الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرب نحن، أبانا الأرنب وأمنا النعامة

أماني محمد ناصر

2006 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


(1)

عرب ولا نخجل؟؟؟!!!
عرب وأيم الله أننا نخجل!!!
ضحكنا على حكوماتنا العربية، وضحكت حكوماتنا العربية علينا...
قالوا لنا:
- قاطعوا البضائع الأميركية أيتها الشعوب العربية، إنّهم بأموالكم يقتلون أطفالكم وشيوخكم ونساءكم...
- قاطعوا البضائع الدانمركية والنرويجية والفرنسية والسويدية، لقد أساؤوا إلى رسول الله الكريم (ص)...
فضحكنا عليهم وقاطعنا تلك البضائع الغذائية، وألبستهم، وعطورهم، وأبقارهم المدللة،... ولكننا ما زلنا نستورد بضائعهم السياسية، والفكرية، والعرقية، والطائفية، واللاتربوية، واللاأخلاقية... ثمّ ندفن رؤوسنا في التراب!!!

(2)
كالأغنام نحن... ممنوع علينا أن ننتقد، ممنوع علينا أن نفتح فمنا بكلمة واحدة ضدّ حكوماتنا العربية، ولنتحدّث كما نشاء عن باقي الحكومات، ممنوع علينا أن نتساءل من أين لفلان هذا وقد استلم البارحة منصباً ما، بينما نحن نفتش عن لقمة عيشنا منذ عشرات السنين وقد نجدها وقد نبات يوماً دون عشاء، قبل أن ندفن رؤوسنا في التراب!!!
بعض الحكومات العربية تدلّل نفسها، فترى أحدهم يشغل الحكومة والشعب بميلاد أحد أبنائها، أو بنجاحه في الابتدائية، أو بزواجه، أو حتى بطهوره!!!
بينما ترى الفرد فينا من الشعب يستدين المال (من اللي يسوى واللي ما يسواش) كي يستطيع أن يجلب قالب حلوى لابنه في عيد ميلاده... أو هدية بسيطة لزوجته في عيد زواجهما، أو لابنه في يوم نجاحه...
يذكّرني ذلك بما كتبه يوماً الشاعر نزار قباني:
"أما الأغنام العربية، فممنوع عليها أن تحتفل بعيد ميلادها، أو بعيد المعلّم، أو بعيد الأم، أو بعيد الشجرة...
إنّ العيد الوحيد الذي يُسمح للأغنام العربية بالاحتفال به هو (عيد الأضحى)"!!!

(3)

إخواننا في العراق وفلسطين يُقتلون، تُهدم منازلهم فوق رؤوسهم، يشرّدون، تنسف أجسادهم، ودماؤهم مراقة في كل مكان من أراضيهم...
احتُلّتِ العراق، وماذا فعل العرب؟؟ ماذا فعلوا؟؟
احتُلّ الطفل العراقي الرضيع، احتُلّ الشيخ الذي لا معين له إلاّ الله، احتُلّ الأب المسؤول عن أسرة بكاملها... وكل ذلك أمام أعيننا...
ولك يا عرب!!!
ولك حتى الزوجة العربية الطاهرة المخلصة احتُلّت من قِبل الأميركان وأتباعهم...
ولك يا عرب!!!
إخواننا في فلسطين والعراق، نساؤنا في فلسطين والعراق، أطفالنا في فلسطين والعراق يُقتلون، يشردون، يُنسفون ألف مرة أمام أعيننا...
إنهم يستغيثون بنا كل يوم أمام شاشات التلفاز، ومكبرات الصوت، وفي كوابيسنا وأحلامنا...
ولك أفيقوا يا عرب!!!
وماذا فعل العرب مع إخوانهم الفلسطينيين والعراقيين حينما استغاثوا بهم؟؟!!
غضبوا، ولعنوا، ونددوا، وهددوا، وشجبوا، وهربوا كالأرانب ثمّ دفنوا رؤوسهم في التراب!!!
نصحني أحد الزملاء حينما قرأ لي هذا المقال في إحدى المنتديات أن أستمع لشعبولا وأرقص على أنغام أغنيات حكيم... كي أنسى ثورة غضبي هذه... ففعلتُ ما نصحني به، اشتريتُ شريطاً لشعبولا واستمعتُ إليه، ومصادفة، وأنا أقلّب محطات التلفاز شاهدتُ أغنية "آه يا قلبي" لحكيم ودون تردّد فعلتُ ما نصحني به هذا الزميل، أي رقصت على أنغامها وبعد أن انتهيت من رقصتي تلك، شاهدتُ خبراً في المحطة ذاتها عن استشهاد العشرات من العراقيين على أيدي قوات الاحتلال الأمريكي، ففككتُ عقدة الشال الذي ربطّته على خصري وهربتُ كالأرنب ودفنتُ رأسي في التراب!!!
"هل عرب نحن؟؟
والله أنا في شك من بغداد إلى جدة"...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة