الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين اعتصام الخرجين والمعطلين وعمال الصناعة وبين تظاهرات الرفحاويين

جلال الصباغ

2020 / 6 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


شكلت اعتصامات الطلبة الخريجين وأصحاب الشهادات العليا غير المعينين امام وزارة التعليم العالي وغيرها من مؤسسات الدولة والتي امتدت لأشهر طويلة، والتي كانت في غالبيتها تطالب بالعمل والتعيين وإيقاف نهب المال العام، وقد قوبلت بخراطيم المياه الساخنة والقمع والاعتقال، وكانت البداية التي أشعلت شرارة انتفاضة أكتوبر الجارية التي تحولت للمطالبة بإزالة النظام السياسي.
طوال فترة الانتفاضة وكعادة السلطة، حاولت الالتفاف على الانتفاضة والقضاء عليها باي طريقة كانت، واستمرت على ذات النهج في النهب والفساد والمحاصصة، غارسة رأسها في الرمال متجاهلة الأزمة التي وضعت نفسها داخلها، اليوم وبعد أشهر من الدماء والاعتقالات استطاعت السلطة بطريقة ما، ان تحارب الساحات وان تقلل من إعداد المنتفضين داخلها، لكنها وبسبب الأزمة المالية التي تمر بها وبفعل انتشار جائحة كورونا، والعجز المزمن لديها في إيجاد اي حلول للجماهير وفئات الشعب من العاملين والعاطلين عن العمل، ومحاولة الاقتطاع من رواتب الموظفين، لم تبقي هذه السلطة اي صديق او مناصر لها، بل جعلت الجميع أعداء.

بعد اتفاق قوى المحاصصة على تشكيل حكومة برئاسة مصطفى الكاظمي بدعم من القوى الإقليمية والدولية، أدركت الجماهير في العراق، ان الاستمرار في الانتفاضة هو الحل، ولكن باساليب جديدة وفاعلة أكثر، وهذه الأساليب هي عمل كل شريحة على التظاهر والاعتصام والعصيان وتنظيم الجهود من خلال المصانع والجامعات وأمام الوزارات والدوائر من أجل المطالبة ليس فقط بالتعيين او زيادة الرواتب او المحافظة عليها، انما بإسقاط هذا النظام الذي هو السبب الفعلي في بؤس الجماهير ومعاناتها منذ سبعة عشر عاما.
المفارقة أن من يستلم راتبين او ثلاثة رواتب من معتقلي رفحاء وذويهم الذين يستلمون الرواتب ويحصلون على أفضل الوظائف، يخرج السيد المالكي ليقول ان هؤلاء في حال مساواتهم مع البقية وإلغاء امتيازاتهم المالية الهائلة، فإن النظام السياسي في خطر، ليستقبلهم الكاظمي في مكتبه مطمئنهم ان لا مساس في امتيازاتهم، بينما عشرات الآلاف من أصحاب العقود والخريجين بلا تثبيت وملايين المعطلين عن العمل لا يلتفت إليهم المالكي والكاظمي وأمثالهم من ممثلي النظام.
ان ما يقوم به الطلبة والخريجين وعمال النظافة والمحاضرون بالمجان وعمال الصناعة وكل المعطلين عن العمل وغيرهم من الفئات والشرائح، يمثل في حقيقته الصراع الطبقي في أوضح صورة، بين طبقتين هما طبقة العمال والكادحين وطبقة أخرى هي طبقة الملاك والنهابين المتمثلة براعيها الرسمي، وهو النظام البرجوازي الطائفي القومي المدعوم من امريكا وإيران وغيرها من القوى الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية