الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوضع في ليبيا

فوزي النوري
مناضل يساري تونسي

(Ennouri Fawzi)

2020 / 6 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


الصراع في ليبيا بين حكومة الوفاق و قوّات المشير خليفة حفتر يختزل صراعات قوى اقليميّة و دوليّة حول مصادر الطاقة و منافذ المتوسّط و حول الخارطة الجيو سياسية لمنطقة شنال افريقيا برمّتها.
في البداية لا بدّ في من استبعاد الطّرح الذي يعتبر تركيا لاعبا رئيسيا أو مستقلاّ خاصّة بعد التدخّل العسكري المباشر في ليبيا فهذا التدخّل تمّ على اثر اتفاق مع البريطانيين و الأمريكان و فيما يتعلّق بمسألة النفوذ المتعاظم لتركيا و رغبتها في احياء الارث العثماني فذلك في اعتقادي حجّة لتوحيد الحركات الاسلامية و دفعها نحو مشروع سياسي موّحد تجنّبا للصراعات داخلها كالذي حصل في سوريا بين جبهة النّصرة و تنظيم القاعدة و في الحقيقة تركيا التي انتكست بعد فشل مفاوضات الانضمام للاتحاد الأروبي و التي كانت البوّابة الحقيقية للعب دور في السياسة الدّولية لم يبق لها سوى أن تكون كما كانت دوما منصّة متقدّمة للدفاع عن المصالح الأمريكية " قاعدة أنجرليك" و حليفا استراتيجيا لاسرائيل " اتفاقية التعاون العسكري" و كلّ هذا لتأمين مصالحها و لكن ذلك لا يعني أنّ للأتراك قدرة على صناعة سياسات أو تمرير مشاريع كبرى.
الصراع في ليبيا مرشّح للتصعيد عسكريّا و لمزيد من التعقيد و ذلك لعدّة أسباب أبرزها التباين في المواقف داخل الاتحاد الأروبي باعتبار منطقة جنوب المتوسّط يفترض أن تكون تابعة للمجال الحيوي الأروبي في اطار تقاسم النفوذ حول العالم و لكن أمام تصدّعات هذا الاتحاد تسلّل البريطانيون عن طريق الاتراك و غيرهم لفرض أمر واقع هذا ما قد يؤدي الى تغيّرات كبرى في السياسة الدّولية بما فيها الموازنات العامّة.
روسيا " البوتينية" المتماسكة و الصلبة بعد استعادة جهاز المخابرات السيطرة على كامل مراكز النفوذ في الداخل و صعود ابنها البار لسدّة الحكم و رغبته الجامحة في استغلال تورّط الأمريكان في مستنقعات أفغانستان و العراق لاكتساح كلّ المساحات الممكنة و تأمين المصالح الروسية بما فيها التحكّم في التوازنات الطاقية و منع وصول أنابيب غاز أخرى لأروبا و منها المشروع القطري و في اعتقادي رغم حرص تركيا الأردوغانية على تقديم كلّ الضمانات للرّوس و كلّ التسهيلات فيما يتعلّق بالاستثمار داخل تركيا فذلك لن يكفي لأنّ المسألة تتعلّق بالطاقة الحيوية لروسيا و بمصالحها الاستراتيجيّة و بالتالي بأمتها القومي.
بالنسبة للدول المتاخمة لليبيا فالدّور الأبرز تلعبه مصر و التي تعتبر القضاء على الجماعات الاسلامية جزء من أمنها القومي و هي في قلب معركتها التي يخوض الجيش المصري منذ صعود السيسي لسدّة الحكم أمّا فيما يتعلّق بتونس فرغم الدّعم الذي قدّمته حركة النهضة منذ تسليم " البغدادي المحمودي" و المساندة السياسية و رغم الجماعات الارهابيّة التونسية التي قاتلت الى جانب ميليشيات السرّاج يبقى الدّور التونسي محدودا و ضعيفا .
لنعد الآن لما أفرزته التربة المحليّة في صراع حفتر و السرّاج فرغم سيطرة قوّات حفتر على الأرض باعتبار الفرق في القدرات القتالية لجيش نظامي و جماعات ارهابية و ميليشيات فإنّ خطر ذلك على المصالح الكبرى دفع بهم للتدخّل بشكل مباشر عن طريق الوكيل التركي ممّا أدّى الى احداث توازن جديد رغم اسناد سلاح الجو المصري لقوّات حفتر .
في البداية كانت معظم القوى الدّولية تفتح قنوات مع الطرفين لكن بعد صدور بعض المواقف عن حفتر و التي أكّدت اصطفافه في محور آخر " موقف حفتر من سوريا" و اقترابه من الكريملين هيّ التي عجّلت بالتدخّل المباشر لتركيا و من الأكيد أنّ التصدّعات الحاصلة في المحور الليبي الذي يقوده حفتر يدلّ على بعض الاختراقات التي قد تعقّد هذا الوضع المعقّد رغم أنّي أرى أن هذا الصدع لن يصمد أمام وحدة المصير و ثقل النسيج القبلي و أثره في الموقف السياسي.
و السؤال هنا الى أي مدى سيكون ثقل الرّوس في الساحة الليبية و إن كانت العناصر الموضوعية تدلّ على موقف متقدّم و لكن السياسة الدّولية أعقد من أن ترتبط ميكانكيا بالمصالح المباشرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة