الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار الاستراتيجي.. لمصلحة من؟!

نزار عبد الاخوة التميمي

2020 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بدأت جلسات الحوار العراقي الامريكي المنتظرة والتي ممكن ان يعقد عليها الشعب العراقي بعض الآمال ولو كانت ضئيلة, لكن ووفق ماتم نشرة عبر وسائل الاعلام الحكومية والرسمية وغير الرسمية فإن النتائج الاولية لهذا الحوار هي اقل من العادية.. لا ننسى ان مايقوم به الجانبان العراقي والأمريكي هو مجرد حوار وليس بمفاوضات والفرق بين الحوار والمفاوضات هو ان الأول لاتترتب عليه التزامات من خلال ما يتم التوصل اليه من نتائج وفي اغلب الأحيان يكون غير ملزم لأي طرف وعلى العكس من ذلك فإن المفاوضات تتمخض عنها نتائج تكون ملزمة لجميع الأطراف وفق بنود محددة وثابتة وذات اطار زمني.
الجولة الأولى للحوار وحسب ما تابعناه في وسائل الإعلام فقد خرج الطرفين متفقين على تقليل تواجد عديد القوات الامريكية في العراق وعدم وجود قواعد ثابتة وهذا كله بالطبع يأتي بناءاً على تصويت البرلمان العراقي على اخراج القوات الأمريكية وكلنا نعلم بأن قرار إخراج القوات الأمريكية اتى من خلال ضغوط ايرانية على الأحزاب الرئيسية في العراق.. السؤال هنا: لمصلحة من سيتم خفض القوات الأمريكية في العراق؟ وهل للعراق مصلحة في هذا؟ اذا ما علمنا بأن داعش الإرهابي بدأ بنشاطه في بعض المناطق المعينة في غرب العراق وبغداد وكذلك لا اعتقد ان من مصلحة الحكومة الجديدة ان تحاور الجانب الأمريكي على الإنسحاب.
الفائدة الكبيرة تكمن في تعزيز الوجود الإيراني وزيادة نفوذه من خلال المليشيات الموجودة في السلطة والبرلمان كذلك.
لنذكر قليلاً ماهي الجوانب الإيجابية لإيران من نتائج هذا الحوار..
1. زيادة وتعزيز النفوذ الإيراني وترك الساحة خالية تماماً لأذرع إيران.
2. زيادة حجم التبادل التجاري والإقتصادي وهذا بالتأكيد ينعكس ايجاباً على الإقتصاد الإيراني ويؤثر سلباً على نشاط الإنتاج المحلي العراقي والصناعة المحلية.
3. زيادة في هجمات وإعتداءات داعش الإرهابي على بعض القرى والمناطق في بعض المحافظات مما يساهم ايجاباً على استمرار تدفق السلاح الى المليشيات من ايران.
4. بالتأكيد سيكون الباب مشرعاً للتأثير السياسي والإقتصادي على الساسة العراقيين والواقع العراقي.
كما لاننسى انه في يوم تشكيل الحكومة العراقية والتصويت عليها كان الوفد الإيراني موجود في بغداد في ذلك اليوم.
كانت كلمة رئيس الوزراء بعد نهاية الجولة الأولى من الحوار مع الجانب الأمريكي تصب جميعها على ما هدف اليه الإجتماع وما تمخض عنه من نقاط تم الاجماع عليها، وطبعا انا من المتفائلين بسلوك وشخصية السيد مصطفى الكاظمي، لكن علينا ان لا ننسى انه اتى من رحم الاحزاب الحاكمة ونفس الكتل الفاسدة، فقد تطرق الى ارسال خبراء اقتصاديين من قبل الجانب الأمريكي وخبراء فنيين ..الخ مما تم الاتفاق عليه ولكن اشار الى ان ستراتيجية الجانب العراقي في الحوار كانت مستندة على ( رأي المرجعية ) ومصلحة وسيادة البلد، اعتقد يا سيادة رئيس الوزراء ان المرجعية ليست طرفا في الحوار ولاهي سلطة تشريعية او قضائية او شعبية حتى لكي تعتمد رأيها في الحوار او ان تتطرق في كلمتك الى اتباع نصائح المرجعية، فإن كنت من المستقلين فيجب عليك ان تكون مستقل ومهني في خطابك وان تبعد المؤسسة الدينية عن الحوارات الاستراتيجية والتي ممكن ان تحدد مصير البلد هذا من ناحية ومن ناحية ثانية لماذا اهملت الاستناد الى الدستور في الحوار او ما تنص عليه بعض بنود الدستور ومواده ومنها المادة (1) والتي تنص على ان جمهورية العراق ذات سيادة كاملة، وكذلك المادة (5) والتي تنص على ان السيادة للقانون والشعب هو مصدر السلطات وشرعيتها فأين انت من هاتين المادتين عندما اشرت الى اتباع نصائح المرجعية، علما ان المرجعية لم تطلب منك وتطالبك ان تذكرها في خطابك..
اقول ورغم ذلك لازلت من المتفائلين بالسيد الكاظمي في اعلاء مصلحة الشعب وتحقيق مطالب المتظاهرين وتقويض دور المليشيات والاحزاب التي فتكت بخيرات بلدنا وان يكون على مسافة واحدة مع الجميع فالتحديات كبيرة ومتعددة ولكن ممكن ان يكون طريقه معبداً بالزهور اذا ما وقف الى جانب الشعب العراقي هذا ببساطة ما وددت ان اتطرق اليه بشأن الجولة الأولى من الحوار الأستراتيجي.
نحن كعراقيين نطمح بأن تكون جولة الحوار الثانية تساهم في تقليل الدور الأقليمي للدول المحيطة بنا والتركيز على مصلحة البلد والشعب، كما علينا ان لاننسى بأن امريكا وايران هما وجهان لعملة واحدة كلاهما لايريد الخير للعراق بل كليهما يريد ان ينهب خيرات البلد بمشاركة السياسيين.
فلنتفائل بما هو قادم ونستبشر خيراً بما ستقدمه الحكومة الجديدة واختتم مقالتي بأبيات من الشعر لأحد الشعراء
سلمت ياموطن الأمجاد والكرم
ياموطني يا رفيع القدر والقيم
اليك حبي واشواقي اقدمها
مغروسة فيك قد اسقيتها من دمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟