الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا : من صفر مشاكل مع العالم العربي الى ...

اسماعيل شاكر الرفاعي

2020 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ذكرتني صولات وجولات اردوغان العسكرية في طول العالم العربي وعرضه ، من غير ردع حقيقي من حاكم عربي ، بأيام عبد الحميد الثاني آخر خليفة عثماني في الحكم ، قبل ان يخلعه من الخلافة عام 1924 : الجيش التركي بقيادة مؤسس تركيا الحديثة : اتاتورك ...

فبعد ان تحررت بلغاريا واليونان وعموم شرق اوربا من الاستبداد العثماني ، لم يتبق في أهاب امبراطورية آل عثمان غير الكرد والعرب الذين خضعوا بعد الانقلاب العسكري لجماعة تركيا الفتاة العنصرية 1908 ، لأشد أساليب التعذيب والتنكيل : قومياً وثقافياً ...

هذا الانقلاب العسكري ( الذي عادة ما يسمى في الادبيات التاريخية والسياسية بثورة تركيا الفتاة ) قام به مجموعة ضباط كانوا متأثرين بالأفكار السياسية الحديثة في اوربا ، فأرادوا ان يزرقوا دماء الإمبراطورية المريضة بها ، ويجددوا حركتها الاستعمارية لكي تنشب مخالبها بقوة في من تبقى معها من الأمم خاصة : العالم العربي ...

اكتشف الجيش التركي اثناء مقاومته خلال الحرب العالمية الاولى لقوات بريطانيا وفرنسا بانه : لا تركيا حديثة تقوم على انقاض الإمبراطورية القديمة من غير حداثة سياسية التي أرست حداثات في الأدب والفن وعموم الإنتاج . ودائماً تتبنى المؤسسات الأكثر حداثة والأكثر تنظيماً في اي مجتمع : فكرة ضرورة التجديد والثورة على القديم ، فكان ما قام به الجيش التركي : ثورة حقيقية ترقى الى مصاف الثورات الكبرى في التاريخ العالمي ، اذ حررت قرارات الجيش بقيادة اتاتورك دولة تركيا من ماضيها الجهادي والحربي لنشر الإسلام في اوربا ، ومنحتها مهمة ووظيفة أخرى في الحياة منسجمة مع العصر : كدولة سلام وإنتاج ، واستطاعت تركيا التي استعارت لنفسها : ابجدية جديدة ومهمات جديدة في الحياة من الخروج من هيكل " الرجل المريض الذي كانته والمرتبط اساساً بنظام الخلافة الإمبراطوري ...

مع بداية القرن الواحد والعشرين : اصبح النشاط السياسي في تركيا يتمحور حول مقولات سياسية دينية ، وغض النظر تدريجياً عن المهمات الأخرى التي تقع في مقدمتها : العمل على قبول تركيا عضواً في الاتحاد الأوربي ، وهي المهمة التي يتوقف إنجازها على تحول تركيا ديمقراطياً بمنح القوميات والأديان الأخرى حقوقها في تقرير مصيرها ، والتخلي نهائياً عن دولة المهمات الحربية، وهو ما لم يتحقق ، فخسرت تركيا قبولها في الاتحاد الأوربي ...

ككل دولة تريد استعادة ماضيها الإمبراطوري ، لا بد لها من إيلاء البلدان الأكثر ضعفاً ، القريبة منها ، أهمية استثنائية ، وفي حالة تركيا تكون البلدان العربية هي : مجالها الحيوي ، لضعفها أولاً ، ولوفرة خيراتها ثانياً ، ولسهولة الحصول على قوة ناعمة وآيدلوجية مشتركة معها ، وقد عثر حزب العدالة الحاكم في تركيا على هذه الآيدلوجية المشتركة لدى الإخوان المسلمين ومن يدور في فلكهم من حكام العرب . وقد مهد حزب اردوغان لتدخله في بلدان العالم العربي : بنظرية صفر مشاكل مع هذا العالم ، وباستراتيجية تهديد اوربا بالمهاجرين واللاجئين لكي تسكت على تدخله في بلدان العالم العربي واحتلاله لقسم من أراضي بلدانه : في سوريا ، في ليبيا ، في السودان وفي العراق ...

يشير التحول في السياسة التركية بعد الإيرانية : الى ان النشاط السياسي الإسلامي لا بد وان ينتهي بالتطلع الى الخارج الإقليمي والعربي منه بالذات ، ولا بد وان يحيي الذكريات الإمبراطورية لدى الفرس والترك على حد سواء ، ومن ثم العمل على ايجاد هذه الإمبراطوريات على ارض الواقع بحدودها القديمة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما