الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من يصنع فرانكشتاين في العراق ..... فان فرانكشتاين سياكله
سلمان رشيد محمد الهلالي
2020 / 6 / 22مواضيع وابحاث سياسية
(يبدو ان في هذا البلد مايكفي من القوة ان يدمر نفسه) المبشر الانكليزي انطوني غروفس
فرانكشتاين باختصار - لمن لايعرفه – هو وحش او مسخ اخذ اسمه هذا نسبة الى رجل سويسري يدعى (فكتور فرانكشتاين) الذي جمعه - او صنعه – من اعضاء بشرية مختلفة لجثث متفرقة اخذها من المقابر , فخرج بتوليفة قبيحة وشكل مخيف ومرعب , كان اول ضحاياه هو فكتور فرانكشتاين نفسه الذي قتل الوحش زوجته في ليلة عرسه . وهذه الاحداث الفنتازية والرمزية هى عبارة عن رواية نشرتها الكاتبة الانكليزية ماري شلي عام 1818 التي تروي قصة الشاب السويسري فكتور فرانكشتاين الذي قام بتجميع اشلاء متفرقة لصناعة الوحش الذي حمل اسمه لاحقا . ( ومن يريد تفاصيل الرواية واحداثها يراجعها في الغوغل) ....
على مدى تاريخهم المتعدد بالتحولات السياسية والاجتماعية , ابدع العراقيون بصناعة الوحوش الخاصة بهم التي سرعان ماتاكلهم , وهم يفعلون ذلك اما جهلا بالتبعات الخطيرة لاعمالهم او حقدا على مجتمعهم او هويتهم او اصرارا للتنفيس عن مكبوتاتهم اللاشعورية او لتحقيق هدفا مرحليا وسياسيا وايديولوجيا (علمانيا كان او دينيا) . ولانريد الرجوع للتاريخ القديم والاسلامي لبيان ماهية تلك المسوخ والوحوش التي صنعوها , او ساهموا بتكوينها , او صمتوا عن جرائمها , ولكن نظرة سريعة على التاريخ المعاصر نجد انهم صنعوا العديد من الوحوش الخاصة بهم اهمها :
1 . الانقلابات العسكرية وادخال الجيش بالسياسة : وهو اول فرانكشتاين صنعه العراقيون ودعموه في تاريخ العراق المعاصر للنيل من الحكم الملكي شبة الديمقراطي والليبرالي . والعراق هو الرائد الاول في الانقلابات العسكرية في العالم العربي واكثرها ابتدءا من انقلاب بكر صدقي عام 1936 ثم انقلاب رشيد عالي الكيلاني في مايس 1941 وانقلاب عبد الكريم قاسم والضباط الاحرار الذي تحول الى ثورة في تموز 1958 والانقلاب البعثي الاول في شباط 1963 والثاني في تموز 1968 . وهذه الانقلابات هى من اسست لظاهرة الخراب والانهيار المؤسساتي وتلاشي مفهوم الدولة وتسلط الاقلية العسكرية على مقدراتها , وانهاء القيم الديمقراطية والليبرالية والتعددية السياسية والثورية في المجتمع , وانتشار الممارسات الثورية والقمعية والتوجهات الايديولوجية الراديكالية في البلاد . وبالطبع ان اغلبية العراقيين كانوا قد ايدوا تلك الانقلابات وحرضوا عليها , ولكنهم في الاخير كانوا اول الخاسرين والمتضررين منها .
2 . ظاهرة البعث وصدام حسين : عندما حصل الانقلاب البعثي الاول في شباط 1963 وماقامت به عصابات وميليشيات الحرس القومي من جرائم وعمليات قتل واغتصاب مستغلين حالة الضعف والجبن والارتباك عند الشيوعيين , لم يحصلوا في وقتها على اي مقبولية وانتشار عند الشعب العراقي , بسبب تلك الاعمال اللااخلاقية والغريبة على ثقافة المجتمع وقيمه وعاداته الاجتماعية . الا ان الانقلاب البعثي الثاني في تموز 1968 الذي اسقطوا فيه حكم الرئيس عبد الرحمن عارف وماقاموا به من التحالف مع الشيوعيين الذين يمتلكون الشعبية في الشارع العراقي ايام الجبهة الوطنية عام 1973 وزيادة ايرادات الدولة من تصدير النفط وارتفاع اسعاره , ادى الى انتشار ظاهرة حزب البعث في المجتمع , وانضمام الكثير من العراقيين – وخاصة من الشيوعيين واهل الريف – الامر الذي ساهم ايضا بصورة غير مباشرة بانتشار ظاهرة صدام حسين وتمدده على السلطات الحكومية في الدولة وعزله الرئيس احمد حسن البكر . ولاحاجة الى القول ان الكثير ممن ساهم بصناعة اخطر فرانكشتاين في تاريخ العراق الحديث والمعاصر - وهو حزب البعث وصدام حسين - كانوا اول ضحاياه هم البعثيين انفسهم الذين قتلهم صدام حسين في قاعة الخلد والشيوعيين الذين طاردهم وقمعهم بعد انهيار الجبهة وتلاشيها عام 1979 . فضلا عن نتائجها الماساوية والكارثية الاخرى على المجتمع العراقي من حيث الاستبداد والديكتاتورية والحروب والحصار ووو وغيرها . والامتياز الذي يمتلكه فرانكشتاين البعثي والصدامي هو ان ضحاياه ليس من العراقيين فحسب , بل وحتى العرب - وخاصة دول الخليج مثل السعودية والكويت والامارات - التي ساهمت بتكوينه ودعمه من اجل الحرب ضد ايران عام 1980 . حيث سرعان ما انقلب عليهم واحتل الكويت وضرب السعودية ولم يخلصهم منه سوى الامريكان عام 1991 .
3 . الارهاب وداعش : وهو اول المسوخ التي تكونت بعد سقوط النظام البعثي عام 2003 . وهى غير مختصة بعموم العراق - كما في حالة الانقلابات العسكرية وظاهرة البعث وصدام - وانما هى منحصرة ضمن نطاق اهل المحافظات السنية التي دعمته سياسيا واجتماعيا واقتصاديا , كان هدفها المعلن في البدء هو مقاومة الاحتلال الامريكي , فيما ان الواقع الحقيقي والمخفي - وغير المعلن - هو الرغة باستعادة السلطة والحكم التي فقدوها في نيسان 2003 . وهذا المسخ فرانكشتاين ساهم بتصنيعه عاملين : داخلي وخارجي , الداخلي : هم الاقلية السنية والبعثيون والاسلاميون الطائفيون والتكفيريون والاجهزة الامنية للنظام السابق وغيرهم . والخارجي : هم المخابرات العربية والتكفير الوهابي والتأمر العربي والاعلام الخليجي والمال السعودي . ورغم ان اغلبية ضحايا هذا الوحش فرانكشتاين هم من الشيعة , الا ان هذا لايمنع ان يكون هناك ضحايا من اهل السنة - وخاصة في مرحلة داعش - التي اعتمدت مبدا المولاة والبراءة مع اهل السنة وليس الانتماء الطائفي فقط , كما في حالة التنظيمات الارهابية السابقة مثل القاعدة والفصائل المسلحة الاخرى .
ماحصل في السنوات القليلة الاخيرة من اضطرابات وتجاوزات على الدولة العراقية في وسط وجنوب العراق – وخاصة بعد الانتصار على داعش عام 2018 - هو مقدمة لصناعة فرانكشتاين خاص في هذه المحافظات الشيعية بحجة التظاهرات والاصلاحات , سيما بعد ان انتهت صلاحية الوحش فرانكشتاين في المحافظات السنية الذي كان مجسدا بالارهاب وداعش . وبدات الحملة لصناعة فرانكشتاين الجنوبي من خلال التحريض الاعلامي وغسل الادمغة وتزييف الوعي بين الناس – وخاصة الشباب منهم والمراهقين - وكانت الخطوات الاولى هى البدء بتفكيك جميع الركائز التي تشكل مصدر قوة في الوسط والجنوب - او العراق عموما - واهمها الضوابط او المكابح الثلاث في المجتمع (الدولة والدين والعائلة) . فالدولة بعد 2003 فقدت الكثير من وظيفتها كضابطة اجتماعية بسبب طبيعة النظام السياسي التعددي واختراق الاحزاب الفاسدة لها , وعدم وجود عصبة سياسية ترتكز عليها , والحملات الاعلامية العربية والتحريض الخارجي على اجهزتها الامنية والتربوية والاستهداف الارهابي وغيرها . واما (الدين) وسطوته كضابطة اخلاقية واجتماعية فقد ضعف تاثيره على الناس - وخاصة الشباب منهم - بسبب عوامل عدة اهمها تدخل رجال الدين في السياسة والسخرية منه والتحريض الاعلامي واستئثار الكثير من رجال الدين بالاموال والمناصب وغيرها . فيما كانت اخر الضوابط الاجتماعية وهى (العائلة) قد تلقت هى الاخرى ضربات قاصمة بعد ان فقدت الكثير من العوائل سيطرتها على اولادها , وجعلتهم متلقين لما ينشره الاعلام والفيس بوك دون حصانة او وعي او متابعة . ونحن لانقول ان هذه الضوابط الثلاث قد تلاشت نهائيا في البلاد , وانما نقول انها ضعفت بحسب طبيعة الاسرة واخلاقها وتوجهاتها النفسية والاجتماعية والتربوية , والنية معقودة في الاعلام والانترنت على انهائها كليا , ومن ثم التمهيد لجمع اشلاء فرانكشتاين وصناعته من جديد في البلاد .
وللاسف هناك ثلاث جماعات في وسط العراق وجنوبه انساقت لصناعة المسخ فرانكشتاين وهى :
1 . الافراد المسالمون والحريصون الذين يساهمون بصناعة فرانكشتاين دون وعي او غرض سيىء , من خلال الانسياق الى حملات التحريض والتوحش . فهم يساهمون في تاجيج الكراهية والغل على المجتمع وركائز قوته بدعوى النقد والاصلاح دون الالتفاف الى خطورة ونتائج ذلك التحريض . وهؤلاء سيكونون اول ضحايا فرانكشتاين , لانهم افرادا مسالمين لايتحملون الرقص مع الذئاب والعيش مع الكلاب , بسبب طبيعتهم الشخصية واصولهم الاجتماعية المدنية .
2 . الافراد الحاقدون والمخصيون والموتورون الذين يتعمدون الترويج لصناعة فرانكشتاين في العراق لاغراض سياسية وايديولوجية وشخصية . وهذا الصنف من الناس لايهمهم ولادة فرانكشتاين او صناعته وتمدده وخطورته , بسبب طبيعة شخصيتهم وعوائلهم وعشائرهم التي يمكنها العيش مع الثعالب في احسن تجلياتها واعراسها , وسبق لهم ان تعاونوا مع البعثيين وانضموا الى صفوفه وقدموا حتى اعراضهم وشرفهم له . وهؤلاء ينتظرون اكمال صناعة فرانكشتاين في وسط وجنوب العراق على احر من الجمر , حتى تتحقق شخصيتهم وذاتهم , وتتنفس طاقة الحقد الفائضة عندهم ( فمصاصو الدماء لايموتون لانهم اصلا اموات) .
3 . العراقيون المغتربون في الخارج من الذين ضمنوا مستقبلهم في بلدان اوربا وامريكا - وخاصة الشيوعيين منهم - فهؤلاء للاسف لايهمهم صناعة فرانكشتاين في البلاد , لانهم سبق ان كان لهم دور بصناعة اخطر واسوء فرانكشتاين في تاريخ العراق الحديث والمعاصر وهو صدام حسين , عندما انحازوا له في السبعينات ايام الجبهة الوطنية (1973-1979) ليس ضد المعارضين للحكم البعثي من الاسلاميين والكورد فحسب , بل وانحازوا له في مقابل جناح الرئيس احمد حسن البكر , واطلقوا عليه تسمية (كاسترو العرب) او (تروتسكي العراق) , وعندما تغول صدام حسين ... بدا باكلهم فردا فردا ... والشجاع فيهم من هرب الى خارج العراق , او التحق بحركة الانصار المسلحة تحت امرة المخابرات الايرانية والسورية , او التنسيق معها على الاقل لقتال الجيش العراقي , واليوم اصبح اغلبهم (ولله الحمد) ثوريين واباة الضيم وشجعان واحرار , وانا على يقين لو انهم بقوا في داخل العراق لتحول الكثير منهم الى بعثيين وغيروا تلك القناعات .
وقد يطرح البعض اشكالية الربط بين التقصير الحكومي وبين صناعة الوحش فرانكشتاين على اعتبار ان التقصير الحكومي ونقص الخدمات والفساد والبطالة وغيرها يمهد الارضية المناسبة والمبررات الكافية لصناعته . في الواقع لااحد ينكر ان كل حدث مفصلي مثل الانتفاضات والثورات والتظاهرات وغيرها , يجب ان تكون هناك ارضية او بنية اجتماعية وسياسية واقتصادية لتكوينه , ولكن السؤال هل هناك ترابط حتمي بين الاثنين ؟؟ يمكن الاجابة على ذلك من خلال النقاط الاتية :
1 . لايوجد ترابط حتمي بين التقصير الحكومي والانتفاضات السياسية التي تحصل , فالمدرسة الحتمية في التاريخ اصبحت من الماضي , تلاشت مع انهيار الفلسفة الماركسية كفلسفة حتمية عند النخب المثقفة . والذين يسيرون وفق هذا الاتجاه بعيدين عن التحولات الحديثة في الانظمة المعرفية - وخاصة لمناهج ما بعد الحداثة - التي ترفض التلازم بين (الكلمات والاشياء) حسب وصف ميشيل فوكو . فالحقيقة عند اصحاب هذه المنهج هى اختراع وليس اكتشاف , اي اختراع حقيقة معينة من جهة محددة او سلطة نافذة , كأن تكون هذه السلطة اعلامية او سياسية او دينية . ولاحاجة الى القول ان اقوى سلطة اليوم في العراق تصنع الحقيقة والراي العام وتوجه الناس بحسب المسار الذي تريده هو الاعلام العربي والمعادي للدولة والمجتمع العراقي (الفضائيات والفيس بوك وغيرها) , وكما قال نعوم تشومسكي (هناك اعلام ينقل الحقيقة وهناك اعلام يصنع الحقيقة) , وبالطبع ليس كل اعلام يستطيع ان يصنع الحقيقة , بل الاعلام الذي يتناسب والشخصية العراقية وميولها النفسية وافكارها الاجتماعية وثقافتها الشعبوية وبواعثها العصابية . اذن فالخط الواصل الذي يربط بين التقصير الحكومي وصناعة فرانشكشتاين ليس حتمي , وانما تتخلله سلطات نافذة تقوم بصناعته وبلورته وتكوينه لغايات سياسية واقليمية معينة .
2 . هناك فرق كبير بين الاحتجاجات المطلبية والمساواتية وبين صناعة المسوخ والوحوش . فالمطالبات السياسية والتظاهرات وغيرها هى طبيعية في جميع الانظمة الديمقراطية والتعددية , ولكن الاشكال والخطورة هى في تحويلها الى اداة بيد الاخرين لمارب وتوجهات تدميرية للمجتمع والسلم الاهلي , او خروجها عن مسارها الصحيح والمنطقي .
3 . ان التقصير الحكومي هل يستدعي صناعة المسخ فرانكشتاين ؟؟ او تبرير صناعته ؟؟!! بالطبع كلا ... فالمجتمع واستقراره وامنه الاجتماعي اهم من الدولة , والدولة بمؤسساتها الامنية والتعليمية والادارية اهم من الحكومة , والحكومة كنظام سياسي يعبر عن مالات الدولة اهم من العشيرة والقوى الاخرى لما قبل الدولة كالعائلة والطائفة والاثنية وغيرها ... وهكذا تكون الاوليات .
4 . اذا كان هناك من يريد الربط بين صناعة فرانكشتاين وبين التقصير الحكومي فلماذا لم يظهر سابقا ؟؟ ... والتقصير الحكومي – كما يقول الجميع - قد تبلور قبل اكثر من عشر سنوات . الجواب هو من الوضوح بمكان , فهم اعتمدوا سابقا على فرانكشتاين الارهاب وداعش , وبعد فشله واسقاطه انتقلوا الى نمط اخر من المسوخ ..
ان بعض الاخوة سيرجع حتما للطريقة العراقية التقليدية والمسبطة بالتحليل , وسيقول ان هذا المنشور هو دفاع عن الحكومة ورغبة بحمايتها ودعمها , واحب اقول لهم الاتي :
1 . مثلما انتم لاتهتمون بصناعة فرانكشتاين في وسط وجنوب العراق , وتغاضيتم سابقا عن الارهاب في المحافات السنية , ولم تكتبوا عنه اي مقالة خاصة , خشية الاتهام بالطائفية اولا والخصاء الذي تعرضتم له على ايدي الحكومات القومية والبعثية ثانيا , فان الحكومات العراقية والاحزاب الحاكمة مثلكم تماما , لايهمها صناعة الوحوش في وسط وجنوب العراق , لان الدولة بعد 2003 لاعصبة لها , وتتذكرون جيدا التقصير الحكومي عند ظهور داعش في شمال وغرب العراق , وكيف انهم لم يوجهوا لها ضربة قاصمة في بواكير ظهورها .. كما ان اغلب السياسيين عندنا هم من جماعة الخارج والجنسيات الاجنبية , وما اسهل الهروب عندهم اذا حصل شيء , واما التداعيات والسلبيات والضحايا ستكون علينا نحن جماعة الداخل .
2 . انا اعلنت صراحة اني مع الدولة والنظام السياسي العام والسلم الاهلي والامن الجماعي , والتحصن معها في مواجهة الارهاب البعثي والتكفيري والتامر العربي والتحريض الاعلامي والابتزاز الكوردي , والحفاظ على مؤسساتها ومقدراتها الاقتصادية والامنية , وليس مع الاحزاب والحكومة والسلطة , لان (الدولة ثابتة والحكومة متغيرة) . فيما نجد – للاسف – اغلبية الكتاب والمتابعين العراقيين لايمتلكون اي رؤية او مشروع معين او هدف متعالي للكتابة , لانهم لايعرفون سوى النقد والهجوم على الدولة , والكارثة ان مايكتبونه يحتسبونه انجازا نادرا ورؤية متميزة لانظير لها وكلاما خطيرا لامثيل له , فيما ان الواقع هو ان كلامهم يردده (ابو الستوتة) نفسه في العراق . واغلبه هو ازاحات اجتماعية وانثيالات نفسية ودوافع ايديولوجية وبواعث سياسية تخلو من اي ممارسة وطنية او موضوعية , يتداخل معها الخصاء القومي والارتزاق السعودي والبرزاني , لذا تجد اغلبها يختصر النقد والهجوم على الاحزاب الشيعية دون الاخرين المشاركين والفاعلين بالسلطة مثل الكورد والسنة .. فهم لايستطيعون انتقاد السنة بسبب الخصاء والتدجين القومي والبعثي , ولايستطيعون انتقاد الكورد بسبب الارتزاق البرزاني ورواتب فخري كريم . ولم يبقى عندهم سوى الاحزاب الشيعية التي يوفر الهجوم عليها والسخرية منها امتيازات عدة عند الكاتب الشيعي المخصي اهمها حيازة شرف الوطنية باعتباره انسانا مجردا تجاوز طائفته وهويته اولا وتفريغ طاقة الحقد المتراكمة في اللاشعور عنده ضد جماعته وهويته ثانيا , والحصول على الرواتب والمخصصات من البرزاني او الصحف السعودية والاماراتية ثالثا . والاغرب من تلك المواقف هو ان اولئك الكتاب ما ان يطرح اسمائهم كمرشحين لوزارة او سفارة او مستشار او رئيس جامعة حتى يفرح بذلك مثل الطفل , ويقبل بالترشيح والمنصب دون شروط او اعتراض , كل ذلك من اجل حيازة الراسمال الرمزي والامتيازات والمخصصات والرواتب الفلكية , واما الكتابات الهجومية السابقة فانها تذهب ادراج الرياح , ولااثر لها موضوعي او واقعي , وكما قالت احلام مستغانمي (اننا العرب نريد ان نبدو ... لا ان نكون) .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البشير شو | الشتاء قادم
.. سوري راقص في ألمانيا رغم ساقِ مبتورة ويتعلم مهنة خاصة! |عين
.. أكثر 5 لحظات محرجة على الهواء مع بدر صالح!
.. حزب الله يؤسس قيادة جديدة ويستعد لحرب استنزاف طويلة.. ما الت
.. مراسلة الجزيرة ترصد آخر تطورات الوضع الميداني من ضاحية بيروت