الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المستعمرة الإسرائيلية - تل ترامب- في الجولان السوري

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


للتذكير ، أن الدولة الفرنسية أطلقت في سنة 1830 سيرورة استعمارية استيطانية في الجزائر تضمنت فصولا رهيبة في شرذمة المجتمع فسلبت الممتلكات وأحرق المقاومون في المغاور و ارتكبت المجاز ضد السكان الأصليين تفزيعا و إبعادا عن مزارعهم .
استحضرت ما علمته عن المسألة الجزائرية لما تبطن من قواسم مشتركة مع نظيرتها الفلسطينية. و لكني لست في صدد المقارنة بين المسألتين و إنما سأحاول تسليط الضوء على بعض تجليات استخدام الدين في المنهجية التي اتبعت في سيرورة الاستعمار الاستيطاني في البلدين .
من المعروف أن الحكومة الفرنسية أصدرت في سنة 1870 قانونا عرف باسم وزير العدل فيها Crémieux ) ) قضى بإعطاء الجزائريين اليهود الحقوق المدنية كافة بالإضافة إلى منحهم الجنسية الفرنسية . من البديهي أن هذا الأجراء هو فعل تمييز بين السكان الأصليين على أساس الدين . فليس من حاجة هنا إلى إطالة في الكلام لكي نتخيّل انعكاس هذا القانون في المجتمع الجزائري الذي كان يعاني من التمييز العنصري من جانب سلطات الاستعمار ، ناهيك من أنه ابتداع نموذج للخيانة !
ما يحملني في الحقيقة على الاستشهاد بهذا المعطى المثبت من تاريخ الجزائر ، هو أن الحركة الصهيونية نجحت في اجتذاب اليهود في جميع البلدان العربية إلى فلسطين بينما كانت هذه البلاد تحت الانتداب البريطاني ، حيث أعطيوا " الحقوق المدنية كافة بالإضافة إلى منحهم الجنسية الاسرائيلية " وصولا إلى نتيجة مماثلة لقانون Crémieux . لا شك في أن هذه العملية ساهمت في وضع دعامة أساس من دعائم المشروع الاستعماري في فلسطين حيث أضفت على مسألة معاصرة ، صفة المُشكل القديم للصراع الديني الطبيعي الذي نشأ في شبه جزيرة العرب بين الدعوة المحمدية الجديدة من جهة وبين الديانات القديمة من جهة ثانية .
تقود مداورة هذه المسألة في الذهن إلى خلاصة مفادها أنه أمكن استخدام الدين اليهودي في الجزائر كما في غالبية البلدان المسماة عربية كوسيلة لتبرير التعاون مع المستعمر ، و في تشجيع بعض الناس على سلوك هذا النهج . و لا نجازف بالقول أن الديانة اليهودية لا تتفرد بهذه الميزة في هذا الزمان عن الديانات الأخرى . تكشّف ذلك بوضوح في لبنان اثناء الغزو الإسرائيلي في سنوات 1980 و في المرحلة التمهيدية له أيضا . وكان ظاهرا عيانا في العراق من خلال مجلس الحكم الذي ترأسه الحاكم السامي الأميركي بريمر. أما عما يجري في سورية منذ عقد ونيف ، فحدث و لا حرج ، فقد أباحت جماعات الإخوان المسلمين لنفسها و تلك التي تفرعت عنها تحت مسميات اختلفت باختلاف أسماء خلفائها و قضاتها ، التعاون مع دول الثلاثي الغربي ، الولايات المتحدة الأميركية ، فرنسا و بريطانيا و مع تركيا و إسرائيل !
الجدير بالملاحظة هنا أن القناع الديني ساهم كثيرا في حجب الدور الأساس الذي أداه و ما يزال الثلاثي الغربي المشار إليه في سيرورة استعمار إسرائيل منذ انطلاقتها في نهاية القرن التاسع عشر . الأمر الذي سمح لدول هذا الثلاثي في الوقت نفسه بدعم إسرائيل في حروبها التوسيعية و بالقيام بمساع للوساطة بينها و بين خصومها في الدول المجاورة .
و ليس أدل على ذلك من الحديث و المناورات الجارية في سياق تحقيق " وعد بلفور " جديد يسمونه "صفقة القرن " تلازم الإعلان عنه بتغريم المملكة السعودية بضعة مئات من مليارات الدولارات و باعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس شرقها و غربها ، عاصمة موحدة لإسرائيل و بالضفة الغربية أرضا إسرائيلية مثل هضبة الجولان السورية ، وباحتلال الجزيرة السورية التي تعتبرها الحركة الصهيونية جزءا من أرض الميعاد بين النيل و الفرات !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال


.. عبر الخريطة التفاعلية.. تحركات عسكرية لفصائل المقاومة في قطا




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس


.. قصف إسرائيلي على حي الصبرة جنوب مدنية غزة يخلف شهداء وجرحى




.. مظاهرة في العالصمة الأردنية عمان تنديدا باستمرار حرب إسرائيل