الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفق الصراع المصري التركي في ليبيا.

بسام الرياحي

2020 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


أثارت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته التفقدية للمنطقة العسكرية الغربية في سيدي براني على الحدود مع ليبيا جدل واسع إقليميا ودوليا.السيسي طرح مجددا تعليق الأعمال القتالية بين قوات حكومة الوفاق من جهة والجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من جهة أخرى،خاصة مع التطورات الأخيرة التي تلت إنسحاب الجيش الليبي من محيط طرابلس العاصمة بإتجاه قواعد خلفية له في مدينة سرت.هذه الأخيرة تعتبر الهدف المحتمل لقوات حكومة الوفاق في ظل تصاعد الهجمات بإتجاهها بعد وصول آلاف المقاتلين السوريين المدربين والمتمرسين لتعزيز قوات حكومة الوفاق وموقف رئيسها فايز السراج الذي إتجه مرارا لتركيا التي فتحت خط إمداد وجسر جوي وبحري تجاه السواحل الليبية.مصر تعتبر هذا الخط الواصل بين سرت والجفرة شديد الحساسية ويمس مباشره بأمنها القومي لذلك تحركت منذ أسبوعين تقريبا ميدانيا بإرسال أرتال عسكرية ضخمة للحدود الغربية والنظر فيما يمكن فعله على ضوء التطورات.المشهد الليبي اليوم ينذر بتصعيد خطير على المستوى الميداني في ظل الوجود التركي وإصرار أنقرة على دعم السراج بالمستشارين العسكريين والطائرات المقاتلة من دون طيار والعمليات الخاصة على الأراضي الليبية، وتوتر العلاقات مع مصر يحمل تراكمات سابقة منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي على يد الجيش المصري بعد فترة عصيبة كانت عاشتها مصر هددت الدولة والمجتمع ومستقبل البلاد ككل.تركيا لن تمانع أكيد في إستنساخ السيناريو السوري بعد فتح حدودها للمهربين والمقاتلين من مختلف الجنسيات مما سبب إنتشار الإرهاب المسلح والفوضى من حلب لإدلب لحماه للاذقية...تلك الجماعات التي أتت حتى من الصين مع التركستان والشيشان والمتمردين المحليين جعل الثورة السورية تحيد عن مسارها وسقطت بيد المتطرفين وتهدد إلى الآن بتفتيت الجغرافيا السورية وإستمرار الحرب وأمدها القاسي والفوضوي.مصر تعلم أن الإقتراب أكثر من حدودها سيعنى زج الدولة المصرية ودفعها لدوامة الفوضى وخروج الأوضاع عن السيطرة وربما فتح طريق القاهرة وتهديد كيان الدولة على إعتبار فترة الشك القوي في العلاقات مع تركيا، ولعل في التاريخ عبرة فالمماليك ساهموا في إسقاط القاهرة عندما جعلوا أعدائهم العثمانيين يقتربون كثيرا من عاصمتهم بعد أن هاجموا دمشق وأخذوا قرارهم بالاندفاع نحو مصر في عهد السلطان سليم...اليوم هناك معادلة جيوسياسية مختلفة تحمل في طياتها السيادة والثروة والمصالح التي لا تحتمل التردد ثقب أسود سيجرف كل المترددين والمجازفين والذين لا يدركون الأخطار وأن السلام النسبي الموجود إنما هو هدنة لن تجعل الدول تتوقف عن التفكير في مجالات حيوية وتعزيز موقفها ومصالحها والإستفادة من ضعف وفقر وهوان وجهل غيرها.الصراع المصري التركي لن يتوقف في ليبيا والساحة الليبية ستشهد ترجل دول إقليمية ذات وزن بعد أن باحت اللعبة بكل أسرارها وإنكشفت الغايات والمحاور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون