الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس وهاجس السلطة والحكم !!!

محمد بسام جودة

2006 / 6 / 23
القضية الفلسطينية


إنهم هادئين جداً فمنذ توليهم السلطة أصبحوا أكثر اعتدالاً من حيث المقاومة ، حتى في أكثر المراحل تأججاً واشتعالاً مع الاحتلال الإسرائيلي منذ تولي حماس السلطة والحكم ،لم تشارك فصائل المقاومة الفلسطينية بأي رد علي جرائم الاحتلال وعدوانه اليومي وبطشه وقتله للآمنين والأطفال في شعبنا ، فهم منشغلون بمواقعهم الجديدة المثيرة لذاتهم وما يجول بخواطرهم وعقولهم وأحاسيسهم من استمتاع لتغير مكانتهم ومواقعهم ونفوذهم ،فالحكم والسلطة هو هدفهم الآن أما المقاومة فعليها التوقف فوقتها لم يحن بعد إن لم يكن قد انتهت صلاحيتها الآن لديهم ، منذ وقت منحوا عدونا الإسرائيلي هدنة انتهت عما قريب والآن هم يطرحون هدنة جديدة طويلة الأمد لهذا العدو يقدمونها علي طبق من ذهب ، لأنهم منشغلون بالحكم والسلطة وتذوق ملذاتها .
منذ الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير من هذا العام ومشاركة حركة حماس بهذه العملية التي أفرزتها اتفاقية اوسلو عام 1993م ، والتي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك مع إسرائيل ، استطاعت حماس ومن خلال المنافسة مع باقي الأطر والتنظيمات الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح أكبر فصائل العمل الوطني الفلسطيني تحقيق فوز ساحق في هذه الانتخابات ،أرسي هذا الفوز بظلاله لحماس أن تصبح أغلبية برلمانية في مجلسنا التشريعي ،وشكلت بذلك الحكومة الفلسطينية الجديدة .
فهذا الإنجاز الكبير الذي حظيت به حماس لم يكن من باب التكتيك او التخطيط المدروس والحتمي لهذا الانتصار حتى ينجز بهذه الصورة من قبل هذه الحركة ، ولم يكن النجاح الكبير بهذه الانتخابات مؤشراً أو دليلاً علي ثقل ووزن هذه الحركة علي الأرض وبحجم هذا الانتصار ، اعتقد أن الكثيرين ممن ذهبوا للمشاركة في هذه العملية هم من المتشائمين والناقمين واليائسين المحبطين من الممارسات السابقة لدور السلطة وانتهاكات بعض المتنفذين فيها وباسمها والذين التصقوا بحركة فتح علي مر المراحل التي عاشوها في السلطة وتنفذوا فيها فآسئوا للسلطة والشعب و اسقطوا حركتهم الرائدة فتح ،فانتفض الشعب بما فيهم أبناء فتح عندما بدأت هذه الانتخابات وأرادوا التمرد والسير بعكس الاتجاه ، فعاقبوا ذاتهم بأخطاء غيرهم وتمردوا علي حالة المرارة والأوضاع السيئة التي عاشتها حركة فتح والتيبس الحاصل فيها ، فدمر البيت فوق رؤوس ساكنيه وانقلبت المعادلة السياسية واستبعدت هذه الحركة التاريخية وحرفت عن اتجاهها ومسارها وابعد الكثير من قيادتها خارج المشهد السياسي الفلسطيني الجديد .
لقد تولت حركة حماس السلطة والحكم في وقت ازدادت فيه ومعه تعقيدات الواقع الفلسطيني المعاش ،فهم لا يملكون الخبرة لإدارة هذه السلطة ، وهم لا يعترفون بأي شرعية فلسطينية أو عربية أو دولية ،لا يعترفون إلا بذاتهم وهذه مشكلة تفاقم أزمتهم في الحكم والسلطة والآن في حماس ،فهم أتوا إلي السلطة والحكم ببرنامج ناقص لا يلبي احتياجات هذا المكان والموقع الجديد الذي شغلوه فاصطدموا معه حتى وصل حد الاصطدام إلي بنيوية وتركيبة حركتهم هذه التي عرفت بالحركة الثابتة والصلبة من الداخل حين كانت موحدة الهدف وكانت المقاومة خيار وبرنامج استراتيجي لديها لا بديل عنه ، ترفض كل أشكال المشاركة في الحياة السياسية أو العملية التفاوضية مع إسرائيل ، وهي الآن ومع تغير المكان وتوليها السلطة ،وانتقالها من حزب المعارضة إلي حزب الحكم تعيش حالة من التخبط الملحوظ بين قادتها وخطاباتهم ،وتحولت من حركة ثابتة الموقف إلي حركة هلامية تسير بأكثر من موقف وخطاب واتجاه.
إن كل المؤشرات والتقديرات تؤكد أن الحالة التي تعيشها هذه الحركة ماضية باتجاه تمزقها وانقسامها ،لطالما أن وحدة هدفها الذي شكلت من اجله بات يندثر وخطابها الرسمي أصبح ممزق في الوقت الذي تعيش فيه هذه الحركة هاجس السلطة والحكم من جهة وهاجس أنها حركة مقاومة من جهة أخري .
فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعيش الهاجسين معاً ، لان متطلبات وطبيعة أدوار كل منهما يختلف ويتناقض مع الآخر، سيما وأن ذلك بدأ يفرز حالة من الاختلاف والصراع والتصادم في بنيوية هذه الحركة وتركيبتها المنظمة ، وصارت اشكالياتها تطفو علي السطح ، فالاختلاف والانقسام في المواقف والخطابات بين قيادة حماس في الداخل وبين قيادتها في الخارج وبين قيادتها في السلطة وقيادتها في التنظيم ، يؤشر علي أن هذه الحركة إذا ما أعادت نفسها وحساباتها فسوف يسيطر حتما عليها الانفلاش والانقسام والتشرذم .
فالسلطة والحكم اجتاح أروقة قادتها وصار هاجسهم الآن كيفية السعي وراء البقاء في هذا المكان ،ولو اختلف ذلك مع توجهاتهم وذاتهم ، فهم أدركوا أن القيادة في حماس ليست كما في السلطة ،فهذا ما ترجمته القيادة الحمساوية في أفعالها وتصرفاتها ومواقفها وخطاباتها ،فهم يتصارعون علي البقاء في الحكم والسلطة ، فهل سنشهد تحولاً جديداً في بنيوية حماس ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا