الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعي الشعوب من وعي الأمم!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


شعوب وباء كرورنا، هي مجمل شعوب العالم، منها العالم الحر المتمدن، ومنها العالم المتخلف، وبين العالمين عوالم رمادية أخرى، بين التحرر والجهل، فواصل ونقاط تربطها، وفي كل هذه العوالم، الجامع والمفرق هو الوعي، ثمة شعوب واعية وأخرى شبه واعية، وثالثة جاهلة، وبالطبع الأنظمة لا تختلف عن شعوبها إلا في بعض التفاصيل الثانوية، فغالباً ما تكون حالة الشعوب من حالة الدولة... ولهذا اتوقف اليوم عند ارتفاع أرقام الإصابات والوفيات بالعالم العربي خاصة ولا تريد تلك الأرقام تنحدر منذ شهور، نقيض العالم الأوروبي الذي شهد انحسارًا رغم معاناته القاسية والمميتة مع الوباء، لكن نسبة الوعي والاغلاق التام كان لهما الدور البارز في وقف التصعيد الكورني...العلامة الفارقة في المسألة برمتها هي الوعي...سواء لدى الشعوب أو لدى الأمم، فلا يمكن فصل وعي الشعوب عن وعي دولها!!
كنت كتبت مقالة في هذا المجال قبل وقت طويل نسبيًا وكان وضع الإصابات والوفيات أقل من اليوم غير أن الوضع الآن أسوء... وخاصة بعد قراءة الأرقام المخيفة ... ورؤية اسبانيابالمقابل تتعافى.
القول بأن الاعتماد على الوعي العام، وعي الشعوب، يصطدم بالأرقام المتزايدة، لنكن صريحين، ونواجه الحقيقة لأجل السلامة العامة، لقد اعتمدتشخصيًا موقف قبل فترة بعدم الخوض في الحديث عن كورونا لسبب ما، وقد التزمتُ بذلك تقريبًا حتى اليوم حين توقفتُ وتأملتُ الوضع وقارنت بين الأرقام من حولي، وأذهلني أن دولة مثل اسبانيا كانت قبل شهرين رقم الوفيات فيها فاق 800 وفاة باليوم أصبح الرقم الآن 0 والسبب الإغلاق التام الذي اتخذته الدولة لفترة محدودة وأثبت جدواه، مثل الدواء المر الذي لابد منه لتقصير فترة المرض.
لنواجه الواقع ونعترف بأن الاعتماد على الوعي العام قد خيب ظننا، ويكفي نظرة يومية إلى الشوارع والمجمعات محلات الخياطة النسائية والرجالية، إلى كل مكان مفتوح أصبح الناس وجودهم ويا للغرابة، أكثر من ذي قبل كورونا وكأن هناك تحدي بينهم وبين الوباء، من يرى ويقرأ ويسمع البعض يتحدث في وسائل التواصل الاجتماعي عن الوعي ويدعو للالتزام بالإجراءات والارشادات يظن أن المجتمع كله مؤمن بهذا التوجيه، ثم يرى الشوارع والمجمعات والمتاجر وكل ما كان مفتوح قبل الوباء أصبح مكان ارتياد...أذن أين المجتمع الواعي؟!
هل نريد أن نصل إلى حالة نعلن خلالها انهيار نظامنا الصحي؟ إذن لابد من إعادة النظر في موضوع الاعتماد على وعي الناس واتخاذ إجراءات مؤلمة لفترة قصيرة خير من المعاناة لفترة طويلة وهذا ما حدث لنا اليوم، فبدلًا من التفاؤل بهبوط الأرقام نرى العكس والسبب ليس في ضعف النظام الصحي، بل في نظام الوعي وفي سياسة الفتح السريعة التي لم يفهم الناس للأسف القصد منها فاستخدموها بعكس المقصود وتوجهوا بدلاً من مواجهة الوباء إلى التعايش معه وهذا خطأ فادح لا أعرف من بدأ فيه حتى لو كانت منظمة الصحة العالمية، والبرهان أن دول مثل اسبانيا والأردن تخلصوا بسرعة من الأرقام المهولة بسبب سياسة مؤلمة ولكنها سرعت بالنتيجة وقد أدى هذا الاجراء إلى الفتح التدريجي في اسبانيا بعد تحقق نتائج ذات جدوى؟
علينا أن نواجه أنفسنا بكل وضوح وصراحة، لابد من تغيير خريطة مواجهة الوباء بسرعة قبل أن يتعرض نظامنا الصحي للانهيار، وهذا يتطلب مكاشفة ومواجهة واعتراف ثم اجراء حاسم ولو لمدة قصيرة، خير من استنزاف لموارنا بالصورة الحالية، لن أدخل في تفاصيل الاجراء الذي يجب أن يُتخذ بسرعة، هذا منوطبالحكومة ولكن حان الوقت للاعتراف بضرورة هذا الإجراء أي يكن...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟