الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدين والعلمانية
نبيل محمود والى
2006 / 7 / 10ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع
الإيمان هو النور الذي بعثه الله لهداية البشرية جمعاء إلى طريق الهداية ومن ثم ترك لهم أمور دنياهم يجتهدون ويتنافسون فيها من أجل تقدم البشرية وأعمار الأرض وازدهارها من خلال العلم والمعرفة والاستنباط العقلي المستمر والد ؤوب وفقا لمتغيرات العصر المكانية والزمانية .. وعلى قدر البحث العلمي والاجتهاد تقاس حضارات الشعوب ورفعتها ومكانتها تحت قرص الشمس التي خلقها الله للكافة دون تميز يستفيد من طاقتها القادرون فقط على معرفة جوانب من أسرارها ! تلك هي حقيقة فلسفة العلاقة بين الدين والعلمانية وليس أدل على ذلك أنه لا توجد كهرباء صديقة أو معادية ! غربية أو شرقية ! مؤمنة أو كافرة ! كما أنها أيضا تستخدم في السلم والحرب وفى القتل والشفاء والعلاج أيضا .. بعد أن وصلت إليها عقول المؤمنون بسلطان العلم ..
فالعلمانية كما يشاع بين العامة كلمة مأخوذة من العلم تعنى تماما الفصل التام بين أمور الدنيا والدين أثناء رحلة الحياة لاكتشاف كنوزها والاستفادة من الخيرات التي وهبها الله للبشرية جمعاء وعلى سبيل المثال في إسرائيل ينفقون 14 مليار دولار سنويا لأغراض البحث العلمي بما يعادل من 4 إلى 6% من إجمالي الدخل القومي للدولة العبرية وتلك أعلى نسبة ومعدل ينفق على البحث العلمي في العالم أجمع متفوقا على أمريكا أو الدول الأوروبية منفردة .. بينما نحن في دولنا العربية مجتمعة لا ننفق سوى 2 من عشرة من 1% من الدخل القومي على البحث العلمي وتلك قمة المأساة !
بدايات بزوغ الفكر العلماني ظهرت في القرون الوسطى في أوروبا إبان سيطرة رجال الدين المسيحي في الكنيسة على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان على مجمل أمور الحياة آنذاك فالكل كان خاضعا تماما لفتاوى رجال الدين الذين اضطهدوا العلم والعلماء بعد اتهامهم بالكفر والزندقة لتبنيهم نظريات علمية حديثة كانت تتعارض مع التعاليم الدينية التي كانت سائدة مما دفع العديد من الأوروبيين إلى الهروب من هذا الجحيم تجاه البحر والحط على شواطئ بلاد بعيدة مهجورة غير معروفة بعد رحلة عذاب وتأسست الولايات المتحدة الأمريكية فيما بعد على مبادئ من العلم والمعرفة والحرية والديمقراطية ! حيث بات من العسير الفصل بين العلمانية والديمقراطية والحرية أو الليبرالية ..
وفى أوروبا وأثناء الثورة الصناعية الكبرى القائمة على ثوابت علمية تم حصار رجال الدين وتقليم أظافرهم حتى شاهدناهم اليوم قابعون في كيلومتر مربع واحد داخل إيطاليا فيما أطلق عليه دولة الفاتيكان وهى دولة رمزية وهمية تذكر العالم بالذي كان وولى ! لا أكثر ولا أقل .. ومنذ تاريخه تم فصل الدين عن الدولة في أوروبا وأمريكا وإلى الأبد فيما عرف بالدولة العلمانية .. وذاع صيت الفكر العلماني حتى وصل إلينا في الشرق الأوسط كحقيقة قائمة من خلال الدولة العبرية بينما يظل العالم العربي يعانى من مشاكل بالجملة وإلى يومنا هذا في صراع دموي رهيب في رحلة البحث عن كيفية الفصل بين الدين والدولة العلمانية وكأننا لم نستوعب قط دروس التاريخ البشرى !!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز