الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بؤس

عبد الفتاح المطلبي

2020 / 6 / 22
الادب والفن


ياويل قلبي
يا بؤسَ سعيي ويا خيبـــاتِ أعذاري
وقصرَ خطوي إلــى باحات أقداري
كَمْ مرَّ قُدّام عيـــــــني مِـنْ حوادثِها
وقد أشَحْتُ وكانـــــتْ محضَ إنذارِ
أوصدتُ صدري على أمرٍ أكادُ بهِ
أموتُ مـن ولَعي فيـــهِ وإصراري
وكم أطلتُ وقوفي حـــــائرا وجلاً
بينَ اعترافي بجهـــــلي ثمّ إنكاري
وكمْ خفضتُ جناحي ثمّ طرتُ إلى
ما أشتهيهِ بــــــــــلا ريشٍ ومنقارِ
حتى أتت ريحُ أيــــامي مُغاضبةً
على زوارقِ أحــــلامي وأسفاري*1
ما نفع إطلاقِ آهـاتي إذا ضَجَرَتْ
كأنّ بين ضــلوعي كاسِـرٌ ضارِي
وما السرور بسطرٍ خُطَّ في ورقٍ
وقد ملأتُ من الأحــزانِ أسفاري*2
قصائدي حرّةٌ، أفراسُــها جمحتْ
تخبُّ واثقةً فــــــــي كلِّ مضمارِ
وليسَ ذنبي وقد راضتْ بما وثقت
من الأعنّةِ فـــــي مخيالِ أشعاري
قد واعدتني بجنّــــــاتٍ بها عنبٌ
ومن سُلافِ خمـــــورٍ ملءَ أنهارِ
و جئتُ لهفانَ من شـــوقٍ أكابدُهُ
مذْ بانَ سِرْبُهمو واســتكّ قيثاري
ماكنتُ أعشـــقُ في ليلي دجنتَهُ
بل كنتُ أرقبُ فيهِ نورَ أقماري
لكنني لم أجد إلا النــــــوى قدراً
قد أطفأت بدياجي الليــلِ أنواري
وفي البقايا أريجٌ من روائحـــهم
أستافُ منها فيصحو فيَّ تذكاري
ورحتُ أرجو ولكن الرجا زَغَبٌ
والأمنيـــاتُ فراخٌ جلدُها عاري
بحرٌ من الأمل الكَـــذّاب يُنعِشُنا
وبينَ حينٍ وحيــــنٍ بعضُ أخبارِ
بيضٌ سحائبُ آمــــالي فلا مطرٌ
فيها وصحراء يأسي دون أسوارِ
كم واعدتني المُنى كمْ خاب موعدُها
كم دندنتْ بنشـــــازٍ فوقَ أوتاري
كم صافَ شهرٌوقاظت بعده سنَةٌ
وما حظينا بنيســــــــــــانٍ وآذارِ
يا سائلي عن ربيع الورد ، موعدِهِ
صهْ فالخريف أتى يسعى إلى الثارِ
أتى بجاروده، الأغصانُ قد يبُستْ
فودعتها عصـــــافيري وأطياري
وبات في الجذعِ ثعبانٌ يبيضُ به
وكيفَ أصبرُ والأفعى غدتْ جاري
ومن ثمارٍ خلت حتــى ظننتُ بها
كلَّ الظنون كأني لـــمْ أكنْ داري
وحينَ كنتُ أرى الغربـان تسكنها
كذّبتُ ظــنّي بها، سفَّهتُ أنظاري
وأورقَ الشكُّ فـي روحي أعاتبُها
وقلتُ ليسَ بهذي الحـالِ أشجاري
وقلتُ يا صاحِ مالي لا أرى شجراً
وكيفَ جفّت على الجدرانِ أزهاري
كل المظنةِ أن المــــــوت غافلها
ومدّ مخلبهُ المجنـــــــــــونَ للدارِ
وراح يحصدُ ما يهـــوي عليهِ بهِ
كمنجلٍ غاشــــــــمٍ في كفِّ جبّارِ
المَيّتُ الدار والأغـــــرابُ قاتلُها
فأينَ يذهبُ أهلــــــوها من العارِ
لم يبقَ خوفٌ على ما كنتُ أحسَبُهُ
عند المُباهاةِ من أعماقِ أسراري
الناس تعرفُ والأيــــــــام تعلنُها
إنّ الديارَ على أوضــــــامِ جزّارِ
غدا ستهوي سكاكين العُداةِ على
أوصــالها السمرمــن شبرٍلأشبارِ
فلا عزاءَ لكمْ يا أهـــــلَ محنتها
فأنتمُ حطــــــــبٌ يُلقى إلى النارِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.أسفار جمع سفرة
2. أسفار جمع سِفر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية