الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-هَل سيأخذنا قرار ضمّ الضفة إلى مزيد مِن التطبيع أم إلى حرب جديدة مع العدو المُغتصب -

ازهر عبدالله طوالبه

2020 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إنّ أولى خُطوات التّسليم بفرَض السيادية الصّهيونية على الأراضي الفلسطينية، هي القُبول والخُضوع للإملاءات الصّهيونية، وللأسَف، أنّ كُل ما يجري في السّاحةِ العربية، وبجميع الدّول العربية، دونَ إستثناء، يُشير إلى أنّ حالة الخضوع والخُنوع لما تُقدّمه الحكومة الصّهيونية مِن إملاءات، قدِ إزدادَ الإستسلام لها بشكلٍ كبيرٍ وملحوظ في الفترة الأخيرة، والسبب في ذلك أنّهُ لَم يتِم الثورة عليه في وقتٍ كانَت ترتفِع فيه الأصوات، وتُرسَل به التهديدات البالية، ولا حتى التصدّي لها ولو لمرةٍ واحدة على أقلّ تقدير . فكُل ما سمعناهُ وما نسمعه وما سنسّمعهُ في قادمِ الأيامِ مِن خطابات ونقرأه مِن مقالات ؛ لا ولَن يتجاوز حدود التّعبير اللغوي، أو الإستعطافي والشّعبويّ الذي من الصّعب أن يخرج عنِ السّطر المرسوم لهُ، أي لَم يخُرج إلّا مِن بُندقيّة " الإنشاء" التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم مِن ضعفٍ وهوان..

وفيما يتعلّق بالأُردن على وجّه الخصوص، وهي الدولة التي تمتَد حدودياً مع الكيان الغاصِب، لأكثر من 600 كم، قَد بدأنا نرى بالفترة الأخيرة، ظهوراً كبيراً لبعض ملفات القضيّة الفلسطينية الثمانية المُرتبطة بشكلٍ كبير، أو إن صح التعبير، بشكلٍ مُشترَك مع الأردن على الساحةِ السياسية، فمِن هذه الملفات التي بدأت تدخلُ نفقاً مُظلماً هي ( الحدود، الأمن، الماء)، ولربّما ملَف الماء لَم يكُن بتلكَ القوة التي يتمتّع بها الملفّين الباقيين ؛ لأنّه تابِع وليسَ مُتّبَع، على عكسِ الملفّين الآخرين، مَع إيماني المُطلَق بأنّ أسرائيل تأخذهُ سلاحاً كبيراً لها، فإبمكانها أن تُغلِق صنبورَ أو محبَس الماء الذي يُغذّي دولةً تعداد سُكانها يفوق التّسعة ملايين نسمة، لكنّها تؤمن بأنّه ليسَ مِن مصلحتها أن تستخدِم هذا السّلاح في مثل هذا الوقت، وما "الغُمّر والباقورة " إلّا خير دليل على تعامِل إسرائيل السياسي في مثلِ هذه الظروف الصّعبة، فمالصلحة تقّتَضي التثبّث إلى حدٍّ كبير بملفّي الأمن والحدود، والحدود على وجّه التّفضيل ؛ لأنّه سيسّمَح لها بأن تضيقّ الخِناق على الدول العربيّة الأخرى - طبعا كشعوب، وليس كقيادات- التي ستكون مجاورة حدودياً وليس سياسياً فقَط، وما قضيّة ضمّ الأغوار التي تُثير العالمَ ككُل، وليس العالم العربيّ فقط، إلا إستدارج كبير للموافقةِ على المخططات الصهيونية القادمة، كما كانَ إعتراف الولايات المُتحدة، بأنّ القُدس، هي عاصمة لإسرائيل، والتي تبعها تهديدات وتلّعينات وطعنات مِن قبلَ الحكّام، والتي لَم تُقدّم شيئاً يُذكر للقضيّة، ولَم توقّف أيضا قرار الإعتراف من الرجلِ الأشقر الذي يقوم بدورِ المُهرّج السياسي .

وفي ظلّ ما يحصُل مِن تفكيك للدولة الأردنية من الداخل من خلال بعضِ المُرتزقة وعبّاد المنصب والدولار، الذين يُتاجرونَ بخيراتِ ومقدّرات البلاد، والذين يديرونَ شؤون البلاد والعباد (مخطّطات مُمنهجة، إفقار، بيع مؤسسات دولة بالكامل ، خصخصة، بيع مؤسسات وطنية بأسعار رخيصة كرخص البائع ) .. في ظلِّ هذا كُلّه، لا بُدّ مِن أن يطرحَ كُلّ واحدٍ منّا على نفسهِ سؤال عقّلاني ومُتّزن، يخلو مِن حروف العواطِف، ومِن شدّات المحبّة المُهلكة، وتُضاجعهُ الشفافيّة على الملأ بعد أن كنّا نخجل، بل نخاف مِن ظهورها ..

ما دامَ سياسة تجّهيل الشّعب في قضاياه المصيريّة ما زالت قائمة، وعمليّات زجّ الشّعب في معاركِ توفير قوتَ يومهِ فقط، فما هي المقوّمات التي تملِكها الدولة الأردنية والتي تمكّنها مِن كبّح جِماح الدولة اليهودية الصّهيونية ؟!


وأخيراً وليسَ آخراً، لا بُدّ مِن توجيهِ سؤالينِ لجميع حُكام العرَب الذينَ لا يوفّرونَ جهداً لموالاةِ إسرائيل، والذين ما زالوا يظنّونَ أنّ شعوبهم ما زالت مُغيّبة عن هذه القضيّة التي هي تمثّل مُصير أمّة بأكملها :

متى ستعونَ بأنّ الشعوب باتَت أكثر وعياً ممّا تعتقدون، وأنّ هذه القضيّة كانت وما زالت وستبّقى أولى إهتماماتهم في هذه الحياة ؟!
ومتى ستعونَ بأنّهُ من السّهلِ أن تُضحّي بكُم شعوبكم، في حال تعلّق الأمر بالأوطان وسيادتها ؟!

فالأفضل لكُم في مثلِ هذه الأوقات أن تكونوا مع شعوبكم، وليّس العكس، فهُم الضمانة الوحيدة للبقاء على عروشِكم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع