الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا المباحثات مع أمريكا في هذه الظروف بالذات؟

احمد حامد قادر

2020 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


و يمکن صياغة السؤال بهذا الشكل أيضا. لماذا هذه المحادثات في عهد هذه الوزارة بالذات؟!
كما هو معلوم ان وزارة الكاظمي تواجهها عدة مشاكل مستعصية. ابتداءا من تأخير إقرار الميزانية التي أربكت الوضع المالي و خلقت صعوبات تعرقل مسيرة الحكومة. و كذلك الازمة الاقتصادية التي انتجتها انخفاض أسعار النفط ووارداتها التي هي المصدر الأساسي لمالية و ميزانية الدولة العراقية. وتأتي بعدهما التحركات المستجدة لعصبات (داعش) التي آخذة بالتوسع و التشدد و التي ترمي الى انهاك القوات المسلحة العراقية و تكلف الدولة مصاريف باهظة.
وأخيرا و ليس آخرا انتشار فايروس كورونا بهذه السرعة المخيفة و التي هي الأخرى تكلف الدولة مصاريف وأعباء من الصعب جدا تحملها الحكومة بوضعها الحالي. تضاف الى كل ذلك الصراعات الطائفية الداخلية و تكتلاتها و المشاكل العالقة بين بغداد و أربيل. و أخيرا المطالبات و الأهداف التي أدت الى حدوث الحراك الجماهيري و الاعتصامات و المواجهات مع القوات الأمنية و العصابات المعادية لها و أودت بحياة المئات و جرح الالاف و خطف العشرات. تلك المطاليب التي كان المتوقع ان تكون في أولويات مهام الحكومة و منها الكشف عن الجهات التي قتلت و جرحت و اختطفت المتظاهرين أولا و حل البرلمان و أجراء انتخابات مبكرة ثانيا.
من الغرابة جدا, و مثيرة للتعجب أن تضع الجهات المعنية ـ العراقية و الامريكية مسألة المباحثات بصدد مصير الاتفاقية الاستراتيجية السابقة و جعلها المهمة الأهم و الأولى من مهام هذه الحكومة. فهل هي حقا المشكلة الأولى و الأهم؟ و لماذا اثارتها في هذا الظرف الصعب و في عهد هذه الحكومة بالذات؟! انها مسألة تستدعي التوقف عندها و التفكير مليا في أسبابها. ففي العراق هناك أطراف لها قوتها و مكانتها طالبت و تطالب بالانسحاب الكامل لكافة القوات الأجنبية و الامريكية بالأخص من العراق و تساند هذه الأطراف قوى خارجية لها مصالحها الخاصة في العراق و في صراع حاد مع الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة بأكملها.
اما الولايات المتحدة الامريكية التي اتخذت من وجود (داعش) و العصابات الإرهابية المتحالفة معها ذريعة لتثبيت سيطرتها العسكرية في المنطقة بصورة عامة و العراق بصورة خاصة. تريد تصيغ هذه الاتفاقية بصيغ جديدة. بل و باتفاقات متنوعة أخرى بحيث تخلو من طابعها التسلطي و تحافظ على محتواها الجوهري. لأنها لن تتخلى عن وجودها في العراق بأي حال من الأحوال اقتصاديا و أمنيا على أقل التقدير.
أما عن اختيار هذا الظرف الدقيق, فذلك لأنها تدرك مدى حاجة العراق للدعم العسكري و الاقتصادي. الامر الذي يضعف موقع العراق في هذه المباحثات. هذا و يظهر بان حكومة أمريكا تقدر بأن الحكومة الحالية و ما تحيط بها من المشاكل التي ذكرتها تجعلها أكثر استعدادا من غيرها لحلحلة هذه المشكلة المزمنة... و تمريرها بسهولة..
الا ان الريح لا تجري كما تشتهي السفن / كما يقال ففي العراق أضافة للفئات الطائفية التي ذكرتها هناك قوى وطنية و ديمقراطية لا تقبل بأى تسلط أجنبي [ أمريكى و غير أمريكي] في العراق ومن المؤكد بأن أي خلل في المباحثات من شأنه أن يضر باستقلال و سيادة العراق سوف يؤدي الى نهوض جماهيرى قوي واسع و لن تقبل بأية حكومة ترضخ بهذا الشكل أو ذاك للسيطرة الأجنبية , و سوف نرى...
هذا و ان المباحثات الحالية مع الولايات المتحدة الامريكية تذكرنا بموقف الحكومة البريطانية. بشأن معاهدة 1930 التي كان الغاءها قد أصبح مطلبا جماهيريا في أواخر سنة 947 . حيث أرادت مع السلطات العراقية (حكومة صالح جبر) أن تبدلها بالمعاهدة (بورتسموث) و بصيغ جديدة تبلى العراق أكثر و أكثر و تربطها بصورة أوثق مع عجلة الاستعمار البريطاني..
الا ان جماهير وثبة كانون الثاني لعام 948 قد أحبطت بقوة و بسرعة فائقتين تلك المحاولة الاستعمارية فأسقطت المعاهدة الجديدة و من كان وراءها آنذاك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد