الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يحدث في فرنسا هل هو انقسام هوياتي أم صراع طبقي ،وهل يقوم اليسار الجذري بالدور التاريخي في التغير؟.

أحمد كعودي

2020 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


فرنسا حاليا في وضع الصراع الطبقي على ما يبدو ،حيث تحالف اليمين الحاكم مدعم بمختلف أجهزته الإعلامية والقمعية ، واليمين المتطرف (التجمع الوطني للوبين)،الذي علا صوته هذه الأيام في الفضائيات الإخبارية ،إما بتفويض من اليمين الطبقي لحكومة إدوار فيلب "للعبة تبادل الأدوار السياسية ،أو الظهور بمظهر الحزب المعارض المعادي للفرنسين من أصول إفريفية أو إسلامية ،لاستقطاب أصوات الفرنسين المعادين لمزذوجي الجنسية ،إفريقين كانوا أو مسلمين من أجل الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية القريبة ،النظام "الماكروني" يحاول لملمة الأزمة العميقة التي ؛سببها كوفيد ١٩ على جميع المستويات ،الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وفشله الذريع في تدبير الازمات قد تعصف بحياته السياسية في الحصول على ولاية ثانية ولهذا ما الوعود التي
يطمئن بها الرأي العام الفرنسي بالاقلاع الاقتصادي بالاعتماد على دعم الاتحاد الأوروبي
وبالأخص المالي لألمنيا والتجديد التكنولوجي صناعة السيارات الكهربائية ،الذكاء الصناعي ...) العمل أكثر للحصول على أجر أفضل كلها وصفات نظرية أمام هول الازمة لن تزيد إلا إلى المزيد من الفقر للطبقة الهشة ،ولأمواج من التسريحات في الشغل والبطالة ،من المرتقب حسب دوائر حكومية أن تفقد فرنسا خلال الأشهر ٧٠٠ألف منصب شغل ، و لهذا وأمام هذا الانقسام الفرنسي الذي يبدو على أسس عرقية وعقائدية وماهو حسب تقديري إلا الغابة، التي تخفي الصراع الطبقي ولهذا أحد مكونات اليسار إن لم يكن أهمها ،معززا بالمجتمع المدني والنقابي يتصدر الصفوف الأمامية للصراع الطبقي، بحضورهالميداني في كل المشهد السياسي بكل تفاصيله (الشارع الميدان ،البرلمان ،الجدال الإعلامي ) ونعني به ،اليسار الجذري و"الكوفدراليةالعامة للشغل" والسترات الصفراء" والفرنسين من أصول إفريقية وعربية ومنظمات المجتمع المدني ، وعموم الكادحين الفرنسين، الذين يعانون من التهميش، والعطالة والإقصاء والعنصرية .
قضية "أدم تراوري"في نظر الكثير ،وعنف الشرطة وعنصرية معظم عناصرها ( %٤٦ من عناصر الشرطة صوتوا لصالح المرشحة للرئاسة الفرنسية سابقا ) وهو ما يفسر في اعتقادي الطابع العنصري
لبعض أفراد الشرطة ،و القضية المسعفة كما المحتجة منذ سنة على تردي أو ضاع الشغيلة الصحية (أجر متوسط الممرضة هو؛ ١٦٢٥أورو،لاغير ، فريدة التي تصدرت صورتها عنواين الصحف ونشرات الأخبار الفرنسية
والدولية،عمرها (٥٠سنة) قصيرة القامة ١،٥٠ تتهم بالاعتداء بالحجارة على قوى التدخل السريع وما أدراك ما هذه القوى تزرع الرعب في ناظرها ! تحولت من ضحية إلى معتدية ،دون أن تراعى حالتها النفسية وقد عانت ،كما عانى الطواقم الطبية الأمرين الاشتغال مابين ١٢ و١٦ ساعة، في اليوم لمعالجة مصابي كورونا ، وتعريض نفسهالخطر محدق كل يوم ،وإهمال أطفالها وبيتها ، لعدة أسابيع أيام وليال ،تعنف الممرضة الخمسينية بقوة كما زميلاتها، وتكافأ يوم الثلاثاء ١٦حزيران /يونيو ، بإذلالها و جر ها من شعرها وتعنيفها ،حيث بدت رضوض على وجهها... ،تعتقل ولم تجد في الاحتجاج و التظاهر لصالحها ؛ سوى زيملاتها والمركزية النقابية "سي،جي ،تي" وحضور " فرنسا غير الخاضعة "للدفاع عنها والمطالبة بإطلاق سراحها ،ومعاقبة من عنفها ،في ذات الوقت خرج حزب؛ " مارين لوبين" ، التجمع الوطني "وبشكل لا فت للنظر؛ على منصات وسائل الإعلام ليدافع ؛ عن الشرطة وتعرضهم للعنصرية من طرف "السود" ،كما أن قادت هذا التنظيم ، لم يترددوا في دعم رجال الشرطة( البيض) الذين قتلوا ؛ ج.فلويد.
بعض المنظرين اليمينين، لا يترددون ، في القول و الايحاء ، بحرب عرقية تشهدها فرنسا (للتمويه عن اللصراع الطبقي )،باستغلال حرب" عصابات القنب" بين الشيشان، و بعض الأطراف الفرنسية،من أصول مغاربية ، حسب توصيف و تعبير القنوات الفرنسية ،صراع في نظرنا على المواقع، دام أربعة أيام ، ولم تتدخل الشرطة خلاله إلا بعد إنهاك الطرفين ،مما يعني أن طرف سياسي أراد التغطية على الأحداث التي تشهدها فرنسا بالتضليل عنها، وصر ف الأنظار عن أ هم قضايا الشعب في الشغل ، والصحة، والمساواة ،والعدالة وعنف الشرطة ....،وفي نظرها الاحتقان، مرده إلى
الصراع الطبقي، وما التموضع إلى هذا الجانب هذا الطرف المستغل أو ذاك، ( المستغل بكسر الغين) إلى أحد أهم مظاهره ، ومن يحسمه هو من يطرح البدائل الثورية والعادلة ،فهل اليسار الفرنسي سيرجح ميزان القوى لصالحه، ويقوم بمهامه التاريخية بناء على الظروف الموضوعية الما ئلة للتغير والتحول ، أم سيسقط في لعبة الحصول المقاعد النيابية لترميم وتدبير ، منظومة النيولبرالية كما سقط نظيره اليوناني سيريزا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ