الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غداً موعد اعلان نتائج الامتحانات الامريكية

حيدر عصام
(Hayder Isam)

2020 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ان الترابط الوثيق بين الاقتصاد الوطني والسياسة الخارجية لكل دولة هو مصدر قوتها الحقيقي، وهذا ما جعل الدول العظمى، (أمريكا) (الصين) (روسيا) الانشغال بتعظيم هيمنتها كلاً بحسب توجهها، توجهت الصين لتنمية اقتصادها والسيطرة على انتاج الكرة الأرضية برمته حتى أصبحت الدائن والممول لأقتصاد غالبية الدول، انشغلت روسيا بتصنيع السلاح فلم يتنسى لـ(فلادمير بوتين) اكثر من ذلك مع حجم الخراب الذي استلمه ليصنع منه دولةً عظمى، وانشغلت أمريكا بتوسيع نفوذها الاستيطاني وقراءة التعاويذ لطرد الكابوس الإيراني من احلامها، حتى احتدم الامر في هذا العام لتغيير نظام السيطرة الدولي، بدأت الصين ترى أمريكا بأنها المُهيمن على الأرض ولكنها راضيةً بعلاقاتٍ دبلوماسية ودودة معها حتى استلم (ترمب) الرئاسة، الذي فكر بالمقابل ان يمسك بورقة الاقتصاد ويجعلها الورقة الأهم لضرب الصين لاسيما وهي اكبر دائن لأمريكا، حتى أصبحت كل مخاوف الصين حقيقة مُرّة عليها تقبلها خصوصاً بعد توجه (ترامب) بقوة لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المُزمعة في تشرين الثاني/2020 مُلوحاً بأقل نسبة بطالة شهدتها أمريكا آبان فترة حكمه، حتى ظهرت الفيروس ليجعل نسبة البطالة تلك تتجاوز الـ 23%1 الامر الذي دفع الكونغرس الأمريكي لجعل سعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في شهر نيسان (صفر%) 2 بُغية دفع (3) ترليون دولار كمبلغٍ لمكافحة ومعالجة آثار وخسائر ذلك الفايروس كما وتوقعت لجنة الموازنة الفيدرالية وصول الدين الامريكي بحلول عام 2025 لـ(117%) إزاء الإنتاج المحلي، وهذا ما يتجاوز نكبتها السابقة بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية بنسبة دين (106%)3.
ظل (ترمب) متشبثاً بالسلطة وغارقاً بأوهامه وهو ويقلل من هول الفايروس ليحافظ على سلاحه الوحيد ضد الصين وهو الاقتصاد، فبدء يقمع ويشجب اراء الأطباء ووسائل الاعلام المتعاطفة مع الفايروس وجعل وسيلته الإعلامية (فوكس نيوز) تشن الحملات ضدهم4 حتى وصل الامر بهِ لقبول مناشدات مؤيديه بثلاث ولايات للتحرر من الحجر المفروض وتأييده لذات المناشدات التي دعى لها حزب يميني في (البرازيل) لعدم فرض الحظر والتي انضم لها رئيس البرازيل (جايير بولسونارو) بنفسه ليمدها بالشرعية5، ثُم رفض دخول شحنة اقنعة طبية لغرض الاستهلاك المحلي مستوردة من كندا واقترح التحشيد العسكري لحدوده معها خشية الهجرة بسبب الوباء وتم تقويض هذا الاقتراح6 مما صاب الإحباط المسؤولين في كندا. وفي يوم 31 من شهر اذار القى (ترمب) عبر خطابه اللوم على الاتحاد الأوربي لعدم حظر السفر الى الصين مما أدى الى نقل الفايروس عبر المسافرين من اوربا الى أمريكا7 ليقوم جهاز الاستخبارات الأمريكي بالتصريح عن تجاهل (ترمب) لمعلوماتٍ عن فايروس شديد الانتشار ابلغهُ رسمياً بها في شهر كانون الثاني!! مؤشراتٍ تؤكد نزعته الاستبدادية والانعزالية عن قوى العالم واهمها عرضه المساعدة على كوريا الشمالية والتكشير عن انياب العداء لدول الاتحاد الأوربي.
ضربت الصين اقتصاد (ترمب) مُجدداً من خلال الإنتاج النفطي، فبعدما قرر الكونغرس الأمريكي في كانون الثاني 2016 رفع الحظر عن صادرات أمريكا النفطية، قرر (ترمب) زيادة الإنتاج النفطي مستغلاً انخفاض أسعار النفط عالمياً بين 2014و2016 ونشوب خلاف بين روسيا والسعودية عام 2016 بعد تحالفٍ متين حول إيهما يتوجب عليه تخفيض انتاجه اولاً لتصبح أمريكا في أيلول 2018 اكبر منتج للنفط الخام في العالم8 ليجيء الفايروس ويتسبب بأنهيار أسعار النفط بعد تجاوز النفط المنتج طاقة المخزون وتوقف الطلب عليه ويصل لقيمة سالبة، الامر الذي دفعه للتراجع عن تسميته لفايروس كورونا (الفايروس الصيني) ووجوب اتخاذ تدابير تجاه الصين بأثر ضغوطٍ من حزب الجمهوري، وتوقيعه لبيان يُحي الذكرى الخامسة والسبعين لالتقاء القوات الأميركية والسوفيتية عند (نهر إلبه) في عام 1945 أثناء الحرب العالمية الثانية9 وقبوله لمساعدات طبية من روسيا مقابل تلك التي رفضها من كندا تملقاً منه لعدم تلمح (روسيا) امر التواطؤ معها ومساعيه مع السلطات الأوكرانية للتحقيق مع خصمه الانتخابي (جو بايدن) محاولةً منه لمعالجة تخبطاته السياسية وخروجاً من الطرق الوعرة التي سلكها.
حتى عشية الانتخابات الرئاسية الامريكية، ستظهر نتائج الامتحانات الامريكية، لانها ومن دون الدول العظمى الأخرى الوحيدة القادرة على الدخول بالحرب العسكرية دون الاقتصادية او البايولوجية او الحرب الباردة، وسيظل الوضع الراهن بمزاجٍ متقلب، الوضع الراهن نتاج فروض امتحاناتها التي أجرتها وكان وجود (ترمب) الخطأ الفادح بها، سيظل كل ما تم عرضه انفاً خاضعاً لقوى وتداعيات دولية أخرى، ففي محض مشاكل انخفاض أسعار النفط وقُبيل خسارة امريكا النفطية رفض البيت الأبيض مُخططاً لوقف استيراد النفط من السعودية10 الامر الذي ستعود طاولات المباحثات الدولية للنقاش فيه بحسن النية، سيفتخر (ترمب) بضغطه على النظام الإيراني بعدما أمر بقصف الزوارق الحربية الإيرانية التي تضايق السفن الامريكية في 22/4/202 بعد استفزاز الطرفين لبعضهما في الخليج، وسيفتخر (بايدن) بتأييده للسلام مع ايران ويمدح الاتفاق النووي الذي ابرمه الريس الأسبق (باراك أوباما) وستتدخل (إسرائيل) لترجيح كفة (ترمب) بعدما دعم مُخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية عبر تصريح مستشاره (جاريد كوشنر) قائلاً: (نحن في حاجة إلى حكومة إسرائيلية للمضي قدماً)11 في الوقت الذي من المتوقع فيه ان يقف (بايدن) موقف المتفرج إزاء ذلك المُخطط وسيؤيد موقف المرشحة السابقة للرئاسة من الحزب الديموقراطي السيناتور (إليزابيث وارن) وقتما أكدت بأن قرار الضم متروكٌ للإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك ايضاً موقف (ترمب) من منع البيت الأبيض من فرض العقوبات على تركيا بعدما قام (اردوغان) بشراء نظام الصورايخ الروسي (اس 400) تزامناً مع سحب قواته من (سوريا) ووعود (بايدن) بأنه لو فاز في الانتخابات الرئاسية فأنه سيعترف رسمياً بالابادة الجماعية للارمن نكايةً بـ(اردوغان)12.
على الصعيد العراقي، فأن التداعيات انفة الذكر كان لها الأثر الكبير من حيث ابداء النية الحسنة من الرئيس (الترمب) تجاه صِغار السياسة المتمسكين في الحُكم من تخييرهم بين التنحي جانباً او الدخول في معركةٍ خاسرة لا سيما بعد ان ثَبُتَ بالدليل خلو الأسلحة الإيرانية من العتاد وان لا مزيد من الحرب بدلالة صمتها إزاء سفنها المحطمة في الخليج، دعم حكومة (الكاظمي) واجرى الحوار معها خلاف الحكومات السابقة بعد تفعيله لاتفاقية الإطار الإستراتيجي والمذكرات الدبلوماسية المُتبادلة بين العراق ومجلس الأمن الدولي بالعدد (S/2014/440) في 25/6/2014 و(S/2014/691) في 20 أيلول 2014 وتأكيدهُ على احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه الامر الذي جعل شعب العراق يرفع رأسه الى السماء داعياً لأن تكون تلك الجائحة والحرب الحالية وكل التداعيات الدولية كانت سبباً للخلاص من زمرة الفاسدين الذين حكموا العراق خلال السنوات السوداء المنصرمة.
1. Jeff Cox, “An Unemployment Rate of 23%? The Real Jobless Picture is Coming Together,” CNBC, 23/4/2020, accessed on 25/4/2020, at: https://cnb.cx/2zk4JrS
2. Long Heather, “Federal Reserve Slashes Interest Rates to Zero as Part of Wide-ranging Emergency Intervention,” The Washington Post, 16/3/2020, accessed on 22/4/2020, at: https://wapo.st/2SIRrvB
3. Christopher Condon & Dave Merrill, “U.S. Debt to Surge Past Wartime Record, Deficit to Quadruple,” Bloomberg, 21/4/2020, accessed on 23/4/2020, at: https://bloom.bg/3bcsW0q
4. Jason Wilson, “Why Trump s Media Allies Are Turning Against Fauci Amid the Pandemic,” The Guardian, 7/4/2020, accessed on 20/4/2020, at: https://bit.ly/2L5HyUF
5. Ernesto Londoño, Letícia Casado & Manuela Andreoni, “Turmoil in Brazil: Bolsonaro Fires Police Chief and Justice Minister Quits,” The New York Times, 24/4/2020, accessed on 25/4/2020, at: https://nyti.ms/2WzpHe3
6. Ken Klippenstein, “Exclusive: Inside Trump’s Failed Plan to Surveil the Canadian Border,” The Nation, 10/4/2020, accessed on 27/4/2020, at: https://bit.ly/2SFnsVC
7. The White House, “Remarks by President Trump in Address to the Nation,” 11/3/2020, accessed on 20/4/2020, at: https://bit.ly/2LcEUMJ
8. Matt Egan, “America is Now the World s Largest Oil Producer,” CNN, 12/9/2018, accessed on 22/4/2020, at: https://cnn.it/2SKHhuF
9. J. Edward Moreno, “Trump, Putin Issue Joint Commemorative Statement, Triggering Concerns from Government Officials,” The Hill, 25/4/2020, accessed on 26/4/2020, at: https://bit.ly/2SK9rG1
10. Jeff Mason, “Trump to Consider Halting Saudi Oil Imports, Says U.S. Has ‘Plenty’,” Reuters, 21/4/2020, accessed on 27/4/2020, at: https://reut.rs/3frCo3d
11. “Kushner on Israeli Annexation Plans: Not now,” GZERO Media, 30/1/2020, accessed on 24/4/2020, at
12. Zachary Halashak, “‘Never Again’: Biden Pledges to Recognize Armenian Genocide if Elected,” The Washington Examiner, 25/4/2020, accessed on 25/4/2020, at: https://washex.am/3b8ifvB








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة