الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فايروس الكورونا.. والأقليات العرقية في بريطانيا

عامر هشام الصفّار

2020 / 6 / 15
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


لن تكون هناك حقائق في العلم دون دراسة وأرقام وأحصائيات تدعم الفرضيات لتكون أمام الناس حقائق علم لا يمكن التشكيك فيها. وقد لوحظ ومنذ بداية أزمة تفشي وباء الكورونا في بريطانيا وبدء الجهات الصحية المختصة بنشر أرقام الأصابات والوفيات أن ذوي البشرة السوداء والأقليات الأخرى في بريطانيا أنما هم أكثر عرضة للأصابة بالفايروس أو للأصابة بمضاعفاته والوفاة بسببه.. ومن الملاحظات الأولى التي أصبحت حقائق بعد ذلك أن الكبر في السن هو عامل خطورة للأصابة بالفايروس، فالذين تجاوزت أعمارهم الثمانين عاما أنما هم 70 مرة أكثر عرضة للوفاة ممن هم أصغر عمرا عند الأصابة بالفايروس. كما أن هذا الفايروس يميت الذكور أكثر من الأناث، كما أنه يغزو أجسام الفقراء أكثر ويصيب ويميت من الأقليات ومن ذوي البشرة السمراء أو السوداء أكثر.. والأحصائية التي خرجت قبل أيام معدودات بتقرير حكومي رسمي درست حالات الأصابة الخطيرة بالفايروس في مستشفيات بريطانيا.. ولم تدرس الحالات المرضية التي قد تكون مزمنة عند بعض المصابين بالكورونا.. ولكنها درست وفصلّت في جنس المرضى وأعمارهم وعرقهم ومناطق سكنهم ومستوى معيشتهم...
ومن المعروف أنه أذا قلّت حالات الأصابة بالمرض بعد كل هذه الأسابيع من بدء أنتشار الوباء، فلابد من التركيز على ما جرى، ودراسة مجاميع الناس الذين تأثروا أكثر من غيرهم بالمرض.. وذلك لحمايتهم في حالة حصول موجة وبائية ثانية.
وعودة الى تقرير الحكومة فأننا سنقرأ أن البنغلاديشين هم أكثر عرضة في بريطانيا للأصابة والوفاة جراء الكورونا وبمعدل الضعف مما هو الحال عند غيرهم، في حين أزدادت النسبة هذه للأصابة والوفاة الى ما بين 10-50% عند الصينيين والهنود والباكستانيين والأسيويين الأخرين وبين الذين هم من منطقة الكاريبي وغيرهم من ذوي البشرة السوداء في بريطانيا.. ولم تأخذ هذه الأحصائيات موضوع طبيعة المهنة والسمنة والمعاناة من أمراض أخرى بالنسبة للأشخاص المصابين بالفايروس. ولعل دراسة تفصيلية أخرى ستنتبه لهذا الموضوع لعلاقته بالنتائج..
وعند المقارنة بحالات الوفيات في سنوات ماضية ووفيات الحاضر جراء الكورونا، نجد أن هناك زيادة كبيرة في الأرقام وخاصة بين الذين لم يولدوا في داخل بريطانيا أوأيرلندا.. ولعل الزيادة في عدد الوفيات كانت واضحة أكثر عند الناس المولودين في غرب ووسط أفريقيا وفي منطقة الكاريبي وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط أضافة الى جنوب وشرق أفريقيا.
وقد أطلعت مؤخرا على التوصيات التي جاء بها تقرير ملحق لم ينشر مع التقرير الأصلي.. حيث جاءت هذه التوصيات من خلال المناقشة والحوار البنّاء مع 4000 جهة مسؤولة في بريطانيا للحد من مضاعفات مرض الكورونا على ذوي البشرة السوداء والأقليات في البلاد..ويبقى التحدي القائم اليوم يدور عن كيفية تطبيق هذه التوصيات وعن السقف الزمني لتفعيلها على أرض الواقع... من هذه التوصيات:
.توجيه نصيحة مباشرة تستهدف الأقليات بالذات في البلاد حول الوقاية من فايروس الكورونا.
.على الحكومة الأسراع في جهودها في العمل على تطوير الرعاية الصحية للأقليات في حالة أنتشار الوباء مجددا.
.لابد من تقييم خطورة العاملين في الصحة ومجالات العمل الأخرى من الأقليات.. وهذا التقييم يكون مثلا على شكل ملأ أستمارة تقدير خطورة شخصية، مأخوذا بنظر الأعتبار عامل العرق وعوامل أخرى ذات علاقة.. على أن تتخذ الدوائر المعنية أجراءاتها بهذا الخصوص وتحافظ على قوتها العاملة من الأقليات من التعرض مباشرة لمصادر العدوى.. ويخص ذلك أكثر ما يخص العاملين في مجالات العمل التي تجعلهم على تماس مباشر مع رشقات الفايروس من قبل المصابين الآخرين به..
.جمع وتحليل معلومات احصائية كافية بخصوص عرق المريض المصاب بالكورونا.. فمما يذكر أن عرق المتوفي لا يسجل في شهادة وفاة المتوفين في بريطانيا مما يجعل جمع المعلومة في هذا المجال صعبا بعض الشيء..
هذا ويتم هذه الأيام تشكيل لجنة خاصة تابعة لرئاسة الوزراء البريطانية يكون واجبها متابعة التمييز وعدم االمساواة بين المواطنين في مجالات الحياة المختلفة ومنها المجال الصحي والتعليمي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن