الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العلاقه المتبادله بين العلمانيه والدوله والدين والمجتمع
عبد الاخوة التميمي
2006 / 7 / 1ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع
(بدء ذي بدئ ليست العلمانيه مفهوما فلسفيا قائما بذاته او انتماء حزبيا لفئه اجتماعيه سياسيه دون غيرها وذلك لكون النظرة للكون وتفسيراته والدخول في تحليلات الوجود واحده من ابرز المفاهيم الفلسفيه المتحزبه وقد تكون القوانين الوضعيه تنتمي الى نمط من انماط التفكير الفلسفي لكنها حين تتحول الى قاسم مشترك يلتقي فيه المؤمنون والملحدون في اقرار تطبيقاتها وتسويغ قوانينها الاجتماعيه والاقتصاديه تنتقل من ميدانها الفلسفي المعرفي المحدد في رؤيتها للكون والمجتمع الى قوة سياسيه تنشط عبر تطبيقاتها للعلوم الانسانيه التي تطورت وفق مستلزمات النمو الاقتصادي وحاجات الناس الماديه والروحيه وهي الاطار الاكثر واقعيه الذي يسمو بالدساتير ويحصنها ويحميها من مغبة السقوط في الاجتهادات الدينيه للتباين المتعدد والمتناقض في احيان كثيرة مع جوهر اصوله تارة ومع َفََََرق ونحل تحمل نفس القناعات لكنها تتصارع تناحريا وليس سلميا مع من يحمل نفس المبادئ بالاظافه الى التناقضات الرئيسه بين التوجهات الاقتصاديه والمدنيه لدين ضد دين وفئه ضد فئه بالتزامن مع التناقض الحاد بين من يختلف معهم في الرؤى الفلسفيه والاقتصاديه والحضريه ذات الصله بتطور المجتمع او تخلفه.
من كل ذلك ولتجنيب المجتمع الدخول في معارك لا مصلحه له فيها كونه قد خاض تجارب الصح والخطأ طيلة مراحل تاريخه طويله لم تكن البشريه لحظه من لحظات عمرها منتميه بالكامل وبشكل مطلق لفلسفه واحده او مذهب اجتماعي بيئي او ديني واحد او طبقه اقتصاديه اجتماعيه واحده . و هذا يعني ان العلمانيه وبعد سلسله طويله من التطور التاريخي الاجتماعي الاقتصادي لعموم الشعوب اكتسبت صفاتها العلميه وتحولت الى علم اجتماعي سياسي حالها في ذلك حال العلوم الاخرى التي لا تنتمي الى بلد معين او قارة معينه او بنيه محدده بل تحولت الى فضاء عالم الانسانيه الواسع .تتباين وتتفق منطلقاتها تبعا لحقول التطبيق وبيئة المخترعات تزحف فيها مساحات العلم على مساحات الخرافه في عقول الناس وطريقة تفكيرهم وهذا ما يميزها (العلمانيه) كنظام اجتماعي سياسي افرزته حاجات الشعوب وطبيعة نموها الاقتصادي موضوعيا ليس بمعزل عن ارادة البشر والاستجابه لقوانين التغيير التي تمليها الحتميه التاريخيه للمصالح والرغبات الانسانيه وحسب بل لقوانين التطور الاجتماعي وبلورة التفكير السياسي الذي تجسده وحدة وصراع الاضداد ان الاسس الاقتصاديه والاجتماعيه والفكريه التي يجب توفرها لترسيخ العلمانيه هي ذات الاسس التي صيرت من ثقافة الغرب بعد هيمنة افكار الكنيسه التي شكلت من جدران التخلف عوائق كانت مقارعتها ضرب من ضروب الخيال التي وفرت على شعوبنا تجاوز مراحل ليس من السهل حرقها وهذا بفضل ثقافة العلم كما قال عنها د.محمد عابد الجابري في تعريفه للتنميه (هي العلم حين يصبح ثقافة ) كذلك فان التخلف هو ( الثقافه حين لا يؤسسها العلم) من كل ذلك يحق لنا القول ان تعبير العلمانيه ارتبط بمفهوم التنميه كمصطلح اقتصادي سياسي قاعدته العلم وبيئته ثقافة الايمان بالاخر والتحاور معه وان لاتكون الاختلافات في وجهات النظر اداة للقفز للسلطه من على ظهر الشعب بديلا عن ثورة الانتخابات التي تحميها دساتير تؤمن بالشعب وتلبي طموح ابنائه افرادا او مجاميع وهذا لا يستقر الا بحكومه علمانيه تحترم الاديان وطقوس الطوائف وتحميها من تسلط القمعيين وتجعل من دور العبادة اكثر مواقع للتأمل الروحي تحت اجواء الامن والاستقرار النفسي من خلال الاستقرار التنموي الاقتصادي والاجتماعي .
والعلمانيه ليست نظريه فلسفيه ايمانيه او الحاديه في نظرتها للكون او المجتمع بل ماهي الا وجهة نظر تعني بالمفهوم السياسي العلمي و–المهنيه في استثمار قدرات الموظفين المكلفين بالخدمه العامه للمجتمع وكذلك علاقة المجتمع بالدوله ومؤسساتها الخدميه والانتاجيه والاستثماريه على اساس امكانياتهم العلميه والمهنيه والسياسيه بما يعجل بالتنميه المستدامه والحد من التصرف البيروقراطي ومكافحة دكتاتورية السلطه افرادا او انظمه.وتحويل مؤسسات الدوله الى ورشة عمل تكمل بعضها البعض لتنتج الاستقرار في مجالات الامن الغذائي والامن السياسي والامن العسكري وكل انواع الامن من اجل زيادة نمو دخل الفرد وتحسين عيشه كذلك لايمكن بناء ديمقراطيه سياسيه واقتصاديه بدون ثقافه تكرس القيم والتقاليد العلمانيه.. فاذا كان الدين داعما للدوله فما على رجاله الا المساهمه في تعزيز ثقافة العصرنه التي تنطلق من علاقات قوامها ثقافة التطور التكنولوجي والتنوير وتفسير الظواهر علميا وعدم الرجوع الى تلك الثقافه التي كانت الاساطير تنسج حولها الاف من قصص الخيال التي تمجد العشرات من الهة الرعب والخوف قبل نزول افكار التوحيد التنويريه.
كما ان محك اخلاص رجال الدين للمبادئ والقيم الالهية التي جسدها الدين بانبيائه ومن جاء بعدهم يكمن حاليا باستيعاب ثقافة التطور التي افرزتها الستراتيجيات المتعدده في مجالات الانتاج والمناقلات بين اوجه الاستثمار وارتباط ذلك بتكنولوجيا المعلومات التي احدثت الثورة الحقيقيه في عالم الاتصالات اللامحدوده .نعم ان محك اخلاصهم يكمن في تعزيز ثقافة ابعاد الدين عن الدوله تقديرا للدين وقوة حقيقيه للدوله وانصافا للشعوب التي ابتليت بحالات قمع تاريخيه عصيبه اسوء ما فيها تلك الحقب التي استخدمت فيها السلاطين رجال الدين وسيله لتبرير بطشهم واداة تبرير ايضا لحروب غبيه مدمرة راح ضحيتها الملايين من ابرياء الشعوب التي ليس لها يد في ان تمنع كوارث احاقت بها لم تجني منها الا اتساع رقعة المقابر والترمل المقرون بالفقر وانتشار الرذيله وتحطيم الانسانيه كيانا بشريا وبنيه تحتيه .
ويحق لنا ان نتسائل بعد كل ذلك ونقول لوعاظ السلاطين اما آن الاوان ان تتركوا الشعوب وشأنها في بناء نظامها بلا وصايه عليها ؟ وحتى العلمانيه كنظام سياسي لا تاتي بمرسوم او بقرار من قائد بل هي كيان اجتماعي سياسي مهني اساسه دستور غير قابل للاختراق يقرّه الشعب بلا مراجع سوى المراجع الوطنيه التي لا تحتاج الى اجتهادات سوى اجتهاد واحد هو تحقيق الشفافيه وتعزيز دور النزاهة بلا هواتف التأثيرات على سلطة القضاء وتحايل السلطات على الدساتير باسم الحفاظ على المصلحه العامه وهذا لايتم الا بتوعية الشعب بالثقافه العلمانيه وحرية التعبير التي تجسد ممارسة الديمقراطيه باحترام الراي والراي الاخر وتعزيز مؤسسات الدوله وتطبيق مبادئ القانون فعلا.
وفي النهايه اذا غرقت شعوبنا في حروب طائفيه ودينيه وقوميه عنصريه فلن تاتي سفينة نوح ثانيه لانقاذها وليس من ملاذ لاوطاننا الا في ديمقراطية الانظمه العلمانيه التي تتيح الحريات السياسيه المدنيه عماد التنميه الاقتصاديه والبشريه.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت
.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا
.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و
.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن
.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا