الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية والمجتمع

نبيل محمود والى

2006 / 7 / 11
ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع


لابد وأن نعترف إبتداءا بوجود خلاف حقيقي وجوهري بين المجتمعات المتمدنة ومجتمعاتنا العربية فلأن الأول كان بعيدا جغرافيا عن التأثير المباشر للرسالات السماوية فإن الثاني كونه أرض الرسالات ومهبط الوحي الإلهي أضفى على تلك المجتمعات ارتباطا وثيقا وشديدا بالدين في كل موروثاتها وبالتالي فإن الثقافات الدينية سواء منها الصحيحة أو المغلوطة المتطرف منها أو الوسطى هي السائدة.. وعرفت مجتمعاتنا العديد من الشعارات الدينية المطلقة دون برنامج محدد أو خطة علمية واضحة مثل الإسلام هو الحل في منظومة ما يسمى بالإسلام السياسي هذا من ناحية ..

ومن ناحية أخرى فالمسلمون في مجتمعاتنا العربية عبر تاريخهم الطويل وتحديدا منذ عام 40 للهجرة لم يحكمهم حاكم واحد يمكن تبرئته من تهمة الاستبداد السياسي .. فإن الاستبداد الساسى في الإسلام قد زاد من رقعة التخلف في مجتمعاتنا العربية وأتساع الفجوة الحضارية بين مجتمعاتنا خاصة والغرب بصفة عامة .. وبالتالي فإن الفكر والتطبيق العلماني في المجتمعات العربية يواجه تحديا داخليا وخارجيا عظيم الشأن على الرغم من القفزات المتواضعة التي تحققت إلى اليوم .. والثورة الصناعية الكبرى في عالمنا العربي هي أحد الوسائل الهامة وعلى مدى عقودا طويلة قادمة للتحول إلى العلمانية كفكر راسخ ومنهج مفهوم ومقبول في المجتمعات العربية ..

ومن ناحية ثالثة فإن الفكر الماركسي واليساري كأحد أهم رموز العلمانية العالمية وعلى الرغم من تجاربه ومعاركه العديدة ومخزون ثقافته العريضة في المنطقة العربية منذ أكثر من قرن من الزمان لم يتمكن من تحقيق تقدم هام وملموس في حياة المجتمعات العربية وتحويلها إلى مجتمعات علمانية نتيجة لاصطدامه بالموروثات الدينية وبالاستبداد الذي مارسته العديد من الأنظمة العربية التي اتخذت من اليسار و الشيوعية أحيانا حصان طروادة لتحقيق استيلاؤها على السلطة والاستمرار على مقاعد الحكم وهذا بالطبع بخلاف البون الشاسع بين النظرية والتطبيق ..

تركيا هي الدولة الإسلامية الوحيدة في المنطقة باستثناء إسرائيل التي تحاول جاهدة إرساء قواعد الفكر العلماني في المجتمع وفصل الدين عن الدولة ولقد حققت نجاحا متقدما كثيرا في نواحي عديدة في المجتمع وتسعى جاهدة للانضمام للسوق الأوروبية المشتركة بعيدا عن الشعارات الدينية مما سيساعد هذا المجتمع التركي كثيرا في صبغ المجتمع بأكمله بالفكر العلماني .. ولكن يجب أن لا ننسى أن تركيا لها تاريخ طويل عريق محليا وإقليميا وعالميا في خلافة الدولة العثمانية التي كانت أكبر قوة عظمى يوما ما تحتل بقع كثيرة من العالم باسم الفتوحات ودولة الخلافة الإسلامية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولكسفاغن على خطى كوداك؟| الأخبار


.. هل ينجح الرئيس الأميركي القادم في إنهاء حروب العالم؟ | #بزنس




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش الخسائر التي تكبدها الجيش خلال الحر


.. نافذة من أمريكا.. أيام قليلة قبل تحديد هوية الساكن الجديد لل




.. مواجهة قوية في قرعة ربع نهائي كأس الرابطة الإنكليزية