الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار الإستراتيجي وصاية أميريكية جديدة على العراق

عبدالقادربشيربيرداود

2020 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


إن ما يجري بين الجانبين العراقي والأميريكي عبر دائرة تلفزيونية (مغلقة) حددها الأميركان بـ(الحوار) وأضيفت إليه كلمة (إستراتيجي) لتظهر للجميع أنها القوة الوحيدة في العالم وتحاور بمنطق القوة من تشاء، وإلا كان من الأجدر أن يأخذ الأمر طابع (المفاوضات). والمفارقة هنا أن تعبير (الحوار) في العلوم السياسية يفترض كونه مرحلة أولية تتعلق بتبادل وجهات النظر، الأفكار والمعلومات بين الأطراف المتحاورة؛ من دون شرط الوصول إلى التزامات محددة نتيجة لذلك، بينما يفترض في التفاوض الوصول إلى التزامات محددة.
طبقا لذلك نتساءل؛ ما الذي يمكن أن ينتج عن هذا الحوار الكارتوني من دون التزامات ومعالجات حقيقية لجملة من المشكلات والأزمات التي خلّفها الاحتلال الأميركي؟ فعلى سبيل المثال لا الحصر ملفات النازحين، المختفين قسراً وإعادة إعمار لم تتحقق بعد للمناطق التي تم تدميرها من جراء الغزو تارة، وعلى أيدي عصاباته الإجرامية؛ قوى الشر والظلام (داعش) تارة أخرى.
أية جدوى من هذا اللقاء الخياني؛ ما لم تطرح على طاولته المطالبة بالتعويضات الكاملة، لاسيّما وأن العراق يمر من جراء تلك الانتهاكات بأزمات اقتصادية طاحنة وانفلاتات أفرغت (بلد الرشيد) من الحكم الرشيد.
هنا لا تنتهي تداعيات هذا الحوار الخياني، بل تزداد صعوبة وتعقيداً في ملف اختيار الفريق العراقي الذي سيخوض غمار هذا الحوار مع الجانب الأميريكي؛ في ظل غياب الشفافية عن المعايير الوطنية لأعضاء الفريق المحاور، وعلى ماذا سيتحاورون لئلا تكون شخصيات تحوم حولها شبهات العمالة والفساد، وبجرة قلم، ونفسية تساومية يوافقون طبقاً للأهداف الأميركية على أن العراق دولة قاصرة تحتاج إلى الوصاية الأميريكية في الوقت الراهن، وبهذا تسري الشرعية على هذه الوصاية التي ستجعل بدورها القرار السيادي العراقي - الذي صوت عليه أعضاء مجلس النواب العراقي بالأغلبية - حول خروج المحتل؛ مجرد حبر على ورق.
عند هذا المفترق سيكون هذا اللقاء والحوار مسرحية؛ الهدف منها تخدير الرأي العام حول طبيعة التواجد الأميركي، والتي تتلخص حسب قناعتي في الهيمنة الأميركية على مقدرات الشعب، بمباركة ومؤازرة ثلة من المرتزقة من بقايا (وكالة الاستخبارات الأميركية) سيئة الصيت في العراق على إعادة المستشارين الاقتصاديين في الوزارات العراقية.
إن مواقف أميركا في العراق تتغير وفقاً لمصالحها فحسب، فالعراق ساحة اقتصادية، سياسية وأمنية مهمة في منطقة الشرق الأوسط، وهي تحاول وبشتى الأساليب والفبركات السياسية المكشوفة تعزيز موقعها العسكري والأمني فيه؛ وإن دعت الحاجة إلى اللجوء للعنف والخيار العسكري. وهذا العمل الإجرامي اعتداء صارخ على سيادة العراق الوطنية، وانتهاك لميثاق الأمم المتحدة، والأعراف الدولية.
وفق هذه السيناريوهات، وكما يعلم الجميع من القوى المحبة للسلام، أن أميركا قوة غاشمة، وسلطة احتلال بغيضة لم ولن تخرج من العراق بالحوارات ولا بعقد الصفقات السياسية والأمنية كما هو الحال مع حاضنته في الشرق الأوسط الكيان المسخ (إسرائيل) برغم المفاوضات والمعاهدات الدولية بينها وبين الفلسطينيين منذ ما يقرب القرن من الزمن.
عند هذا المفترق المصيري، على الشعب العراقي العظيم بكل أثنياته وطوائفه أن يكون على قلب رجل واحد، ويأخذ بزمام المباردة الوطنية بالإقرار على إنهاء الوجود الأميركي، ولجميع الموجودين، وبكافة عناوينهم القبيحة، ويصروا وبعزم على إلغاء كافة القواعد لهذا المحتل المحتال مهما كانت وظيفتها لتبرير وجودها على أرض الحضارات العراق العظيم، مهما كلّف الامر، ومهما غلت التضحيات.
جاء رجُلٌ إلى رَسُول اللَّه ﷺ فَقَال: يَا رسولَ اللَّه أَرأَيت إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: فَلا تُعْطِهِ مالكَ قَالَ: أَرأَيْتَ إنْ قَاتلني؟ قَالَ: قَاتِلْهُ. قَالَ: أَرأَيت إنْ قَتلَني؟ قَالَ: فَأنْت شَهيدٌ قَالَ: أَرأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ. (رواهُ مسلمٌ) ... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا