الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيرحل نظام الاسد قريبا ؟

حسن نبو

2020 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ارتفعت بورصة توقعات رحيل الطاغية بشار الاسد في الايام الاخيرة، وهناك من يرى ان رحيل الاسد او سقوطه بات وشيكا ولايتعدى اشهرا قليلة وان اتفاقا امريكيا روسيا قد انجز بهذا الخصوص ولن يحتاج الا الى تنفيذه في الوقت المناسب .
هذا الفريق يستند في تحليله الى جملة اسباب ، اولا: وصول الحالة الاقتصادية والمعيشية الى وضع صعب وازدياد نسبة الفقراء بصورة مخيفة في ظل الانهيار الكبير لليرة السورية . ثانيا : حصول خلافات حول قضايا مالية ضخمة بين رأس النظام وبين ابن خاله رامي مخلوف الذي كان يستخوذ حتى وقت قريب على نسبة 40% من الاقتصاد السوري منذ عقدين من الزمن ، وان هذا الخلاف سيسحب البساط من تحت بشار الاسد لدى الطائفة العلوية ، باعتبار ان بيت مخلوف له نفوذ كبير في الطائفة العلوية وهذا ماسيفقد الاسد شرعيته لدى الطائفة وسيسهل عملية تنحيته. ثالثا : صدور بعض التقارير عن الاعلام الروسي منتقدة فساد النظام وفشله في ضخ الدم في شرايين الاقتصاد السوري، وقد فسر هذا الفريق هذا الامر بمثابة عدم رضاء الروس عن النظام وسعيهم لاستبدال راس النظام . رابعا : عدول الادارة الامريكية عن نيته بالانسحاب من سوريا الى البقاء فيها والقيام بترتيبات او اجراءات توحي بالضغط على النظام، ومن هذه الاجراءات : فرض عقوبات اقتصادية قاسية على النظام بموجب قانون قيصر الصادر عن الكونغرس في وقت سابق .
لكن ثمة فريق اخر ينظر الى الأمر بمنظار مختلف، اذ يعتبر ان تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لن يؤدي الى اسقاط نظام شمولي لازال يتمتع بدعم الجيش والقوى الامنية المختلفة ، كما ان هذا الفريق لايرى في خلافات الاسد مع رامي مخلوف مؤشرا على سحب الطائفة العلوية الشرعية من بشار الاسد فالاسد سيبقى حائزا على شرعية الطائفة رغم الخلافات المذكورة . اما بشأن التقارير الروسية فيرى هذا الفريق ان هذه الانتقادات لم توجه الى النظام للاستناد اليها في استبدال رأس النظام ، بل لدفع النظام للقيام بسحب البساط من تحت كبار المسيطرين على الفعاليات الاقتصادية وجعلها تحت سيطرة الدولة للاستفادة منها في دعم خزينة الدولة. واخيرا يرى هذا الفريق أن الادارة الامريكية ليست لديها استراتيجية ترمي الى تغيير النظام وان العقوبات الاقتصادية لن تؤثر على النظام الذي سيتمكن من التعايش معها لأمد طويل .
وبعد استعراض كلا الرأيين المتعارضين يمكنني القول :ان النظام اصبح محصنا من السقوط بفعل المعارضة الداخلية بسبب قضاء النظام على معظم الفصائل التي كانت تحاربه قبل سنوات وسيطرته على معظم الاراضي التي كانت الفصائل المذكورة قد سيطرت عليها، وان النظام لازال يحظى بدعم قوي من قبل الجيش والقوى الامنية ومن المستبعد بسبب التركيبة المعروفة للجيش والقوى الأمنية قيامهما بالانقلاب على رأس النظام ، كما أن العقوبات ايضا لن تتمكن من تغيير النظام مهما كانت قوتها وشدتها ، كما ان امريكا وروسيا ليستا في وارد تغيير النظام ولم ولن يحصل اي اتفاق بينهما بهذا الصدد لاسباب عديدة . كذلك لايمكن اخراج الوجود الايراني في سوريا من معادلة اسقاط النظام ، والايرانيون ليسو مع اي اتفاق لتغيير النظام وسيحاربون اي محاولة لاسقاط النظام بفرض حدوثها .
نعم النظام يعاني من مشكلات عديدة ، لكن كل هذه المشكلات ليست كافية لاسقاط النظام مالم تكن هناك ادارة دولية حقيقية لتغييره بالقوة ، وهذه الارادة غير موجودة ولن تكون متوفرة في الأمد القريب لأسباب عديدة .
لكن بقاء النظام لايعني ابدا انه سيتمكن من فرض سلطته وارادته على جميع الاراضي السورية في وقت قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأمريكي يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح


.. طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول




.. سيفا الأمير عبد القادر المسروقان يعرقلان المصالحة بين الجزائ


.. صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تشعر بالإحباط الشديد إزاء وقف واشطن




.. مظاهرة مرتقبة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي بمدينة ما