الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد حركة بيرني ساندرز ومثيلاتها؟!

توما حميد
كاتب وناشط سياسي

2020 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر حركة بيرني ساندرز، بنظري، ظاهرة مهمة في تاريخ أمريكا المعاصر. لن تنتهي هذه الحركة بفشل بيرني ساندرز عن الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخاب القادمة في أمريكا، ومن المتوقع ان تبرز حركات مماثلة في دول غربية اخرى. لقد برزت مؤخرا نقاشات جادة حول فيما إذا كان يتوجب على الشيوعيين تأييد بيرني ساندرز ام لا. هناك رأي يدعو الى "عدم تأييد بيرني ساندرز" وامثاله لكونه وسيلة لإنقاذ النظام الرأسمالي من الانهيار عن طريق ادخال بعض الإصلاحات والتخفيف من تناقضاته. يقول هذا الرأي، بان من مصلحة الطبقة العاملة و القوى الشيوعية التي تناضل من اجل قلب النظام الرأسمالي وبناء مجتمع اشتراكي، بان لا يفوز بيرني ساندرز بالانتخابات لكي تصبح التناقضات حادة وواضحة للطبقة العاملة. بمعنى اخر يقال بان فوز بيرني ساندرز يمنع او يؤخر الثورة او التغيير الجذري.
ينبغي ان لانتخذ موقف على اساس ايديولوجي بحت، بل على اساس اجتماعي. انه الخطأ ذاته الذي يقوم به اليسار غير الاجتماعي دوماً.
انا على قناعة بان ما من يوم كان النظام الرأسمالي بالهشاشة التي عليها اليوم ولم يكن عجزه وتناقضاته وفشله عن خدمة البشرية بالدرجة التي هي عليها اليوم حيث وصل الفساد والاضطهاد والتمييز وعدم المساواة الى درجات فلكية. وما من يوم كانت حقيقة انه ليس بإمكان اي اصلاح مهما كان حجمه من حل الماسي التي تواجه البشرية واضحة مثل اليوم بحيث اصبحت مسالة تغيير النظام الرأسمالي مسالة ملحة.
بغض النظر عن "اشتراكية" بيرني ساندرز وقصور نقده للنظام الرأسمالي؛ وفي الحقيقة كونه صمام امان لهذا النظام، لقد ساعد ساندرز في جعل نقد الرأسمالية والحديث عن الاشتراكية والبديل الاشتراكي على مستوى المجتمع الامريكي امرا مقبولا و"عادياً". لقد خلق جو إيجابي لطرح البدائل بعيدا عن "شيطنة" الاشتراكيين وفعالي الطبقة العاملة والتقدميين. لقد أصبح من الممكن الحديث عن أمور هي خارج الإطار الذي فرضته المؤسسة الحاكمة وحزبيها واعلامها المأجور ونشط الجدال حول مواضيع كانت غائبة او مغيبة لوقت قريب مثل الرعاية الصحية للجميع، رفع الحد الأدنى للأجور، مجانية التعليم، الحد من عدم المساواة والخ. لقد أصبح واضحا بان السياسة هي ليست السيرك بين الحزبين الحاكمين الذي يتم انتاجه بشكل متقن من قبل الهيئة الحاكمة. لقد انفتح مجال لنقاش كيف يمكن للبشرية من ان تدير امورها بشكل أفضل مما يقوم به النظام الرأسمالي. باختصار، لقد ساهم بيرني ساندرز وحركته بغض النظر عن نيتهما او اهدافهما في خلق وعي كبير في المجتمع.
تمكن بيرني، في خضم طرحه برنامجه الانتخابي من بناء حركة كبيرة، ومن تحفيز الملايين من البشر وجرهم الى هذه الحركة. لقد بين بان الملايين من البشر، بعكس ادعاء الطبقة الحاكمة، يرفضون الرأسمالية والوضع الحالي ويتطلعون للمساواة والعدالة، وليس لديهم تحيز مسبق ضد الاشتراكية، بل يقبلونها. لقد باتت الاشتراكية ليست هذا الشيء السلبي الذي صورته البرجوازية. لقد بين بيرني ان اليسار رغم غياب الأفق، هو قوة حقيقية في أمريكا.
الامر المهم في حملة بيرني ساندرز هو انه عبر مرحلة الكلام، قول الحقيقة، سرد سلبيات النظام، وفضحه، بل عبر الى مرحلة بناء حركة وخلق تيار في المجتمع سوف تستمر وسوف تأتي بشخصيات أخرى بعضها قد تكون أكثر راديكالية من بيرني ساندرز. نعم لقد برز ساندرز بعد ازمة 2008 الطاحنة ولكن يجب ان نعلم ان الازمة ليست كافية للبروز وانه تمكن من البروز وتحقيق هذه الإنجازات رغم كل الذي قامت به المؤسسة الحاكمة وحزبيها واعلامها ضده.
ليس لدينا أي توهم ببريني ساندرز وحركته. بيرني ساندرز وحركته هما نتيجة لضغط اجتماعي ونضال طبقي في المجتمع. لقد برز بيرني ساندرز بعد حركة احتلال وول ستريت. يمثل ساندرز جناح من اجنحة البرجوازية الذي وصل الى قناعة بانه لايمكن ادامة الوضع بالطريقة الحالية، ويجب تقديم بعض التنازلات للطبقة العاملة لكي لاتفلت الامور من اليد. لذا يسعى ساندرز الى بناء دولة الرفاه التي فشلت في السابق واصبح واضحا بان الحل ليس في النضال من اجل اعادة نفس التجربة.
انا اؤمن بان الإصلاحات في المجتمع لا تاتي في الاغلبية الساحقة على يد حركات إصلاحية برجوازية بل من خلال الضغط الاجتماعي الواقعي للطبقة العاملة والجماهير المحرومة من اجل تحسين حياتها. ولكن علينا نحن الشيوعيون النضال من اجل اصغر الإصلاحات الممكنة وتاييد نضال الحركات الاخرى من اجل هذه الاصلاحات بما فيها الحركات البرجوازية الاصلاحية، لان مسار الصراع بين اجنحة البرجوازية تحت ضغط الطبقة العاملة يخلق وعي، يبني خبرة ويطرح قادة ويرفع من سقف توقعات الجماهير. ولكن علينا ان نعلن في نفس الوقت للجماهير بان ما من اصلاح هو الحل، ويجب ان نوضح بان وضع النظام الراسمالي يحتم بان الإصلاحات اما لا تتحقق، او اذا تحققت سوف يتم مصادرتها متى ما تمكنت البرجوازية من القيام بذلك ، لهذا فقد فشل بيرني ساندرز من الترشح مثلا بعد تكالب المؤسسة الرسمية للحزب الديمقراطي ضده رغم كل شعبيته.
ان تأزم النظام وحتى انهياره لا يعني بالضرورة انه سيؤول لانتصار الاشتراكية. ان انهيار نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي وحتى الثورة على النظام هي عملية اجتماعية قبل اي شيء اخر، اي لانتحكم بها نحن الشيوعيون، ولكن عند انهيار النظام تحت تناقضاته وعند اندلاع الثورة، يجب ان يكون الشيوعيون حاضرين لقيادة المجتمع باتجاه بناء النظام الاشتراكي. تحقيق هذا الحضور والبروز كبديل لا يمكن ان يتم في يوم واحد، من خلال اصدار بيان باسم الثورة واتخاذ مواقف من الاحداث والحديث عن التغيير وقوى التغيير والثورة، بل من خلال سيرورة يناضل فيها الشيوعيون من اجل توحيد الجماهير العمالية وتنظيمها والدفع بها صوب ثورتها النهائية عبر مراحل الثورة المتنوعة والمعقدة والشائكة. أي لا يمكن للشيوعيين الوقوف معقود اللسان، بينما يشهد المجتمع صراع بين بيرني ساندرز كإصلاحي وبين جناح مغرق في اليمينية يمثله جو بايدن. يمكن ان يكون لليسار فرصة لان يتحول الى بديل وقت الثورة، عندما يكون واضحا وصريحا مع المجتمع وان يكون قوة معروفة يثق بها المجتمع.
عندما ينهار النظام وتصبح الجماهير في مواجهة وضع متازم، تنظر الى البدائل الموجودة من اجل اتخاذ الخطوة القادمة، وستختار بديلها من بين القوى المعروفة للمجتمع والمتواجدة في الميدان والتي يمكنها كسب ثقة المجتمع. يمكن للشيوعيين ان يكسبوا ثقة المجتمع ويصبحوا ملجا للجماهير وقائد ومرشد لها من خلال الارتباط بهموم المجتمع والنضال من اجل حلول لمشاكله بشكل يومي ومستمر. يجب ان لا يكتفي الشيوعيون بقول الحقيقية وفضح النظام وعد مساوئه، بل يجب ان يكون لهم دور في كل النضالات اليومية المطلبية والاصلاحية. لا يمنع تأييد حركة بيرني ساندرز الشيوعيين باي شكل من الاشكال من قول الحقيقية حول ماهيته الإصلاحية وعن استسلامه في النهاية للمؤسسة الرسمية للحزب الديمقراطي وعن ضرورة الإطاحة بالنظام الرأسمالي من اجل تحقيق الحرية والعدالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أية اشتراكية مناسبة لامريكا؟
منير كريم ( 2020 / 6 / 14 - 06:41 )
تحية للكاتب المحترم
اية اشتراكية مطلوبة لامريكا؟
هل ستكون هذه الاشتراكية ديمقراطية؟
هل ستسمح بوجود احزاب مضادة للاشتراكية؟
ماهو شكل الملكية في ظل هذه الاشتراكية؟
شكرا لك


2 - رد الى السيج منير كريم
توما حميد توما ( 2020 / 6 / 18 - 12:56 )

عزيزي منير
اسف على تاخر الرد.
باعتقادي الاشتراكية المطلوبة في امريكا وفي كل مكان هي الاشتراكية التي تعني الغاء العمل
الماجور، اي تثوير موقع العمل. يجب ان يكون العمال بشكل جماعي اصحاب القرار في ادارة عملية الانتاج وكيفية توزيع الانتاح. يجب ان يكون لكل عامل صوت واحد في هذه العملية.من الناحية السياسية الحكومة يجب ان تتشكل على اساس لجان مواقع العمل والسكن التي تنتخب لجان المنطقة ومن ثم المدينة والمقاطة وصولا الى اعلى سلطة في البلاد. لاشتراكية التي اتحدث عنها هي مختلفة عن الاشتراكية الديمقراطية لبيرني ساندرز التي تعني زيادة دور الدولة في الاقتصاد وخاصة في مجالات مثل التعليم والصحة والبنية التحتية ولاتعني رأسمالية الدولة التي اقيمت في الاتحاد السوفيتي والتي تتلخص باحلال ملكية الدولة لوسائل الانتاج محل الملكية الفردية واحلال التخطيط والتوزيع المركزي محل الية السوق.
تحياتي


3 - هذه اناركية وليست ماركسية
منير كريم ( 2020 / 6 / 18 - 17:22 )
تحية
الاشتراكية التي وصفت هي الاشتراكية الاناركية
هذه هي الاشتراكية الحقيقية في مقابل اشتراكية ماركس التي لا تتجاوز راسمالية دولة استبدادية
لكن الاشتراكية الاناركية غير قابلة للتحقيق فمجتمع اليوم معقد وعالي التنظيم ولاغنى عن البيروقراطية التي تفرض نفسها
بنفس الوقت للاناركية موقف سلبي من الاحزاب السياسية فتبقى مسالة المعارضة للاشتراكية مصادرة وتكون الديمقراطية منتقصة
ستذهب الماركسية دون ان تترك اثرا ايجابيا الا ان الاناركية ستترك الاثر الايجابي على التطور المستقبلي البعيد نسبيا
شكرا لك


4 - روزفلت و ساندرز
عمرو إمام عمر ( 2020 / 6 / 18 - 21:59 )
ما يقوم به ساندرز اليوم ، هو إعادة لما قام به روزفلت من إنقاذ للرأسمالية من الانهيار ، فالإصلاحات الاجتماعية التى قام بها روزفلت فى حينه على أثر الكساد العظيم أنهت على تحولات حادة كادت تحدث فى أمريكا التى كانت الطبقة العاملة بها على حافة الثورة تقريبا ، بل لا أبالغ إذا قلت أنها ستكون ثورة شيوعية على حسب ما قرأت من بعض الأوراق التى أتيح لى الاطلاع عليها من وثائق الحزب الشيوعى الأمريكى الذى وصل عدد أعضاءه حينها أكثر من 200 ألف ، اليوم يحاول ساندرز إعادة ما فعله روزفلت بإنقاذ النظام الرأسمالى من أزماته المزمنة … و لكن السؤال الأهم هل يستطيع ساندرز تخطى الانتخابات التمهيدية فى الحزب … لا أعتقد ففى خلال الانتخابات التمهيدية السابقة بعد نهاية فترة أوباما التى من المفترض فوز هيلارى كلينتون بها قد تم تزوير نتائجها علنا و تم إسقاط ساندرز … الرأسمالية اليوم ليست كما كانت سنة 1932 … أكثر شراسة و غباء فى نفس الوقت إذا لن ينجح ساندرز


5 - ررد الى السيد عمرو امام عم
توما حميد ( 2020 / 6 / 19 - 13:05 )
اتفق تماما مع كل ماقلته. ولكن الذي اريد ان اقوله هو انه يوجد صراع بين جناحين برجوازيين احدهم اصلاحي والاخر يميني رجعي. يجب ان لانقف موقف المتفرج من هذا الصراع، يجب ان نؤيد لاصلاحات التي يدعو لها جناج بيرني ساندرز. ولكن في نفس الوقت يجب ان نكون واضحين مع الجماهير بان كل ما يريده الجناح الإصلاحي هو حماية الرأسمالية، لذا يجب ان نوضح بان الاصلاحات اما انها لن تحصل وحتى اذا حصلت فانها ليست الحل والاهم ان البرجوازية سوف تصادرها متى ما سنح لها توازن القوى مثل ماحدث مع اصلاحات الثلاثينيات من القرن العشرين. انا متفق، يجب ان لا نكرر تجربة الثلاثينيات من القرن العشرين أي عندما تكون الظروف مهيأة للثورة يجب ان لا نقف عند الإصلاحات ولكن يمككنا خلق توازن للقوى مثل الثلاثينيات من خلال النضال من اجل الاصلاحات. ان فشل بيرني ساندرز في الترشح في الانتخابات الأولية للحزب بحد ذاته هو امر مهم لانه يوضح للجماهير بشكل عملي وليس من خلال الدعاية فقط محدودية النضال الاصلاحي. تتمة


6 - رد الى السيد عمرو امام عمر
توما حميد ( 2020 / 6 / 19 - 13:17 )
النضال من اجل الثورة لا يقفز فوق النضال من اجل الإصلاحات. لا يمكن للشيوعيين الوقوف كمتفرجين الى ان تحين ظروف الثورة ثم ينزلوا الى الساحة. المجتمع لايقبل بقوة ايدولوجية تتشدق بالثورة كبديل.في حال انهيار النظام، البديل الاشتراكي هو ليس البديل الوحيد امام المجتمع.
. يمكن للقوى الشيوعية ان تتحول الى بديل للمجتمع عندما يكونوا معروفين للمجتمع من خلال نضال يومي من اجل ادنى الاصلاحات. يجب ان نصبح موقع ثقة المجتمع لكي بختارنا كبديل. التاريخ اثبت ان الفقر و التعاسة والقمع لوحدها لا تولد الثورة وليس هناك أي دليل بان كلما أصبحت الأمور اسوا يكون احتمال الثورة اكبر.


7 - رد الى السيد منير كريم
توما حميد ( 2020 / 6 / 19 - 14:33 )

الماركسية تركت وستترك تثيرا ايجابيا على المجتمع. معظم ما يعد اليوم من ضمن انجازات الرأسمالية من حق الانتخاب، الى الحد الادنى للاجور في بعض الدول الى منع عمل الاطفال الخ هي انجازات البشرية وفرضت على البرجوازية من خلال النضال. ومعظم هذه النضالات مرتبطة بشكل ما بالماركسية وقادتها متأثرين بالفكر الماركسي بغض النظر عن رؤيتهم للماركسية. اغلب قادة النضال الحالي في امريكا مثلا هم ممن يعتبرون انفسهم ماركسيين. الى اين ستذهب الماركسية؟ الان عندما يدخل النظام الرأسمالي في ازمة، يهرع الجميع الى ماركس. لا اسمع كثيرا عن الاناركية. لم ارى احدا يتحدث عن التحليل الاناركي للنظام الرأسمالي ولكن الجميع يتحدثون عن نقد ماركس وتحليله. الماركسية والنقد الماركسي والبديل الاشتراكي هي ظل الراسمالية. كل قضية ماركس كانت العلاقة في عملية الانتاج. قال ان علاقة راسمالي-عامل لاتختلف بشكل جوهري عن علاقة اقطاعي –قن او سيد- عبد. ماركس انتقد النظام الاقتصادي الرأسمالي وقال انه لن يحقق شعار الحرية، المساواة والاخوة الذي رفعها لانه لم يغير العلاقة في عملية الانتاج بشكل جوهري ولم يقضي على الاستغلال.


8 - رد على السيد منير كريم-تتمة
توما حميد ( 2020 / 6 / 19 - 14:36 )
ماركس لم يكتب شيئ يذكر عن الدولة ودور الدولة في الاقتصاد، فمن اين اتى الاستنتاج بان اشتراكية ماركس لاتتجاوز رأسمالية دولة؟. اشتراكية ماركس تعني الغاء العمل الماجور وهذا لم يحدث في الاتحاد السوفيتي بل تم تبديل مليكة وسائل الانتاج من ملكية فردية الى ملكية دولة وتم احلال التخطيط والتوزيع المركزي محل الية السوق. ان تصف تثوير موقع الانتاج، والغاء العمل الماجور وتحقيق المساواة الاقتصادية بالاشتراكية الاناركية، سميها ماتريد ولكن هذه كانت قضية ماركس. ومن ثم اذا كانت الماركسية ستذهب بدون اي تاثير والاناركية لن تقوم بالثورة، كيف سيتم تغير النظام الحالي المتازم. هل تعتقد ان الرأسمالية هي نظام ابدي؟ لماذا بقية الانظمة الطبقية لم تدوم الى الابد وتم تغيرها ولكن النظام الرأسمالي يبقى للابد. ماهو الدليل العلمي على ان النظام الرأسمالي لاينطبق عليه نفس القانون. انت قد تقول سوف يتغير ولكن بطرق غير طريق الثورة الاشتراكية التي تقودها الاحزاب ولكن التاريخ لايقول ذلك. تجاوز الانظمة الطبقية تم من خلال ثورات وليس هناك دليل بان هذا لن ينطبق على الرأسمالية.


9 - رد إلى الاستاذ توما حميد
عمرو إمام عمر ( 2020 / 6 / 19 - 15:33 )
الرأسمالية خروجها من أمتها اليوم أصعب بكثير من فترة الثلاثينات ، فهى تعلم أى تنازل منها اليوم و لو ضئيل سوف يفتح الباب لتنازلات اكبر ، أعتقد إنها ستستمر على على نفس الطريق ، و لدينا فى تصريحات ترامب الأخيرة بعد الاضطرابات التى حدثت مؤخرا بعد مقتل جورج فلويد ... بتهديده باستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين مهما كلفه الأمر و لم نرى أى تعليق من الكونجرس الامريكى على ما حماقة هذا الأراجوز ... بايدن اليوم هو المرشح الرسمى للحزب الديمقراطى و أنسحب ساندرز من السباق ، و من المتوقع أيضا هزيمة بايدن أمام ترامب


10 - رد الى السيد عمرو امام عمر
توما حميد ( 2020 / 6 / 19 - 15:43 )
انا اتفق مع هذا الكلام. واريد ان اضيف ايضا ليس لدي اي توهم ببرني ساندرز ولكن رغم هذا اذ ارادت حركة بيرني ساندرز ان تقوم باصلاح فيجب ان ندعمها ولكن دون ان ننشر اي توهم. فشل الاصلاح هو لصالح التغير الرأديكالي. بشكل عام الجماهير تتعلم من التجربة اكثر من النظريات والتبليغ والدعاية. عندما تصل حركة اصلاحية برجوازية في سيرورة عملية الى طريق مسدود يخلق قناعة بان النظام غير قابل للاصلاح ويجب تجاوزه.


11 - الغاء العمل
محمد البدري ( 2020 / 6 / 19 - 16:32 )
الفاضل استاذ توما
حتي لا نقع في احابيل الالفاظ واستبعادا لمدلولها وما يكمن فيها فان العمل سيظل قائما في اي نمط انتاجي مستقبلا. ان المقصود الغاؤه لا يعني الا منع بيعه كسلعة لراس مال يحتكر سوق العمل، لكنه كعمل سيبقي قائما لان العمل هو الوجود الانساني ذاته.
اعود الي مشكلة الرأسمالية الحديثة من روزفلت الي ساندرز فكلاهما يلعبان دورا في تعظيم نقيضهما وذلك عبر الاصلاحات المتتالية كمحاولات لتجاوز الازمات المستجدة بالضرورة بسبب طبيعة النظام الرأسمالي ذاته. وهنا ياتي السؤال:
هل النقيض علي درجة كافية من الاستعداد لالغاء سوق العمل لو انه حقق الوصول الي غايته وهل لديه تراكما يكفي لان يتولي امور هذه التركة المعقدة؟
ولنفترض حدوث وننتقل الي شكل اشد تعقيدا في الصين، فما موقف القيادة الحاكمة (من اصول شيوعية) ولديها طبقية راسمالية تشكلت تحت هيمنتها وبرعاينها وبماركة منها.
هذا نموذج واحد فقط يمثل لوحة سريالية في سياق لوحات اخري اكثر كلاسيكية واستقامة وانتقلت ايضا جارا نهارا وعلنا الي الرأسمالية
تحياتي


12 - مراحل تطور الفكر الاشتراكي
منير كريم ( 2020 / 6 / 20 - 06:26 )
تحية
مر الفكر الاشتراكي بثلاث مراحل من التطور
اولا : الاشتراكية الطوباوية
ثانيا : الاشتراكية الثورية 1) البلانكية 2) الاناركية 3) الماركسية
ثالثا : الاشتراكية التطورية ( الاشتراكية الديمقراطية -الديمقراطية الاجتماعية)ه
تستند الاناركية الى الغاء العمل الماجور (المشاركة) والغاء التمثيل السياسي(الديمقراطية المباشرة)ه
اما الماركسية فهي تستند الى الدولة لمصادرة الملكية واقامة الاشتراكية وهذا صريح في البيان الشيوعي ونقد برنامج غوتا, وبالفعل لم تسطع الماركسية في التطبيق الا اقامة راسمالية دولة مستبدة مالبثت ان انهارت فيما بعد , فستالين خير من مثل لينين ولينين خير من مثل ماركس
المسالة تكمن في البنية الفكرية للماركسية
شكرا لك


13 - سر عدم زوال الماركسية رغم الفشل
منير كريم ( 2020 / 6 / 20 - 06:58 )
تحية مرة اخرى
ماهو سر عدم زوال الماركسية رغم فشلها الذريع ؟
لان الماركسية ذات بنية فكرية شبه دينية , تدعي انها تحل كل مشكلة وتعد الناس بالحتمية بحياة شيوعية اشبه بجنة الاديان فتدخل الاطمئنان في قلوب الناس
لو كانت الماركسية علما لتغيرت او انتفت مثل النظريات الكبرى في العلوم
والان تجد الماركسيين ماسورين بحلقة مغلقة من النصوص في جدل لاينتهي اشبه بالجدل الديني
وبالعودة لموضوع ساندرز فهو ديمقراطي اجتماعي رغم انه يسمي نفسه اشتراكي ديمقراطي

الاشتراكية الثورية ولتجربة عملية ماساوية فاشلة تخطت قرنا من الزمان لم تعد مفيدة في شيء
عصرنا الراهن يتطلب الحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية (جون راولز) ه
شكرا جزيلا لك


14 - رد الى سيد محمد البدري
توما حميد ( 2020 / 6 / 20 - 17:33 )

نعم العمل سيظل قائما مادام كان هناك انسان ولكن الهدف هو الغاء العمل الماجور. بخصوص فيما اذا كان نقيض الرأسمالية على استعداد لالغاء العمل الماجور. بنظري كل الظروف الموضوعية متوفرة لالغاء العمل الماجور ولكن هذا يتطلب ثورة اشتراكية تقودها الطبقة العاملة. انا لا اجد الطبقة العاملة في اي مكان على ابواب الثورة ولو ان الاوضاع قد تتغير بشكل سريع لان البشرية تواجه عدة ازمات في وقت واحد وهي ازمة بيولوجية، صحية- كوفيد-19، ازمة اقتصادية خانقة، ازمة بيئة، اضافة الى ازمات اجتماعية متعددة. بنظري ليس للصين ربط بالاشتراكية او الشيوعية بغض النظر عن الادعاءات. الاقتصاد الصيني هو اقتصاد رأسمالي يتكون من 50% ملكية خاصة و50% تحت سيطرة الدولة-قطاع عام. العمل الماجور لم يلغى في الصين في اي يوم، بل اكثر من ذلك ان الصين من الدول التي فيها الايدي العاملة رخيصة
وفائض القيمة التي تسخلص هي عالية جدا. المسالة الايجابية الوحيدة في نمط الاقتصاد الرأسمالي في الصين هو النمو الاقتصادي العالي وقدرته على رفع مئات الملايين من السكان من تحت خط الفقر. تحياتي


15 - رد الى الاستاد منير كريم
توما حميد ( 2020 / 6 / 21 - 07:32 )
عزيزي منير
قبل ان ارد عليك، قل لي باي مدرسة من مدارس الاناركية انت تامن؟؟ هل تامن ب - الداروينية الاجتماعية- ام اننا بحاجة الى الثورة ولكن لسنا بحاجة الى الدولة في اليوم الذي يلي الثورة ام اننا بحاجة الى اناركية التي تهتم بنمط الحياة الفردية؟ كيف نحقق المجتمع الاناركي الخالي من الهرمية؟ كيف نحقق الحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية التي تتحدث عنها؟؟
ولكن بشكل سريع، عزيزي الماركسية لن تزول لانها اكثر نقد للراسمالية تماسكا. انها لن تزول لانها تقدم الية للتغير في المجتمع وقلب النظام الرأسمالي وهي مادية وديالكتيكية. ليس صدفة عندما تقوم البشرية بازالة تماثيل الشخصيات التاريخية البرجوازية ينصب تمثال للينين في المانيا. رغم كل الهجوم والتشوية التي تعرضت له الماركسية واللينينية، تجد عندما يدخل النظام في ازمة وتبرز ضرورة التغير تهرع البشرية للماركسية اللينينية. ليس لانه دين بل لانها تقدم اداة والية للتغير. ان اختزال الماركسية الى الستالينية هو ابتذال. ان يقوم بول بوت باقامة مسلخ في مكان ما في اسيا فهذا ليس ذنب ماركس. ان فشل تجربة الاتحاد السوفيتي لايعني بان الاشتراكية والفكر الماركسي فشل.


16 - - رد الى الاستاد منير كريم
توما حميد ( 2020 / 6 / 21 - 07:37 )
لقد قلت في اكثر من مكان لقد فشلت مئات التجارب البرجوازية لبناء الرأسمالية الى ان تمكنت من ترسيخ نظامها. يمكنك قول اي شئ عن الماركسية ولكن هذا لايعنيني بشئ. فكل هم ماركس كان الغاء العمل المأجور وان يكون العمال مسؤوليين بشكل جماعي عن وسائل الانتاج و عملية الانتاج والناتج نفسه. نظام الحكم في النظام الاشتراكي الذي امن به هو نظام السوفيتات، مجالس مواقع العمل والعيش التي تنتخب السطات الاعلى التي يمكن محاسبتها واستبدالها في كل لحظة.هذا كان الهدف حتى اثناء ثورة اكتوبر ولكن فشلت التجربة.
انا لا اتفق مع ولا تروق لي اي من ركائز الاناركية مثل رفض الدولة بكل اشكالها بما في الدولة الثورية، رفض القيادة، رفض الاحزاب السياسية وتقديم الفردانية على العمل الجماعي. هذه الامور لن تؤدي الى التغير، بل على العكس سوف تخلد النظام الرأسمالي.


17 - رد الى الاستاد منير كريم
توما حميد ( 2020 / 6 / 21 - 07:41 )
اكبر الانجازات التي ياتي بها نعوم جومسكي تاكيدا للفكر الاناركي هو الحقوق التي حققتها المراة تحت الرأسمالية ولكن رغم ان اغلب تلك الحقوق حققت بفضل الماركسية، وجدنا في عضون عدة اسابيع تم سلب كل مكتسبات المرأة العاملة في ارقى المجتمعات بسبب ازمة كورونا. ان التشكيك بشرعية السلطات وكشف الحقيقة التي يدعو لها جومسكي هي ليست كافية للقيام بالتغير.
انا مع التحريض الذي يقوم به بعض اجنحة الاناركية ضد الراسمالية ولكن عدا هذا بنظري ليس الاناركية وسيلة لترجمة الجهود الى استراتيجية ملموسة ضد الرأسمالية. معاداة الدولة هي مهمة في مواجهة دولة رسمالية قمعية ولكن ماذا سيحدث اذا تم الاطاحة بالدولة الرأسمالية؟هل تعادي كل اشكال الدولة؟ كيف يمكن منع الثورة المضادة؟
ماهي القوة التي تقود الثورة؟ ما هي الية الطبقة العاملة للتغير؟ ما هو دور حزبها؟ وحتى بعد الثورة من سينظم المجتمع الذي خرج للتو من ثورة؟ من سينظم التوزيع والاستجابة لحاجات الشرائح التي تحتاج الى مساعدة؟ من سيقدم الخدمات التي تقدمها الدولة الان؟ ماذا سيحدث
للرعاية الصحية؟ .


18 - رد الى الاستاد منير كريم
توما حميد ( 2020 / 6 / 21 - 07:59 )
يجب ان يكون هناك نوع من الدولة الثورية. الماركسية تقول نحن بحاجة الى التخلص من الدولة البرجوازية عن طريق الثورة. الثورة الاشتراكة هي الاطاحة بالدولة البرجوازية ومؤسساتها واقامة نوع جديد من الدولة في مكانها. لا يمكننا الانتقال من مجتمع طبقي الى مجتمع غير طبقي بشكل مباشر بدون اي شكل من اشكال الدولة؟؟الطبقة السائدة سوف لن تستسلم بدون مقاومة. لن يقبل الجميع بما تريده الاغلبية – الطبقة العاملة. مشكلة الاناركية بنظري هي انها تحرم البشرية من الوسيلة لتغير الواقع الذي نواجهه.
القيادة موجودة في كل مكان وفي كل وضع. ونحن بحاجة الى قيادة. ولكن يجب ان يكون بالامكان محاسبة القيادة. في المجتمع الحالي هناك صارع على القيادة. في مثل هذا الوضع رفض القيادة يعني فتح المجال امام البرجوازية لملئ الفراغ. الطبقة العاملة بحاجة الى قيادة قابلة للمحاسبة وتنتخب بشكل يجعلها غير قابلة للافساد.


19 - رد الى الاستاد منير كريم
توما حميد ( 2020 / 6 / 21 - 07:59 )
ابسط اماكن العمل تحتاج الى قيادة.
التنظيم امر مهم للاطاحة بالنظام الحالي. الطبقة البرجوازية منظمة بشكل جيد لذا يجب على الطبقة العاملة التنظيم من خلال حزبها. الطبقة العاملة تحتاج الى حزب والى حزب لينيني للاطاحة بالنظام الرأسمالي.
على مستوى الفردي يمكن لشخص ان يذهب الى غابة ويعيش هناك بشكل - حر- ولكن في الواقع عدد قليل جدا من الناس يستطيع القيام بذلك. النمط الحياتي الفردي لايرتقي الى مواجهة الدولة وهو لايؤدي الى حشد الجماهير. نحن نحتاج الى الية تحشد الجماهير والماركسية تقدم هذه الالية. تحياتي


20 - هل الاشتراكية الماركسية تلغي العمل الماجور ؟
منير كريم ( 2020 / 6 / 21 - 16:26 )
تحية للسيد توما
لا اعلم كيف استنتجت باني اناركي
انا لست اناركيا بل اؤمن بالحرية والعدالة الاجتماعية , وان الاشتراكية القائمة على الغاء الملكية الخاصة لوسائل الانتاج اصبحت وهما
العدالة الاجتماعية اوسع من الاشتراكية انها المساواة بالحقوق السياسية والحقوق القانونية وذات توزيع عادل ومنصف للثروة
انا كمتابع في الفكر الاجتماعي ارى ان الاناركية تؤثر في المستقبل من خلال اضعاف مركزية السلطة باللامركزية و كذلك من خلال التقدم نحو الديمقراطية المباشرة
نقطة اخرى حسب علمي ان الاشتراكية الماركسية لا تلغي العمل الماجور لان التوزيع حسب المقدرة , ويمكن ان يفيد في هذا المجال الملمين بالادبيات الماركسية في الحوار المتمدن
شكرا جزيلا لك


21 - رد الى الاستاد منير كريم
توما حميد ( 2020 / 6 / 27 - 07:56 )
اسف على التاخر في الاجابة. لا اعرف لماذا استنتجت بانك اناركي ربما لان ردودك السابقة تبدو وكانها تدافع عن الاناركية وهي ضد الماركسية. على كل حال الهدف ليس التهجم بل لتوضح الماركسية في مواجهة الميول الاناركية. اي توضيح مشكلة الاناركية من وجهة نظري.المركزية من عدمها لم تكن يوما من الايام المشكلة الاساسية. الدولة المركزية في العراق مثلا اليوم ضعيفة وهناك لامركزية ولكن تعيش الجماهير في جحيم الميليشيات الاسلامية. عند الحديث عن المساواة والحقوق وتوزيع عادل للثروة يجب ان نحدد الالية.اللامركزية بحد ذاتها ليست بالضرورة شئ ايجابي، اذ قد تعني التفكك والفوضى وغياب القانون الخ. ان الالية التي اتحدث عنها في منع الدكتاتورية المركزية هي الية مجالس موقع العمل والعيش اضافة الى تحكم العمال بوسائل الانتاج.


22 - رد الى الاستاد منير كريم
توما حميد ( 2020 / 6 / 27 - 08:17 )
هذه هي الاشتراكية التي امن بها والتي اناضل من اجلها. اذا كنت انت ترى الاشتراكية شئ اخر فهذا ربما لان الاشتراكية ارتبطت برأسمالية الدولة في فترة معينة. كما قلت من قبل كل تنظير ماركس كان حول العلاقة في موقع العمل وحول ملكية وسائل الانتاج. ان ياتي ستالين ويعتبر رأسمالية الدولة ومايتطلبه هذا النموذج من مركزية وقمع هو الاشتراكية ف
هي ليست مشكلة ماركس.

اخر الافلام

.. مسار التهدئة في غزة يتعقد.. حماس تقول إنها -لا تعرف- عدد الر


.. جنوب لبنان يحترق .. وميقاتي يستغيث بالمجتمع الدولي! | #التاس




.. الأردن.. مظاهرة قرب السفارة الأمريكية في عمان تضامنا مع غزة


.. دعوات لمحاسبة جندية إسرائيلية احتفت بانتهاك جيش الاحتلال مسج




.. (عنوان الفيديو) | بي بي سي نيوز عربي