاوت. قناة دجلة تحاول ان تجعل من نفسها قريبة من نبض الشارع العراقي لكنها للأسف اساءت استخدام الخطاب الإعلامي وحولته الى لغة شارع بل اسوء وهي مملوكة لشخصية متهمة بسرقة اموال الشعب.
اما قناة الشرقية فهي قناة تسعى الى تفتيت الشارع العراقي وجره الى صراعات طائفية عبر نشر اكاذيب مفبركة. كما تسعى لابتزاز السياسيين العراقيين عبر التلويح بملفات فساد وحالما يدفع السياسي الفاسد لها يغلق ملفه ويتم الترويج له على أنه بطل مقدام. ويمتاز صاحب القناة سعد البزاز بقدرته العالية على ابتزاز السياسيين العراقيين الفاسدين وهم كثر وهي بالنتيجة تدس السم بالعسل.
اما قناة الرشيد فهي معتدلة نوعا ما كانت بدايتها قوية لكنها للأسف تراجعت وهي قناة مستقلة خطابها معتدل وكذلك قناة السومرية.
وهناك قنوات اخرى عراقية مثل (الرافدين والتغير والفلوجة وغيرها) يدير البعض منها رجل الأعمال العراقي خميس الخنجر المتهم بتمويل الإرهاب، خطاب تلك القنوات خطاب تحريضي طائفي.
أما الإعلام المصري الذي كان قوياً ومنتشراً في جميع انحاء الوطن العربي في مرحلة السبعينيات والثمانينيات لغاية التسعينيات لكنه تراجع. عندما بدأ الإعلام الخليجي الممول تمويلا هائلا يغزو العالم العربي ويصعد نجمه عبر اغراق الساحة الفنية العربية بأفلام حديثة وقديمة ومسلسلات تركية وغيرها مما جعل الطلب على الدراما المصرية يتراجع نوعا ما.
ان الخطاب الإعلامي العربي والإسلامي أصبح مشحون طائفياً ويعمل جاهداً لحرف بوصلة الصراع من صراع عربي صهيوني إلى صراع داخلي (سني شيعي) إذا ما اندلع لهيب هذا الصراع وانتشر فأنه سوف يحرق كل شيء في طريقه وسيقتل الأخ أخاه فالقاتل في هذا الصراع إذا نشب سيصرخ الله اكبر والمقتول فيه سيصرخ الله اكبر ايضاً حربا لا منتصر فيها الجميع مهزومون.
الحل الأمثل هو خلق خطاب اعلامي متوازن هاديء يسعى الى تثقيف وتنوير المجتمع و نبذ العنف والكراهية وترك الماضي بما فيه من شجن والاتجاه نحو الحاضر ومعالجة مشاكل المجتمع والسعي إلى توحيد الصفوف من أجل مستقبل أفضل.
المال العربي وخاصة المال الخليجي يجب أن يستثمر لبناء اعلام راقي يوحد الصف ويروج الى ثقافة المحبة بدل ثقافة الكراهية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في