الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدارية النهر و العطش

رمزى حلمى لوقا

2020 / 6 / 21
الادب والفن


جِدَارِيَةُ النَّهرِ و العَطَش
،،،،،،


مَا أَرحَبَ الحُلمَ فَوقَ النَهرِ يُختَلَبُ !

وَادٍ تلِيقُ بِهِ الآفَاقُ و السُحُبُ



و الخَيرُ ضَرعٌ يَصُبُّ الدُهنَ فى كَرَمٍ

مِنهُ الحَلِيبُ و طِيبُ المِسكِ و الطَرَبُ



من كَفِّ " حَابِى " شَعِيرُ النَهرِ يُشبِعُنَا

و الكَأسُ من كَرمِهِ يُرجَى و يُرتَغَبُ


سَلَّة غِذَاءٍ بَنَت لِلأَرضِ جَنَّتَهَا

لِحُلمِ يُوسُف و حِفظُ اللهِ تَنتَسِبُ



فى كُلِّ عَامٍ يَفِيضُ النَهرُ فى سِعَةٍ

أو يُغدِقُ العَامَ ثُمَّ العَام يُجتَنَبُ



إخضََّرَت الأَرضُ يَا " كِيمِيت" و اصطَبَغَت

لِكُلِّ زَهرٍ بَهِىّ اللَونِ تَنجَذِبُ


تَسَلَّقَ المَاءُ حَبوًا ظِلَّ سَاقِيَةٍ

تَشدُو البَوَادِيَّ وَجِيبًا حِينَ يَنسَكِبُ


تَسقِى النَخِيلَ عَلَى شَطِّيهِ فى دِعَةٍ

و يَنتَقِى الشَهدَ فى عَليَائِهِ الرُطَبُ


و يَسكُبُ الطَميُ طِيبًا في خَمَائِلِهِ

و يَرتَوِى التِينُ و الزَيتُونُ و العِنَبُ

،،،،،

أَنَستَفِيقُ على الأحلَامِ مُجهَضَةً . ؟

يَأوِى إلَيهَا ذَوُو الأَطمَاعِ و السَغَبُ



حُسَّادُ طُهرِكِ يَا أُمَاهُ قَد أُمِرُوا

و تَآمَرُوا الأَمسَ ثُمَّ اليَومَ و ارتَقَبُوا



أن يَسقُطَ السَهمُ فى أَرضٍ بِلَا ثَمَنٍ

أَو ذَاتَ شَعبٍ ذَلِيلِ النَفسِ يُستَلَبُ


أو يَنحنِى كُلَّمَا هَبَت عَوَاصِفُهَا

أو يَستَوِى الأَمرُ إن صَدُّوا أو انسَحَبُوا


تَآمَرَ الخِزىُ و البُهتَانُ فى كِبرٍ

و أنكَرُوا اليَومَ مَن بِالأَمسِ قد صَلَبُوا


أَعوَان قَهرٍ نَمُوا فى كُلِّ خَافِيَةٍ

استَعطَفُوا و استَكَانُوا حِينَمَا نُكِبُوا



و يَستَثِيرُون رُهَابَ القَومِ من كَذِبٍ

مَا أكرَبَ النَفسَ حِيثُ الأَرضُ تُنتَهَبُ


و أقبَحَ الصَبرَ حِينَ تَطُولُ لَعنَتُهُ

و أَضيَعَ العُمرَ حِيثُ العِرضُ يُغتَصَبُ

،،،،

" إيزِيسُ فى خِدرِهَا تَبكِى و تَنتَحِبُ "

هَيهَات ما زَعَمَ الفُجَارُ أو كَذَبُوا


لَن يُخذَلَ المَرءُ يَومًا حِينَ يَسأَلُهَا

كَم من سُيُوفٍ لَهَا فى حَدِّهَا اللَهَبُ.!


و كَم أَصَابَت بِهَا فى كُلِّ نَازِلَةٍ.!

و كَم عَدِوٍ لَهَا أَضنَى بِهِ الرَهَبُ.!


و كَم كِلَابٍ عَوَت فى كُلِّ قَافِلَةٍ .!

و حِينَ حَمَّ الوَغَى فَرُّوا أو ارتَعَبُوا


و كَم عُرُوشٍ فَنَت فى ظِلِّ حَربَتِهَا.!

و كَم رُؤُوسٍ هَوَت حَتَّى ارتَوَى الغَضَبُ.!


هَيَّا اقطفُوا الرَأسَ إذ تَدنُو لِهَيبَتِهَا

مَهمَا تَعَالَت عَلَى خَيبَاتِنَا الحِقَبُ


و سَيِّجِوا الآنَ حَولَ النَهرِ واصطَخِبُوا

أم تَكتَفٍى بِخَوَاءِ غَطِيطِهَا النُخَبُ


فكَم شَهِيدٍ لَقَى بِالفَخرِ مَنزِلَةً !

ما أَكرَمَ المَوتَ عِند الحقِّ يُنتَخَبُ !




،،،،،
كلمات
رمزى حلمى لوقا
يونيو ٢٠٢٠

الوجيب: (اسم)
صوت خفقان القلب باضطراب ورجفة
حابي:إله النيل عند قدماء المصريين
كيميت: كمت اسم مصر القديم معناه الأرض السوداء
السغب: جوع مع تعب
إيزيس: إلهة
حم الوغي: اشتدت الحرب
غطيط:شخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?