الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إجتياح غزة ليس مفاجأة؟!

إعتراف الريماوي

2006 / 6 / 23
القضية الفلسطينية


في الأشهر الأولى من عام 2002 كانت "المفاجأة"، حيث قامت قوات الإحتلال الإسرائيلي بإجتياح المناطق التي كانت مصنفة على أنها مناطق "A"، أي مناطق السيادة الفلسطينية والتي بحقيقتها لم تكن يوما أكثر من عملية إنتشار لقوة الإحتلال حيث أن هذه المناطق كانت عبارة عن معازل محاصرة وغير متواصلة، ولكن الإجتياح لتلك المناطق في حينه كان بمثابة الإشعار بإنتهاء إتفاق أوسلو.
في تلك الأيام، كاد الكل الفلسطيني أن يقع في الدهشة والإنذهال من عملية الإجتياح، ولم تكن فوارق الدهشة كبيرة ما بين المؤيدين أو المعارضين لإتفاق أوسلو، فلماذا تلك الدهشة والإستغراب يا ترى؟! ببساطة، لأننا جميعا إعتبرنا أن الإتفاقات قد "تحترمها" إسرائيل لأحد سببين: الأول، أن هذه الإتفاقات يجب إحترامها كونها بين طرفين وبرعاية دول كبرى، وهذا الرأي قد تبناه مؤيدو إتفاق أوسلو من الفلسطينيين، والثاني، أن إسرائيل قد تحترم الإتفاقات طالما تخدم سياستها ولا تعارض مخططاتها، وهذا كان حجة للمعارضة التي رأت إتفاق أوسلو على أنه أكثر إنسجاما مع أهداف الإحتلال البعيدة، وما حصل أن أصحاب النظرة الأولى قد أسهبوا في تصديق إسرائيل والرعاية "العالمية"، وأصحاب النظرة الأخرى، لم يربطوا التشخيص بالواقع والزمان وكيفية الإستجابة للمتغيرات والتوقعات؛ فكلاهما وقع أسير الدهشة والإستغراب نفسه!!
اليوم، الحديث يدور عن إجتياح غزة، غزة التي مازالت محتلة ومحاصرة، بل كل يوم يجري فيها إرتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، فبعض الصحف الإسرائيلية قد طالعتنا بوجود خطط عسكرية ممرحلة لعملية الإجتياح، عدا عن المؤشرات النابعة من مختلف سياسات وممارسات الإحتلال اليومية البشعة والتي لن يكن الإجتياح إلا أحد أوجهها وتجلياتها، ولكن لماذا يتم الحديث عن هذا الموضوع بإستغراب وإستبعاد من قبل البعض؟! فإسرائيل تنقض ما تُوقع عليه، فكيف بها في "الإنفصال الأحادي"؟!
مخطط "شارون" في "الإنفصال الأحادي"، وكذلك خلفه "أولمرت"، لهما مبتغياتهما من ذاك "الإنفصال" في غزة و لاحقا بالضفة الغربية، أملا منهم بالإحتفاظ بأكبر أرض وأقل عدد من السكان الفلسطينيين، طبعا مع الإحتفاظ بالثروات الباطنية وما هو إستراتيجي من المستوطنات والمنشآت العسكرية والحدود والأجواء...إلخ، بالإضافة لإمكانية ضرب المقاومة الفلسطينية بأي وسيلة ممكنة وفق تصريحات جيش الإحتلال ووفق ما يتم ممارسته على أرض غزة ما بعد تفكيك المستوطنات منها، فإذا كان هذا هو جوهر مشروع " شارون – أولمرت" ما الغريب في أن يقوم الإحتلال بإعادة إجتياح غزة المحتلة والمحاصرة والواقعة تحت ضرباته؟!
قد يشكل نجاح الحوار الوطني الفلسطيني بنتائج وطنية وسياسية تتمترس خلف الثوابت الفلسطينية ردا على مختلف مشاريع الإحتلال، وممكن أن يتعامل معها ساسة الإحتلال كعامل مشهٍ لإجتياح غزة، على إعتبار أن الإحتلال لا يريد وجود فلسطيني موحد بأجندة سياسية وكفاحية تحظى بإجماع وطني وشعبي، فهذا يُشكل قوة فلسطينية على الأرض كما أنه سيشكل عائقا أمام "أولمرت" في إستمرار تسويق "عدم وجود شريك فلسطيني"، كونهم لا يريدون إلا شريكا قابلا للتنازل وإلا يُصبح هذا الفلسطيني غير موجود إذا ما طالب بالحد الأدنى من الحقوق الوطنية، لذا فإن التوحد الفلسطيني يُعيد للذات الفلسطينية مكانتها ومعناها ، ويُعيد الإحتلال أيضا لطبيعته دون تجميل أو تستر، وتضحي غزة والضفة والحقوق الفلسطينية جميعها قضايا مترابطة لا منفصلة في مشروع وطني سياسي مقاوم يهدف تحقيق الحقوق الوطنية.
فإجتياح غزة وارد، لأن غزة لم تتحرر والإحتلال لم يذهب وحقوقنا لم تتحقق، فلنتوحد ولنستعد، لا أن نندهش ونستغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا