الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى السادسة لسقوط الموصل

جلال الصباغ

2020 / 6 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


ست سنوات مرت منذ دخول داعش إلى مدينة الموصل، لتبدأ مرحلة جديدة تضاف لمسلسل العنف والإرهاب الذي ترافق مع إنشاء النظام الطائفي القومي الفاسد في العراق، فبعد الحرب الطائفية التي قادتها أطراف العملية السياسية ووكلائهم والسماح بإنشاء الجماعات الإرهابية والمليشيات المختلفة وإدخال الجماعات المتطرفة إلى البلاد عقب الاحتلال الأمريكي، في خطة تهدف للقضاء على الدولة وتحويل العراق إلى ساحة للنهب والعصابات وتصفية الحسابات، جاءت داعش لتضيف حلقة لمسلسل الرعب والموت المجاني.

ست سنوات مرت لتدشن مرحلة أخرى عنوانها تحكم المليشيات في القرار الأمني والسياسي، فبعد دخول مقاتلي داعش وسيطرتهم على معدات وأسلحة الأجهزة الأمنية التي لم تطلق ولا اطلاقة واحدة في مواجهة الإرهابيين، استغل رجال الدين الفرصة ليصدروا فتواهم بتأسيس المليشيات لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام والمحافظة على النظام ومصالحهم وسطوتهم التي باتت مهددة.

إن المأزق والأزمة المزمنة التي يعيشها النظام الذي أسسته الولايات المتحدة في العراق، ومع التغيرات الحاصلة في المنطقة، صار لزاما اختلاق الأزمات الواحدة تلو الأخرى، من اجل المحافظة عليه، لكن هذه الأزمات كلفت الكثير، فقد هجّرت ملايين الناس من مدنهم، ومن بقي منهم تحت هيمنة داعش، عاش تحت أسوء وأقذر نظام مر في تاريخ البشرية.

بين مطرقة داعش وسندان "القوات المحررة" قتل المئات ودفنوا في مقابر جماعية أو تحت أنقاض منازلهم، دون ان يلتفت إليهم احد، الرعب الذي عاشه سكان الموصل والانبار وصلاح الدين، سبب الكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية للناجين نتيجة المحرقة الكبرى، هذه المحرقة التي زج فيها شباب الوسط والجنوب وسكان هذه المناطق بمعركة من صنع أطراف الأزمة ذاتها، فجميع الحكومات في المنطقة والقوى الرأسمالية العالمية استغلت داعش لتصفية الحسابات ابتدءا بالحكومة في العراق إلى سوريا وإيران وتركيا والولايات المتحدة وروسيا وغيرهم، الجميع مستفيدون، اما الخاسرون فهم المواطنين الذين دفعوا حياتهم في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
الجميع يعلم من سمح لداعش بالوصول إلى سجون أبو غريب والتاجي وتحرير مقاتليهم، قبيل سيطرتهم على المناطق الغربية، والجميع يعلم من أعطى الأوامر للقوات الأمنية بالانسحاب دون أية مواجهة في الموصل وصلاح الدين والانبار، إنها حكومة المالكي التي كانت شريكة في كل الجرائم التي حصلت في هذه المناطق، وتحت أنظار ورعاية الطيران الأمريكي والدولي تتجول ارتال داعش بين العراق وسوريا بكل أريحية ولم تتخذ بحقها اية إجراءات، حتى عندما كان يُقتل الايزيدين ونأخذ النساء والأطفال كسبايا وغنائم حرب.
رغم مرور ست سنوات على اجتياح داعش للموصل وبقية المدن في المنطقة الغربية وهزيمته لاحقا، إلا إن شبحه لا يزال قائما ويهدد بالعودة مع كل اختلاف أو أزمة بين أطراف الأزمة، فهو ينشط بين الحين والأخر بحسب المعطيات ورغبة طرف ما بالضغط على الطرف الأخر.
بالتأكيد داعش لن تكون الحلقة الأخيرة من مسلسل الحروب والكوارث التي مرت وتمر على المنطقة، ما لم تكن الجماهير هي من تستلم زمام السلطة وتطرد كل المخططات المشبوهة والحروب بالوكالة التي ينفذها وكلاء الأنظمة البرجوازية العالمية والإقليمية، وبوادر ذلك ومعطياته موجودة بقوة اليوم من خلال الانتفاضات في العراق وإيران ولبنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف