الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل العقوبات الاقتصادية تُسقط نظاما … ؟!

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الدنيا شياطين وشياطين … !
هل سمعتم يوما ان العقوبات اسقطت نظاما منذ بدء سريانها على العراق في التسعينات من القرن الماضي مرورا بفنزويلا الى ايران وغيرهم الكثير واخيرا سوريا ؟
هل استيقظت امريكا ومخابراتها فجأةً من نوم طويل على وقع اخبار ينقلها لهم قيصر عن فظائع ترتكب في الحرب السورية ليقرروا معاقبة النظام انقاذا للشعب السوري … كمن يتصنع هيئة الباكي في مأتم لا تربطه به أية صلة !
ثم من اعطى امريكا الحق في ان تفرض التجويع على كل من تريد من الدول وشعوبها لمجرد تصفية حسابات بينها وبين خصومها التقليديين كروسيا وايران والنظام على الارض السورية تحت ذريعة دفاعها عن حقوق الانسان المهانة اصلا في بلادها ؟ الا توجد طريقة اخرى لمحاسبة النظام السوري غير العقوبات التي سيتضرر منها الشعب المتضرر اساسا من حرب اقتربت من العقد في مأساتها دون بصيص من امل في انتهائها ؟ ولا منك ولا كفاية شرك !
لا ندافع عن احد بقدر دفاعنا وخوفنا على الشعب السوري المبتلى والمحشور بين فكي رحى النظام وخصومه وكارهيه !
ان المعزي ليس كالثاكل ، وليس من سمع كمن رأى ، ومن عاش الماساة واكتوى بنارها ، ولوعاتها ليس كمن يهرف بما لا يعرف ، او يتكلم من وحي خيال رومانسي لا صلة له بالواقع .
لقد عشنا نحن العراقيون في لحظة تاريخية غادرة مأساة العقوبات بكل قسوتها وهمجيتها كأسوء ذكرى مرت ، ولكن بغير سلام هيهات لها ان تُنسى مهما امتد بنا العمر … سنين عجاف طويلة تحملنا فيها حياة لا يقدر على حملها الجن ! التهمت منا الملايين ، ومنهم نصف مليون طفل برئ لاذنب لهم سوى ان الاقدار وضعت دكتاتورا مغروراً ليكون حاكما عليهم ومتحكما بمصائرهم ، وفقد الكثير ممن انهكهم الفقر والتقشف والاسى والموت كرامتهم وادميتهم ، وهم يصارعون الحياة بكل السبل تدفعهم غريزة حب البقاء للحصول على ما يقيم اودهم وأود اطفالهم .
لقد مورست علينا نفس الخدعة السخيفه التي تطل بوجهها المسخ ثانية هذه الايام بان العقوبات قصاص اممي مفروض على النظام المارق وازلامه فقط بسبب حروبه الجنونية العبثية ولا يستهدف الشعب بأي سوء ، والحقيقة تنطق بعكس ذلك تماماً … فلم تؤثر العقوبات لا على النظام ولا على أزلامه في شئ ، فهم يتمتعون بكل مسرات الحياة ولذائذها ، وبقيت كروشهم واوداجهم المنتفخة من الشبع كما هي ، ولم يتنازل مثلا رأس النظام عن سيجاره الكوبي الغالي الثمن ، والذي يحرق منه العشرات يوميا دون أدنى خجل او مبالاة بمشاعر الناس التي تتضور جوعا ، ويسحقها العوز والذل والمهانة ، وضاقت بها كل السبل فباعت كل شئ تملك حتى الابواب ، وحديد التسليح الذي تتعكز عليه سقوف المنازل المتهرئة بل حتى اطفالها ، والقسم ويا للاسف شرفها ، ولم تهز الصور المروعة لحال العراقيين شعرة من فاقدي الغيرة والشرف لا ممن هم في سدة الحكم الاسود ، ولا ممن يقبعون في قصورهم الفارهه في الغرب وفي غيره من مشرعي هكذا عقوبات اقل ما يقال عنها انها غير انسانية ، وسط عوائلهم وصخب اطفالهم وهم يحلقون حولهم بامن وامان …!
وزيادة في العند وايغالا في الصلف والمكابرة المعروف بها النظام البعثي المستبد كان يقوم بتصوير افلاماً تظهر فيها خيول المدلل عدي وهي تاكل الهيل ، وقردته تاكل الفستق ، ونموره تاكل لحم الضأن ، ويصور الاحتفالات الماجنه ، واعياد ميلاد افراد الأسرة الحاكمة وبذخها ، وعلى راسهم صدام ليظهر للعالم ان الحصار لا يؤثر الا في الشعب الذي لا يعنيهم في شئ بقصد الضغط على انسانية العالم المفقودة التي لا تستحق منا الا البصاق في وجهها ليرفعوا الحصار عنه لتعود ريما لعادتها القديمة … !
اما مأساة الشعب فسفرها طويل لا يزال محفورا كوشم في الذاكرة لن يزول ، ولا يمكن حصرها في كلمات او جمل قليلة بل خليق أن تؤلف فيها كتبا واشعارا لتصور حجم الالم والمعاناة التي كابدها السواد الاعظم من العراقيين ، ونحن منهم ، ومن يريد الاستزادة ليبحث عنها في كوكل . نتمنى من اعماقنا لكل السوريين الامن والخير والسلام .
اخيرا : سنبقى نحن العرب نتمرغ في تراب الذل والهوان ضحايا الشهوات العمياء مازال منا انصاف بشر يتلذذون بعذابات غيرهم ، ويضعون مفهوما مشوها للشجاعة والرجولة على الضعفاء من ابناء جلدتهم ، وعندما يجد الجد يظهرون على حقيقتهم ، ولا يجدون ملاذاً لهم الا الحفر ! مصيراً انزلهم بحيث انزلتهم أفعالهم … فبئس هم وبئس ما يفعلون !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر بالإجماع تجنيد الحريديم | #غ


.. مظاهرة في مارسيليا ضد مشاركة إسرائيل بالأولمبياد




.. الرئيس السابق لجهاز الشاباك: لا أمن لإسرائيل دون إنهاء الاحت


.. بلا مأوى أو دليل.. القضاء الأردني: تورط 28 شخصا في واقعة وفا




.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق